الشرق تريبيون- متابعات
قال الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن ما جرى خلال اليومين الماضيين في شرم الشيخ يمثل محاولةً جديّة لوضع كل شروط النجاح اللازمة لإنجاز المهمة والمضي قُدمًا في طريق تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح، خلال مداخلة مع الإعلامي تامر حنفي، ببرنامج "هذا المساء" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك تفاؤلًا حذرًا يسود الأجواء، مشيرًا إلى وجود رغبة واضحة في إنجاح هذه الجهود من جانب حركة حماس، وكذلك من قبل الوسطاء: مصر، وقطر، وتركيا، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف: "الإشارات الواردة من واشنطن تدعم هذا الاتجاه، ولكن — وبجانب هذا التفاؤل الحذر — يظل هناك تخوف مشروع من أن تحاول إسرائيل، بقيادة نتنياهو، عرقلة هذه الجهود. ومع ذلك، فإن ما يمكن قوله حتى هذه اللحظة هو أن اللقاءات تُعقد في أجواء إيجابية، وتُبذل فيها محاولات جادة لتوفير كل مقومات النجاح".
مرونة كبيرة
وشدد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على أنه — سواء من خلال تصريحات الدكتور خليل الحية لقناة "القاهرة الإخبارية"، أو مما دار بينه وبين الحية من نقاش سريع حول مجريات المفاوضات في شرم الشيخ خلال اليومين الماضيين — يمكن القول، بضمير مستريح، إن حركة حماس أبدت قدرًا كبيرًا من الإيجابية والمرونة، خصوصًا في تعاطيها مع الورقة الأمريكية.
وأوضح أن خليل الحية عبّر خلال اللقاء عن تقديره لجهود الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، وأشاد بمواقف الدول التي تعمل على إنجاح الوساطة. كما أشار إلى ترحيب حركة حماس وفصائل المقاومة بالورقة الأمريكية، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة وجود ضمانات حقيقية تحول دون عودة بنيامين نتنياهو إلى إشعال الحرب من جديد.
وأضاف عمر: "نعلم أن هذه الحكومة الإسرائيلية تُوصف بأنها الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، وإذا كانت الحكومات السابقة تعاملت مع القضية الفلسطينية بعنف وقوة، فكيف سيكون الحال مع حكومة توصف بأنها الأكثر تشددًا؟".
جهود الوساطة
وأكد أن هذا ما يدفع كثيرين إلى التمسك بـ"التفاؤل الحذر"، لا سيما في ظل عملية تفاوضية تُجرى بشكل غير مباشر، وتُبذل فيها جهود كبيرة من الوفد الأمني المصري، الذي يمتلك خبرات تراكمية واسعة تمتد لأكثر من ثلاثين عامًا في ملف الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وحول الدور المصري في الملف الفلسطيني، أكد أن مصر بدأت دورها في ملف الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ تنفيذ اتفاق أوسلو في التسعينيات، وعاصرت محاولات نتنياهو الأولى للانقلاب على المسار السياسي، وتسعى اليوم إلى توفير شروط النجاح للمفاوضات الجارية، واستعادة الزخم السياسي الذي ظهر في مؤتمر "صُنّاع السلام" بشرم الشيخ عام 1996.
ولفت إلى وجود رغبة مصرية صادقة لإيقاف الحرب على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرًا إلى ترحيب مصر بالدور القطري، ووجود تنسيق كامل بين القاهرة والدوحة في هذا السياق، وترحيب بالدور التركي رغم دخوله المتأخر في الوساطة، إضافة إلى ترحيب مصري واضح بالجهود الأمريكية بقيادة ترامب، وهو ما عبّرت عنه القيادة السياسية المصرية والدوائر الرسمية بشكل واضح.