.png)
كتب : محمد العطيفى
مع السرعة المخيفة التى تسير بها التكنولوجيا ودخول الذكاء الصناعى سبباً يؤرق الحكومات فى العالم ، وهاجساً يؤرق بل ويقض من مضاجع الدول .
جزء كبير من المنصات يمكن إستخدامة كوسائل جديدة للحروب بعيداً عن الحروب التقليدية . الأمن القومى يهدف من الدرجة الأولى حماية الدولة ومواطنيها من التهديدات سواء على الصعيد الداخلى أو الخارجى .
لكن السؤال المطروح هو : هل تستطيع الدول حاليا السيطرة على أمنها القومى فى ظل هذه الموجات المتنامية فى عالم التكنولوجيا ؟
الاجابة ستكون بالنفى لأن العديد من المنصات هى أحدى الوسائل التى يمكن من خلالها حدوث الأختراقات ، بالأضافة الى بث الأفكار المعادية للقيم والأخلاق فى أى دولة وحتى توجهاتها ، وهذا سيصل فى النهاية الى ضرب أمنها وإستقرارها .
اذن الحيطة والحذر لمواجهة هذه الأخطار سيكون صعب للغاية لانه يستهدف غالباً فئات كثيرة وواسعة فى المجتمعات لتصبح فريسة لأفكار يتم نشرها بعناية للدول المستهدفة .
هذه المنصات مليئة بتيارات مختلفة قادرة على الجذب والاستقطاب أحياناً كثيرة ربما يخيل لنا انها فارغة المضمون لكنها تستهوى أعداداً لابأس بها ، يمكن شحنها لتتبنى ايدلوجيات أما لهدم المجتمع او تبنى العنف لتهز أركانه .
وحالياً تستخدم منصات التواصل الإجتماعى للتأثير على الرأى العام للدول ، كما تستخدم فى حملات تضليل ودعاية سياسية مدعومة تكنولوجياً بطرق غير صحيحة مستخدمة الذكاء الاصطناعى حاليا لخلق بلبلة وعدم استقرار للدول .
ونعود للتيك توك الذى كان المنصة الاولى قبل فيسبوك عالمياً الا أن هناك تراجع دائم فى عدد مستخدميه خصوصا بعد الحذر الشديد والتهديد بحظر البرنامج فى عديد من الدول وظهور قضايا اتهام لشركات وأفراد بالتجسس لصالح دول معينة .
الولايات المتحدة الأمريكية رغم هى الدولة الأولى عالمياً فى التكنولوجيا إلا أن مكتب التحقيقات الفيدرالى حذر من أن تيك توك يمثل تهديداً يخدم فى محتواه أجندات خارجية . وتم حظر التطبيق على أجهزة الحكومة الفيدرالية ومعظم الأجهزة الرسمية ، ويتجه الكونغرس نحو حظر التطبيق أو بيع التطبيق للولايات المتحدة قبل 19 يناير 2026 .
كما أن هناك دولاً قامت بحظر التطبيق منها المملكة المتحدة التى حظرته على أعضاء البرلمان وأجهزة الوزراء كأجراء احترازى لأسباب أمنية . الهند قامت بعمل حظر دائم منذ 2020 بسبب الخوف من تسريب البيانات وتوتراتها الحدودية مع الصين .
الأتحاد الاوروبى حظرته على أجهزة الموظفين فى البرلمان والمفوضية فى 2023 . وسارت معهم فى هذا النهج كندا واستراليا ونيوزلندا وتايوان . ماحدث فى مصر أخيراً ولانريد أن نستبق الأحداث لحين الانتهاء من التحقيقات مع الموقوفين خير شاهد على خطورة البرنامج الذى يتضح أنه وراء العديد من الجرائم الالكترونية التى تهدد الأمن القومى المصرى .
لأن الفضاء مفتوح ولايمكن السيطرة عليه حتى من التيك توك نفسه ، رغم ادعاء المنصة أنها تراقب المستخدمين فى حين تفتقر المنصة الى فهم الثقافات المختلفة . فالأعتداء على السفارات المصرية والاردنية كان من منصة التيك توك .
والسؤال اين كانت إدارة المنصة وهى تسمع التحريض على الاعتداء على السفارات المصرية ؟ لهذا من دافع مصريتى وحبى لبلدى أنصح بحظر هذه المنصة فوراً ودون تردد وأى منصات تلعب دور فى تهديد أمننا القومى فى ظل التوترات العالمية التى يشهدها العالم .
حفظ الله مصر وأدام عليها العز والرخاء .
