بقلم : ماهر عثمان
هدد الرئيس الاميركي المرتج عقليا والمشترى من الصهاينة المطيع لهم دونالد ترامب بقطع المساعدات عن الأردن ومصر إذا لم يقبل البلدان بتوطين سكان قطاع غزة لتفريغ تلك القطعة الغالية من أرض فلسطين من أجل جعلها منطقة سياحية يستغلها هو وزوج إبنته الصهيوني اللعين جاريد كوشنر بالشراكة مع المستوطنين اليهود.
إن افضل ما يمكن ان يحصل للأردن ومصر هو قطع المساعدات الأميركية عنهما. مصر دولة ليست غنية وحسب، وإنما غنية جداً جداً: فيها بترول وغاز ومعادن وثروة زراعية وصناعية وثروة بشرية، والنيل الخالد وكميات ضخمة من الذهب من مناجمها المستغلة منذ ايام الفراعنة. وأرض الكنانة أيضاً من أهم البلدان السياحية في العالم ويمكن أن يدر عليها قطاع السياحة ما يفوق بمرات ومرات قيمة المساعدات الاميركية.
الأردن أيضا بلد غني بالطاقات البشرية المؤهلة علمياًوبالزراعة ويمكنه تعزيز ثروته الحيوانية والإستغناء عن إستيراد اللحوم والدجاج وتعزيز زراعة القمح والخضار بكل أنواعها والفواكه بكل أصنافها إضافة إلى ثروته المهمة من اشجار الزيتون وزيتها. وفي الأردن كميات كبيرة من الفوسفات، وهو ايضا بلد سياحي من الدرجة الاولى فيه مدن أثرية كثيرة لعل أشهرها البتراء عاصمة الانباط ومدينة جرش الرومانية إضافة إلى عشرات المواقع الأثرية من عصور تاريخية وحضارات متفاوتة في القدم .
إذا كان عند البلدين ما يكفي لإطعام سكانهما وتوفير الغذاء الجيد لهم فبوسعهما ان يقولا لترامب؛ فلتذهب إلى الجحيم انت ودولاراتك المنهوبة أصلا من بلدان عربية.
كل ما على مصر والأردن أن يفعلاه هو الشروع فوراً وبعزم في تنفيذ خطط لتعزيز إقتصادياتهما ومحاربة الفساد المالي بحزم . تغدق الولايات المتحدة المساعدات على إسرائيل، خصوصا العسكرية لمحاربة العرب، لأن الصهاينة بتحكمون في الكونغرس ووسائل الإعلام ويشغلون مناصب حساسة في تلك الدولة العظمى. ولقد اعلن ترامب - الذي ارتشى بالمال اليهودي خلال حملته الانتخابية - بمجرد جلوسه في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض انه "يتشرف" بدعوة رئيس وزراء إسرائيل مجرم الحرب نتنياهو لزيارة واشنطن ليكون اول مسؤول أجنبي يقابله بعد فوزه بالرئاسة. وينبغي ان نلاحظ ان ترامب تعمد الإعلان عن توجيه "دعوة" إلى نتنياهو، بينما أراد بوضوح إعطاء إنطباع بأن ذهاب العاهل الأردني والرئيس المصري إلى واشنطن هو بموجب "استدعاء" للضغط عليهما وتهديدهما بقطع المساعدات عن بلديهما إذا لم يرضخا لطلباته. والسؤال الوحيد المهم في نهاية الأمر هو : هل سيستجيب قادة البلدين للضغوط أمام ترامب أم سيرفعون هاماتهم انتصاراً لكرامة شعبيهما والأمة العربية والإسلامية وكرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه في وطنه التاريخي؟