.png)
للشرق تريبيون - كتب : حامد الشريفى
هل ممكن ان يكون التوتر العصبي ايجابي؟
سؤال عميق ومهم، ويمسّ واحدة من أعقد المسائل في علم النفس والبيولوجيا:
لماذا بعض الأشخاص القلقين أو العصبيين يعيشون أعمارًا طويلة وبصحة جيدة رغم أن التوتر مضر؟
أولًا: نعم، التوتر المزمن عادةً يرتبط بآثار صحية سلبية مثل: •ارتفاع ضغط الدم
•ضعف المناعة
•مشاكل في القلب والشرايين
•اضطرابات النوم والهضم لكن هناك استثناءات غريبة، وهنا يأتي التفسير العلمي.
1. لكل إنسان “هندسة بيولوجية” خاصة: بعض الأشخاص لديهم جهاز عصبي متكيّف بشكل مختلف. يمكن أن يعيشوا في حالة تنبّه دائم دون أن تتضرر أجسادهم كما هو شائع.
هذا يُشبه من يدخّن بشراهة ويعيش اكثر من تسعين عاماً، بينما غيره يُصاب بالسرطان في الأربعين.
2. إفرازات الدماغ (الكورتيزول + الأدرينالين + الدوبامين) في حالة الغضب أو التوتر، الدماغ يفرز مواد مثل: •الأدرينالين: يرفع النشاط الذهني والجسدي.
•الكورتيزول: هرمون التوتر، لكنه مفيد إذا لم يظل مرتفعًا باستمرار.
•الدوبامين: يُفرز أحيانًا بعد التفريغ العصبي (كأن الشخص يشعر بالراحة بعد الصراخ).
لبعض الأشخاص، جهازهم العصبي يُفرز هذه المواد بشكل متوازن ومؤقت، فلا يسبب ضررًا بل يعطيهم نشاطًا وتفريغًا نفسيًا.
3. “الإدمان على العصبية” ممكن فعلاً ليس بمعنى الإدمان الكلاسيكي، ولكن الدماغ يعتاد على نمط معين من الاستجابة العصبية، ويجد فيه نوعًا من “التوازن”. في هذه الحالة:
•التوتر يصبح أسلوب حياة وتكيّف
•الصراخ أو الانفعال وسيلة لـ”تنفيس الضغط”
•بعد النوبة، الجسم يشعر براحة كبيرة . الجينات تلعب دورًا العوامل الوراثية قد تجعل شخصًا يتحمل مستويات ضغط نفسي أعلى دون مضاعفات بدنية. هذا هو السبب في أن البعض يعيش طويلًا رغم ظروف غير صحية.
الخلاصة:
هؤلاء قد يكونون من القلائل الذين:
•لديهم تركيبة فريدة من التوازن العصبي-الهرموني
•يمارسون الانفعال كـ”أسلوب حياة”
•يفرغون توترهم بسرعة دون كبت، فيتجنّبون الأضرار المزمنة وهذا وبحسب الطب النفسي له أساس علمي. لكن هذا لا يعني أن العصبية مفيدة للجميع، فما يناسب شخص قد يدمّر صحة غيره
