الجريدة العربية الاولى عند التأسيس ناطقة باللغة العربية والانجليزية والفرنسية ..مقرها لندن والقاهرة وقريبا فى دول الخليج و المغرب العربى

رئيس التحرير
محمد العطيفي
الشرق تريبيون
مستقلة. سياسية. دولية
الصوت العربي الى العالم
عاجل
الاعمدة والكتاب

نظرة على تمويل حزب الله واستثماراته في العالم

نظرة على تمويل حزب الله واستثماراته في العالم

كتب : حامد الشريفى 

 أعتمد حزب الله في تمويله على مجموعة متنوعة من المصادر، بعضها داخلي من لبنان وبعضها خارجي، هذه الموارد المالية تساعده في دعم أنشطته السياسية والعسكرية والاجتماعية. من أهم تلك المصادر:

1. الدعم الإيراني: إيران هي المصدر الرئيسي لتمويل حزب الله، هذا الدعم المالي يقدر بمئات الملايين من الدولارات سنوياً، ويتضمن التمويل المباشر من الحكومة الإيرانية من خلال ما تحصل عليه من خلال وكلاءها الذين يحكمون العراق، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والتدريب العسكري.

2. الأنشطة الاقتصادية والتجارية: خلال ما يزيد عن اربعة عقود من عمر ذلك الحزب الذي اسسته ايران في مطلع الثمانينات، وتخبط الادارة الامريكية ما بين جمهوريين وديموقراطيين، استغلت ايران تلك الفرصة لتقوية منتوجها الجديد في المنطقة الذي عولت عليه كثيراً ليكون لها بمثابة المخلب ضد شعوب المنطقة. خصوصاً بعد ان سمحت امريكا لها باحتلال اربعة عواصم عربية كانت بمثابة الركيزة الاقتصادية الكبرى لذلك الحزب. لذلك هيأت ايران لمنتوجها الجديد شبكة مالية كبرى من الأعمال التجارية والاستثمارات التي تمتد عبر العالم. بعض هذه الأنشطة تتعلق بتجارة المخدرات والسلاح وغسيل الأموال. الحزب يدير شركات في لبنان وخارجه، بما في ذلك أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا. أمريكا اللاتينية: يدير يدير حزب الله أنشطة تهريب المخدرات وغسيل الأموال في مناطق مثل المثلث الحدودي بين البرازيل وباراغواي والأرجنتين.

أفريقيا: الحزب يستخدم الجاليات اللبنانية في بلدان أفريقية معينة لبناء شبكات اقتصادية، تتضمن التجارة في الماس والمخدرات.

3. الاستثمارات في أوروبا: أوروبا يستخدما الحزب كقاعدة لبعض استثماراته التجارية، مستفيداً من الجالية اللبنانية الواسعة هناك. قد تشمل هذه الاستثمارات العقارات والشركات التي تعمل كواجهات لنقل الأموال

* تُعتبر لندن مركزاً مالياً دولياً، وهناك تقارير تربط بعض الأنشطة الاقتصادية لحزب الله بشركات عقارية واستثمارات مالية في لندن. وبسبب وجود جالية شيعية كبيرة في بريطانيا يقدر عددها بمئات الآلاف خصوصاً من العراقيين، استطاعت ايران ان تجند الكثيرين منهم لهذا الغرض.

4. التحويلات المالية والجمعيات الخيرية: يستخدم حزب الله نظام الحوالة التقليدي، وهو نظام غير رسمي للتحويلات المالية، لنقل الأموال عبر الحدود. بالإضافة إلى ذلك، يستفيد الحزب من جمعيات خيرية تعمل كواجهة لجمع الأموال تحت غطاء دعم الأعمال الإنسانية، ففي بريطانيا واوروبا على سبيل المثال المئات من الجمعيات والمؤسسات الخيرية مثل المدارس العربية وحملات الحج ومبرات الايتام الخ. والتي يدار اغلبها من قبل عراقيين

