ردا على تنازلات ترامب.. أوروبا تقترح خطة سلام بديلة لإنهاء الحرب في أوكرانيا

الشرق تريبيون- وكالات 

أطلقت الدول الأوروبية خطة سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة أربعة أعوام بين أوكرانيا وموسكو، وُصفت بأنها خطة جذرية بديلة لنظيرتها الأمريكية، تعتمد أساسًا على احترام سيادة كييف، وألغت بموجب ذلك النقاط المؤيدة لروسيا في وثيقة ترامب للسلام.

وتضغط واشنطن على أوكرانيا لقبول خطة السلام المكوَّنة من 28 نقطة، والتي صاغها مساعدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث تقترح الخطة الأمريكية أن تُقدّم أوكرانيا تنازلات إقليمية لموسكو، والاعتراف بشبه جزيرة القرم ولوجانسك ودونيتسك كأراضٍ روسية بحكم الأمر الواقع.

خطة ترامب

كما تقترح خطة السلام في أوكرانيا أن تُخفّض كييف حجم جيشها إلى النصف، وأن تمنح واشنطن خصمًا بنسبة 50% من أرباح إعادة الإعمار، وكذلك تتضمن تنازلات رئيسية أخرى لموسكو، بما في ذلك حظر أي عضوية أوكرانية في حلف شمال الأطلسي "الناتو".

لكن تلك الخطة واجهت انتقادات من مسؤولين أوروبيين، بحسب إيريش تايمز، ورأوا أنها تُقوّض سيادة أوكرانيا وتضع شروطًا صعبة لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، كما أنها تستبعد نشر قوة حفظ سلام بقيادة فرنسا وبريطانيا في أوكرانيا، وتحد من أماكن تمركز طائرات الناتو، زاعمين أنها ستُشكّل سابقة عالمية خطيرة في حال قبولها.

بديل أوروبي

ونتيجة لذلك، قدّمت الدول الأوروبية مقترح سلام مضادًا، تنص بدايته على أن المفاوضات بشأن الأراضي الأوكرانية والتنازل عنها يجب أن تُجرى بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجيشين، وأن تبدأ من خط التماس الحالي، وهو خط المواجهة على الأرض الآن.

وبموجب الخطة الأوروبية، من المفترض أن يتفق الطرفان على كيفية مراقبة أي هدنة "تحت إشراف أمريكي"، وخلافًا لوثيقة البيت الأبيض، لا تدعو الخطة الأوروبية البديلة كييف إلى الانسحاب من المدن التي تسيطر عليها في شرق دونباس.

الجيش والسلطة

كما أن خطة أوروبا للسلام في كييف لا تستبعد احتمال عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى ضرورة وجود إجماع على العضوية بين الدول الأوروبية قبل محاولات الانضمام الرسمي.

كما تشمل الخطة الأوروبية مقترحات أخرى، وفقًا للصحيفة، منها أن تُسلّم روسيا محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يُتيح تقاسم السلطة مناصفة بين موسكو وكييف، بينما سيُحدّد عدد الجيش الأوكراني خلال فترة السلم بـ800 ألف جندي، أي بزيادة 200 ألف جندي عن التجنيد الإجباري الأمريكي.

السلام المستدام

أيضًا، ستُستخدم الأصول الروسية المجمّدة لإعادة إعمار أوكرانيا، بدلًا من إعطائها جزئيًا للمستثمرين الأمريكيين، وإذا احترمت موسكو خطة "السلام المستدام"، فسيُخفّف تدريجيًا من العقوبات المفروضة عليها منذ عام 2014، وستعود روسيا إلى مجموعة الثماني.

وأثير الجدل خلال الأيام الماضية حول أصل الخطة الأمريكية للسلام، حيث أشارت التكهنات إلى أن الخطة كُتبت باللغة الروسية ثم تُرجمت لاحقًا إلى الإنجليزية، وتم إعدادها من قبل كيريل دميترييف، مبعوث فلاديمير بوتين، بالتعاون مع الممثل الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أكد أنها خطة أمريكية خالصة.