تقييد الهجرة وحظر الحجاب.. اتفاق مهد الطريق لحكومة النمسا الجديدة

الشرق تريبيون - محمد العطيفى 

شهدت النمسا انفراجة في تشكيل الحكومة، بعد معاناة استمرت أكثر من 150 يومًا منذ انتخابات المجلس الوطني، وذلك بعد الاتفاق على تشكيل ائتلاف ثلاثي يمهّد الطريق أمام تشكيل حكومة جديدة في فيينا.

كان حزب نيوس هو الحزب الأخير الذي وافق على الائتلاف مع حزبي الشعب والاشتراكي، ومن المقرر أن تقام مراسم أداء القسم غدًا الاثنين، بحسب "إن تي في" الألماني.

اتفق حزب الشعب النمساوي المحافظ والحزب الديمقراطي الاجتماعي من يسار الوسط والحزب الليبرالي الجديد على برنامج لتشكيل ائتلاف بعد ما وصفه كريستيان ستوكر، الذي من المتوقع أن يصبح مستشارًا، بأنه "ربما تكون المفاوضات الأكثر صعوبة بشأن حكومة في تاريخ بلادنا".

ويتجه "ستوكر"، البالغ من العمر 64 عامًا، إلى المستشارية، وهو المنصب الذي لم يترشح له عندما صوّت النمساويون في سبتمبر الماضي.

قبل ثلاثة أسابيع، حطّم السياسيون في البلاد الرقم القياسي المسجل بعد الحرب العالمية الثانية، الذي بلغ 129 يومًا لتشكيل حكومة جديدة، الذي يعود تاريخه إلى عام 1962.

وأعطى حزب "نيوس" الليبرالي، الشريك الأصغر في التحالف، الضوء الأخضر للتحالف خلال اجتماع عام، ما يمهّد الطريق لأداء اليمين الدستورية لمجلس الوزراء تحت قيادة المستشار الجديد وزعيم حزب الشعب النمساوي كريستيان ستوكر، المقرر له غدًا الاثنين.

ويعد الائتلاف المكون من ثلاثة أحزاب أمرًا جديدًا في الجمهورية الألبية ويحل محل الحكومة المكونة من حزب الشعب النمساوي وحزب الخضر، بعد أن صوّت 94% من أعضاء حزب نيوس لصالح المشاركة في الائتلاف.

وتشمل الأهداف المتفق عليها تشديد سياسة الهجرة، وتدابير التقشف لمكافحة الفجوة الكبيرة في الميزانية، ووضع حد أقصى لزيادات الإيجار في أجزاء من سوق الإسكان. وتنص اتفاقية الائتلاف على فرض قواعد صارمة جديدة للجوء في الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي التي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة، وتنص الاتفاقية على إنشاء "مراكز عودة" لإيواء طالبي اللجوء المرفوضين وتعليق لم شمل الأسر.

وقال "ستوكر" إن الحكومة الجديدة ستحتفظ بالحق في فرض تجميد اللجوء إذا زاد عدد طلبات اللجوء، كما أعلن أيضًا أن الأحزاب الثلاثة اتفقت على العمل على حظر الحجاب للفتيات دون سن 14 عامًا لمنع "الفصل والقمع".

ويلتزم حزب الشعب النمساوي والحزب الاشتراكي النمساوي والحزب الجديد بالاستمرارية في السياسة الخارجية وسياسة الاتحاد الأوروبيـ يحدد الاتفاق مسارًا مؤيدًا لأوروبا.

فشلت محاولة تشكيل ائتلاف بين حزب الحرية اليميني وحزب الشعب النمساوي في فبراير الماضي بسبب الاختلافات في سياسة الاتحاد الأوروبي والأمن، يتسم الشعبويون اليمينيون بالتشكك الشديد في الاتحاد الأوروبي ويعتبرون موالين لروسيا.