كتب : الدكتور سامى الخيمى
السفير السابق لسوريا بالمملكة المتحدة
كان من سمات الماضي القريب أن لا يصغي الحكم إلى صوت السوريين عدا بعض المطبلين والمستفيدين .. ويصغي فقط لبعض القوى الدولية أو الإقليمية مفترضاً أنه قادر على المراوغة بين أجنداتها. والمفارقة أنهم عندما ملّوا من بهلواناته قرروا الموافقة على إنهائه ...
بعد وصول هيئة تحرير الشام إلى سدة الحكم في دمشق، نتمنى أن تلاحظ التالي:
* ضرورة عدم إيلاء الخارج ، كما كان الحكم السابق يفعل، الأهمية القصوى في سعيه للمحافظة على بعض الشرعية …
* نحن السوريين نعرف أننا أصبحنا دولة ضعيفة ومعرضة للغزو الصهيوني والنفوذ الأجنبي، لكن قوة الدولة تكتسب من جديد بتضافر جهود جميع أبنائها وشعورهم بملكية الوطن ..
* معروف أيضاً أن شركاءنا في الوطن من أقليات على مختلف تنوعها يشكلون أكثر من ثلث السكان ..
* يضاف اليهم غالبية الذين يشعرون بأهمية مفهوم المواطنة الحقيقية من أجل نهوض البلد اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً .. وهذا يقودنا بسهولة إلى أكثرية عددية على صعيد الوطن تطالب بحقوق متساوية ..
* صوت الداخل هذا هو صوت المجتمع الذي سيحترمه العالم أجمع وسيجعل الدولة تتمتع بحكم رشيد وتصبح عصية على النفوذ الأجنبي وعلى الاستبداد الداخلي ..
* لكن تمثيل المجتمع السوري ليس عملية محاصصة بين قوى لا تتمتع بالضرورة بأية بيئة حاضنة مجتمعية حقيقية.. فتمثيل المجتمع في أية دولة يتم بناء ركائزها من جديد، يجب ان يبدأ من خلال جمعية تأسيسية من الآباء والأمهات المؤسسين ذوي السمعة الطيبة والامتداد المجتمعي، يعملون على وضع الضوابط فوق الدستورية التي يلتزم بها الجميع، ويختارون حكومة تمثل كل أطياف الشعب لكي تدير البلد في المرحلة الانتقالية..
* هؤلاء فقط هم الذين ينبغي الاصغاء اليهم بعد استتباب الأمن في الوطن، .لكي تسير البلاد في الطريق الصحيح ..
* أثبتت القيادة الجديدة أنها قادرة على طمأنة أكثر الناس رغم بعض التجاوزات المؤسفة، وهذا يدل على ذكاء من يدرك أن قيادة دولة تتجه نحو الاستقرار والحداثة يتطلب تغييراً جذرياً في النهج وضرورة الانفتاح على الجميع.،،
عبارات أساسية نتمنى أن تصبح شعارات للمرحلة المقبلة: المواطنة المتساوية، كرامة الإنسان، حقوق الإنسان مهما كانت قوميته أو دينه أو طائفته، النساء صنو الرجال، حرية التعبير والنشاط السياسي، دولة القانون، التنمية الاقتصادية المتوازنة ..
تفاءلوا بالخير …