كتب : حامد الشريفى
نتائج المغامرة الإيرانية في الدول العربية بعد “طوفان الأقصى”
أدى الصراع المستمر في الشرق الأوسط، وخاصة بعد عملية “طوفان الأقصى”، إلى تحولات كبرى في التوازنات الإقليمية، حيث بات واضحًا أن التدخل الإيراني في الدول العربية قد قاد المنطقة إلى نتائج كارثية على عدة جبهات.
فقد دفعت إيران بحلفائها في معركة غير متكافئة، ما أدى إلى تداعيات مدمرة في غزة، سوريا، لبنان، الضفة الغربية، العراق، واليمن. غزة: مدينة محطمة ومستقبل غامض كانت غزة أولى ساحات الصراع التي شهدت تحولًا جذريًا، حيث تعرضت لتدمير شامل بسبب المواجهة العنيفة مع إسرائيل. وبدلًا من تحقيق أي مكاسب، وجدت حماس وبقية المنظمات الارهابية نفسها أمام انهيار شامل للبنية التحتية، مما جعل القطاع أرضًا مهيأة لإعادة الإعمار وفق الرؤية الأمريكية، وسط تراجع واضح للدور الإيراني هناك.
سوريا: إعادة رسم الخرائط الجيوسياسية
سوريا، التي طالما استخدمتها إيران كنقطة ارتكاز لتهديد إسرائيل عبر ميليشياتها، تواجه الآن واقعًا جديدًا. إذ أصبحت قوات الجيش الإسرائيلي (IDF) متمركزة بشكل دائم في مواقع استراتيجية مثل جبل حرمون، وأصبحت المناطق الجنوبية منزوعة السلاح تمامًا. كما أدى الانخراط الإسرائيلي المباشر إلى تفكيك معظم البنية العسكرية السورية. ومن أبرز التغيرات الجيوسياسية في سوريا: انهاء الوجود الايراني، وإقامة منطقة حكم ذاتي للدروز. إبعاد القوات السورية عن دمشق جنوبًا، مما يحد من تحركاتها . تدمير أكثر من 500 موقع عسكري سوري، شملت المطارات والمخازن العسكرية ومراكز البحث.
لبنان: سقوط حزب الله وتغيير معادلة القوة
لبنان، الذي كان أحد أهم معاقل النفوذ الإيراني عبر “حزب الله”، شهد تصعيدًا عسكريًا انتهى بتدمير القدرات القتالية للحزب، ومقتل جميع قادته البارزين. بعد هزيمة الحزب، فرض الجيش الإسرائيلي واقعًا جديدًا في الجنوب اللبناني، مما جعل لبنان بلدًا منزوع السلاح، وهو ما يشكل ضربة استراتيجية للمشروع الإيراني في المنطقة.
الضفة الغربية:
تعزيز السيطرة الإسرائيلية توسعت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، خاصة في جنين وطولكرم وطوباس، بهدف القضاء على أي تهديد أمني. وكانت أبرز التحولات: إطلاق عملية “السور الحديدي” في يناير 2025، التي تعتبر الأكبر منذ “الدرع الواقي” عام 2002. إرسال دبابات إلى الضفة الغربية لأول مرة منذ 20 عامًا، مما يعكس رغبة إسرائيل في تعزيز سيطرتها. نزوح 40,000 فلسطيني نتيجة العمليات العسكرية ضد الارهابيين. الحديث عن ضم الضفة الى اسرائيل.
العراق: انهيار الهيمنة الإيرانية
بات العراق على أعتاب تحولات كبرى في العملية السياسية التي رسختها إيران. فمع التغيرات الإقليمية المتسارعة، أصبح واضحًا أن الدور الإيراني في العراق يتعرض لضربات متتالية، مما يمهد الطريق لتغيير جذري في ميزان القوى داخل البلاد.
اليمن:
نهاية المشروع الحوثي في اليمن، بدأت نهاية المشروع الإيراني المتمثل في الحوثيين تلوح في الأفق، حيث تستعد قوات التحالف الدولي لشن عملية عسكرية واسعة تهدف إلى القضاء على ما تبقى من النظام الحوثي، بعد أن تسبب في دمار هائل للبلاد.
ختاماً :
لقد أدى تدخل إيران في الدول العربية إلى نتائج كارثية جعلت حلفاءها في موقف ضعيف، وأفسحت المجال أمام تغييرات استراتيجية كبرى في المنطقة. فبعد سنوات من التمدد، تواجه إيران اليوم تراجعًا واضحًا في نفوذها الإقليمي، بينما تتحرك القوى الدولية والإقليمية لإعادة تشكيل المشهد بما يخدم مصالحها بعيدًا عن النفوذ الإيراني. وهذا من سيحدد مصير النظام الايراني الذي باتت نهايته قاب قوسين او ادنى