الجريدة العربية الاولى عند التأسيس ناطقة باللغة العربية والانجليزية والفرنسية ..مقرها لندن والقاهرة وقريبا فى دول الخليج و المغرب العربى

رئيس التحرير
محمد العطيفي
الشرق تريبيون
مستقلة. سياسية. دولية
الصوت العربي الى العالم
عاجل
الاعمدة والكتاب

الأفراح بالتقسيط بعد 466 يوما وباقى اربعة أيام أخرى للهدنة من حرب طوفان الأقصى

الأفراح بالتقسيط بعد 466 يوما وباقى اربعة أيام أخرى للهدنة من  حرب طوفان الأقصى

كتب : محمد العطيفى

سارة بن كراودة 

لا يتصور أحد وهو يقلب فى القنوات الفضائية مدى الفرحة التى يعيشها أهالى غزة ، وأهل الأسرى الاسرائيليين المحتجزين لدى حماس ، فى معركة لم يدر فى خلد أحد أن تستمر لهذه الفترة الطويلة . على أثرها أنتحرت كل القيم الأنسانية ، وكشرت الكراهية على أنيابها ، لتبيح فى الإنتقام مالايمكن تسميته إنسانى . فعجلة الحرب لا تستثنى أحدا .. قتلى ، جرحى ، ثكلى ، هدم ، دمار ، بحاراً من الدماء . تشريد ، خوف بل رعب . لافرق بين بيوت تدمر على رؤوس ساكنيها ، وملاجىء تمتلىء بالسكان أملاً فى النجاة والبقاء على قيد الحياة .

انها الحرب التى لاتعرف كلمة الرحمة كمفردة لغوية نرددها .

أخطاء جماعة يتحملها شعب ، الدليل شعوب فى هذه اللحظات ترقص وتغنى بمجرد إعلان عن إتفاق لوقف إطلاق النار الذى لم يتوقف لمدة عام وأكثر من ثلاث شهور . لايمكننا القول أن هناك معايير إنسانية تم إحترامها بين الطرفين ، أو حتى مواثيق يتم تطبيقها فى حرب إزدادت شراسة يوما بعد الاخر . فى وسط شعور عالمى باليأس بين مؤيد ومعارض . 

أتت الفرص لإيقاف الحرب أثناء تبادل الاسرى ،إنهمرت الدموع بين الأسرى وذويهم ، حتى وهم يودعون جلاديهم لتضرب لنا مثالا يحتذى به فى العلوم الأنسانية ، وشهد الساسة فى العالم على ذلك . ليعود الساسة ليزدادوا قسوة ، واصبحوا أشد تنكيلاً كأنتقام ممنهج يريد أن يغير المفهوم البشرى ويزيد من القسوة لتتغير وربما تنتزع الرحمة من حياتنا العصرية .

رأينا الأسير تنتهك كل حقوقه فى السجون ، رأينا الأسرى يموتون رميا بالرصاص . ويتم التنكيل بهم بعيداً عن المقاييس الأخلاقية . رأينا تلذذ القنوات الفضائية بنشر العديد من الأخبار التى يجب أن لايتم نشرها للحفاظ على بقاء القيم الأنسانية .

أطفال بقوا أحياء ومات ذويهم . عديد من الأسر انهدمت بيوتهم على رؤوسهم فى عداد الموتى ، تحول العمران الى خراب . جثث تعبث بها الحيوانات ، صراخ ونحيب ودماء . جوع لاماء ولا دواء . شلل يدب فى أركان الخراب لا صوت الا الرصاص ولا رائحة الا للبارود . هذا هو حالنا جميعاً فى هذه الصفحة التاريخية التى يجب أن ندونها للأجيال القادمة بدماء الموتى فى هذا الصراع ، لتكون شاهداً على إنعدام النخوة وغياب ابجديات الأنسانية التى يجب أن تكون ترتدى ثوب الأخلاق 

مررنا بتجربة مريرة ، هذه التجربة أفقدت العالم توازنه ، تحول ما كان أخلاقى الى مستباح . هذا يوضح أننا ندخل مرحلة جديدة لاتعترف الا بالقوة ، وأندثار لمجموعة القيم والأخلاق التى كانت تفرض نفسها بصورة أو بأخرى على العالم . رأينا الجوع والعطش على الارض التى تسد رمق أهلها وتكفيها طعاماً دون أن يتصدق عليهم أحد أو يرمى طعامهم فى البحر كالمهربين على الحدود يخافون من دوريات حرس الحدود . رأينا السفن التى تحمل الطعام والشراب للشعب الأسرائيلى يتم قصفها أو توقيفها فى البحر الأحمر حتى لاتصل للأبرياء الذين لا حول لهم ولاقوة ، كما يحدث للابرياء فى غزة .