5. الجاليات اللبنانية في الخارج: الشتات اللبناني، وخاصة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، يلعب دوراً مهماً في تمويل الحزب. كثير من اللبنانيين المغتربين يقومون بإرسال تبرعات ودعم مالي إلى حزب الله عبر شبكات معقدة

. الأموال من عمليات غير مشروعة: تقارير استخباراتية غربية تقول إن حزب الله متورط في تهريب المخدرات، وخاصة تجارة الكوكايين، وغسيل الأموال. هذه العمليات تجري في أوروبا وأمريكا اللاتينية، وتُعتبر مصدراً مهماً للأموال التي تستخدم لدعم الأنشطة العسكرية والسياسية

الإجراءات ضد حزب الله في أوروبا: للتو بدأت بعض الدول الأوروبية باتخاذ خطوات خجولة وغير فاعلة لمحاربة تمويل حزب الله وأنشطته الاقتصادية، وأبرز هذه الإجراءات هو تصنيف الجناح العسكري لحزب الله كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي في عام 2013، تلاه ضغوط أكبر لتوسيع هذا التصنيف ليشمل الجناح السياسي للحزب

نعم قامت بريطانيا بتصنيف حزب الله بكافة أجنحته كمنظمة إرهابية في عام 2019، مما جعل أي استثمار او نشاط مالي للحزب في لندن غير قانوني، وزاد من تعقب السلطات لتحركات الأموال المشتبه بها، ولكن تلك المؤسسات وادارتها مازالت تعمل بكل حرية

يستخدم حزب الله مجموعة معقدة من الأنشطة التجارية والاستثمارات والتبرعات الخارجية بالإضافة إلى الدعم الإيراني لتأمين تمويله. رغم الضغوط الغربية، يستمر الحزب في العمل داخل بيئات مالية متعددة، لكنه يواجه صعوبات متزايدة مع تزايد القوانين والإجراءات لمكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال، خاصة في أوروبا

تفيد التقارير الصادرة عن مراكز الابحاث البريطانية والأوروبية، ان العراق والعراقيون، خاصة المقيمون في الخارج مثل لندن، لهم دور في تمويل حزب الله أو الجماعات المرتبطة به، وذلك ضمن سياق أوسع يتعلق بالتحالفات الإقليمية والعلاقات السياسية بين إيران وحلفائها في المنطقة. هذا الدور يمكن أن يتخذ عدة أشكال:

1. الفصائل الشيعية المدعومة من إيران: في العراق، اسست ايران عدد من الفصائل الشيعية المسلحة مثل جيش المهدي وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وغيرهم. وهناك عمليات مالية مشتركة أو علاقات تمويلية بين هذه الجماعات وحزب الله في لبنان، خاصة في ما يتعلق بغسيل الأموال أو تهريب الأسلحة والمخدرات

2. العراقيون في المهجر: كما بينا اعلاه ان العراقيون المقيمون في لندن أو في دول أخرى في أوروبا لهم دور غير مباشر في تمويل حزب الله، من خلال تلك الجمعيات الخيرية التي يديرونها أو أنشطة اقتصادية عبارة عن اسواق تجارية ومدارس عربية ومكاتب صيرفة ومكاتب سمسرة واستثمارات عقارية

وكذلك بعض الأفراد والجماعات قد يكونون جزءًا من شبكات تبرعات أو تحويلات مالية تدعم حركات سياسية أو دينية شيعية، والتي قد تكون قريبة من حزب الله أو تدعمه بشكل غير مباشر

3. الأنشطة الاقتصادية والاستثمارات: حزب الله يستغل الجاليات اللبنانية والإيرانية والعراقية والباكستانية في الخارج لتسهيل الأنشطة الاقتصادية، سواء كانت قانونية أو غير قانونية، لتمويل نشاطاته. من المعروف أن بعض رجال الأعمال العراقيين لديهم استثمارات في لندن وأوروبا بشكل عام، وقد تكون هناك شبكات اقتصادية تستخدم لتمويل الفصائل المتحالفة مع إيران، بما في ذلك حزب الله. بعض هذه الأنشطة قد تتضمن غسيل الأموال أو التهرب الضريبي، حيث يتم توجيه الأموال عبر شركات وهمية أو استثمارات عقارية.

