الشرق تريبيون- اخبار
حظي الوفد الأمريكي الذي زار موسكو أخيرًا، بقيادة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، بحفاوة استقبال خاصة من جانب الروس، تعكس الاهتمام المتزايد، فمنذ لحظة وصولهم، انتظرهم موكب رسمي من المطار، أعقبه غداء فاخر في مطعم حاصل على نجمة ميشلان، ثم جولة في الساحة الحمراء وكأنهم على خط سياحي أكثر من كونهم في مهمة سياسية دقيقة.
تفاهمات جديدة
لكن خلف هذه الحفاوة غير المعتادة، كانت الحقيقة واضحة "ما جاء به المبعوثان الأمريكيان لم يكن مطروحًا على طاولة الكرملين"، فالخطة الأمريكية الجديدة للسلام، التي تهدف إلى دفع موسكو نحو مسار تسوية، قوبلت برفض واضح من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ألقى باللوم مجددًا على الأوروبيين واتهمهم بعرقلة العملية السياسية من خلال شروط يعتبرها "غير مقبولة" لروسيا، بحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
وتزامن العداء الواضح لأوروبا مع مجاملة غير مسبوقة للجانب الأمريكي، في مشهد يعكس استراتيجية روسية تهدف إلى خلق شرخ بين واشنطن وحلفائها في الناتو، وإعادة بناء قنوات تواصل مباشرة مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
الإنجازات العسكرية مستمرة
وفي خلفية المشهد، كانت موسكو تروّج لإنجاز عسكري بالغ الرمزية وهو الإعلان عشية الزيارة عن السيطرة على مدينة بوكروفسك في دونيتسك، وهو تطور حرصت روسيا على تسليط الضوء عليه في توقيت محسوب بدقة لإظهار "التفوق العسكري" ولتعزيز موقفها التفاوضي.
وتسعى موسكو إلى العودة إلى خطة الـ28 بندًا، وهي الوثيقة التي وصفتها تقارير بأنها تميل بشكل كبير لمصلحة المطالب الروسية، ما يعكس رغبة الكرملين في تكريس واقع الانتصارات الميدانية في أي اتفاق مستقبلي.
هل تغير الموقف الأمريكي؟
المثير للانتباه في هذه الجولة الدبلوماسية هو الأسلوب الأمريكي ذاته فبينما طلب من الجانب الأوكراني أكثر من مرة السفر إلى واقع تفاوضية اختارتها واشنطن -من جنيف إلى فلوريدا- جاء التعامل مع روسيا مختلفًا تمامًا. المبادرة جاءت من الأمريكان الذين قطعوا رحلة طويلة إلى موسكو، وانتظروا لساعات قبل لقاء بوتين، فيما اعتبره مراقبون رسالة بأن واشنطن باتت تميل إلى استرضاء موسكو بدل الضغط عليها.