 شاهد العالم التهجير القسرى للابرياء فى الحركة وهم شعب أعزل ، لايملك من أمره شىء سوى الطاعة ، عاش حياته للطاعة بين جلاديه من حماس ، وعدو حماس فى هذه المعركة وهى اسرائيل . 

الصورة مريرة ، مبكية ، انتزعت منها كل المعانى التى تقترب حتى من الانسانية ، ربما لا أجد حالة تشابه بين عالمنا والعوالم الأخرى حتى فى عالم الجن والشياطين 

العجزة وكبار السن والمرضى والأطفال حتى المستشفيات التى تعالج المرضى لم يسلموا من لغة الحرب تهددهم الأسلحة وتنذرهم بالطاعة النيران .

فى هذه اللحظات التى نشعر فيها بسعادة وقف إطلاق النار لانريد الحديث عن ارقام القتلى والجرحى بين الأطراف المتحاربة وحجم الخسائر .

اليس هذا الدرس الذى يقودنا بالخروج الى عالم آخر مختلف يحمل البسمة للجميع ، والود والسلام للعالم .

نحن فى عالمنا يجب أن نتعلم من هذا الدرس وعلينا أن نخطط للمستقبل المشترك بعد أن نلقى آثار الكراهية والحقد والحروب خلف ظهورنا ، يجب أن نرسم مستقبل جديد بعد أن أفقنا من هذه الكارثة . لو طرحنا سؤالا من المستفيد ؟؟ 

للحقيقة نقول : ان الحرب لابد أن يكون فيها منتصر ، والمنتصر يضع الشروط ، لا نريد التحدث عن الشروط التى أوقفت الحرب أو من المنتصر ؟ 

مانحن بصدده هو خلق عالم يخلو من الحروب . فها هى الحرب التى استمرت سنة كاملة وعدة شهور ، ونرى بأعيننا حجم الدمار على اتجاهات متعددة سواء العمرانى أو الأقتصادى أو البيئة أو حتى السياسى سنرى حجم الاضرار الملموسة على الارض . وها نحن نرى رقص وفرحة الشعوب بإعلان وقف الحرب .

هنا نتحدث عن مجتمعات آمنة تؤمن بالسلام مع الحياة الكريمة التى توفر لهم السعادة وتبادل الخبرات والاستفادة من صنع الانسان على الارض دون خوف أو عوائق تحد من رغبته فى مستقبل جديد مشرق يحقق فيه أحلامه وطموحه بعيدا عن شبح الحروب والكراهية .هذه الحرب يجب فى البداية المتسبب فيها ، وردود أفعال الخصم فى تجاوزاتها .

ما نحتاج الىه هو دستور دولى جديد يحد من النزاعات ويضع حدا للكراهية التى تستدعى الحروب والصراعات . نحلم بجيلاً أو اثنين لايرون حروبا أو صراعات ، بل حياة هادئة لامكان فيها للصور الدامية التى رأيناها فى حرب غزة ، وحتى حرب روسيا أوكرانيا . هل ينتظر العالم أن يكتب لنا الذكاء الاصطناعى هذا الدستور ؟ أم نستطيع كتابته من خلال تجربة مريرة عشناها وشهدنا على كل ما فيها من آثار سلبية ؟؟

الا قد بلغت ..اللهم فأشهد ....

 

 

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر البريد الإلكتروني

ذات صلة

الشرق تريبيون
عادة ما يتم الرد خلال 5 دقائق
الشرق تريبيون
أهلا وسَهلًا 👋

كيف يمكننا تقديم المساعدة؟
بدء المحادثة