4. التحويلات المالية غير الرسمية (الحوالة): نظام الحوالة، الذي يعتمد على تحويل الأموال خارج النظام المصرفي الرسمي، يستخدم على نطاق واسع من قبل شبكات عراقية ولبنانية لتمويل الفصائل المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله. كون لندن تعتبر مركزاً مالياً دولياً، قد تكون نقطة تجمع لتحويل الأموال بين الشرق الأوسط وأوروبا

5. الجمعيات الخيرية والمؤسسات الدينية: بعض الجمعيات الخيرية والمؤسسات الدينية التي تنشط بين الجاليات العراقية واللبنانية في لندن قد تستخدم كغطاء لجمع الأموال وتحويلها إلى فصائل مثل حزب الله. مثل هذه الجمعيات قد تعمل تحت غطاء العمل الخيري أو الإنساني لدعم القضايا الدينية أو المجتمعات المتأثرة بالنزاعات، ولكن يتم توجيه الأموال أحيانًا لدعم الأنشطة السياسية أو العسكرية

6. المواقف السياسية والدينية: بعض العراقيين المقيمين في لندن قد يكون لديهم تعاطف سياسي أو ديني مع حزب الله أو مع إيران بسبب العلاقات الأيديولوجية والطائفية المشتركة. في هذا السياق، قد يساهمون في جمع الأموال أو التبرعات أو حتى التنظيم السياسي لدعم الحزب.

الإجراءات الأوروبية ضد التمويل غير المشروع: السلطات في بريطانيا وأوروبا بشكل عام أصبحت أكثر صرامة في مراقبة الأنشطة المالية المشبوهة التي قد ترتبط بتمويل الإرهاب. هناك تركيز خاص على شبكات الحوالة والشركات الوهمية التي قد تستخدم لنقل الأموال لصالح حزب الله والفصائل الشيعية المدعومة من إيران. قد تؤدي هذه الإجراءات إلى تضييق الخناق على أي محاولات لتمويل الحزب من قبل الجاليات العراقية أو اللبنانية في الخارج. ولكنها تبقى ضعيفة وليست ذات تأثير كبير على تلك النشاطات المحظورة.

الخلاصة

بالاضافة الدور المباشر للعراقيين المقيمين في لندن في تمويل حزب الله، هناك شبكة من العلاقات والتداخلات السياسية والاقتصادية بين العراق كدولة وحزب الله، مدعومة بتحالفات مع إيران. هذه الشبكات قد تشمل تحويلات مالية واستثمارات، وتبرعات، تساهم بشكل غير مباشر في تمويل أنشطة حزب الله

لذلك على الحكومة البريطانية وبقية الحكومات الاوروبية وقبل كل شىء الغاء ذلك الوهم المسمى بالجناح السياسي والجناح العسكري واعتبار حزب الله ككل منظمة ارهابية محضورة بالكامل

وان تضع يدها على تلك العمليات التجارية المشبوهة للتحقق والتأكد من انها لا تخدم تمويل تلك المنظمة الارهابية، خصوصاً تلك الشركات المتوسطة والكبيرة التي تتاجر في سوق العقار، وكذلك محلات الصيرفة والاسواق الغذائية التي تعتبر كواجهة لعمليات غسيل الاموال لخدمة اقتصاد ذلك الحزب

حينها فقط قد نرى نهاية هذه المنظمة الارهابية التي اربكت العالم والمنطقة، وتسببت بسفك الكثير من الدماء البريئة.

 

 

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر البريد الإلكتروني

ذات صلة

الشرق تريبيون
عادة ما يتم الرد خلال 5 دقائق
الشرق تريبيون
أهلا وسَهلًا 👋

كيف يمكننا تقديم المساعدة؟
بدء المحادثة