كتب : حامد الشريفى
جاء به النظام الإيراني في فترة كان فيها شيعة لبنان يعانون من الفقر والتشتت الاجتماعي، في ظل بطالة وشيوع الجريمة المنظمة بين شبابهم. قدم لهم الحماية الاقتصادية والأمنية من خلال انضمامهم إلى حزبه الإرهابي، مستغلاً أوضاعهم الصعبة لبنان، كدولة لا تعتمد على النظام العشائري، شهد انتشار العصابات التي احتمت بصوره وشعاراته وراياته. بهذه الطريقة، اشترى ولاء تلك العصابات بمزيج من النفوذ وبعض المال. كان يشبه نظيره الكولومبي بابلو إسكوبار إلى حد كبير، فقد تاجر بالمخدرات لجمع الأموال وشراء الضمائر الفاسدة. كان قاتلاً مأجوراً، وشارك في قمع الثورة السورية ضد الطاغية بشار الأسد. بالإضافة إلى ذلك، ارتكب العديد من الاغتيالات السياسية ضد من عارضوه في لبنان وخارجه. توزعت استثماراته على مليارات الدولارات في العديد من دول العالم، أبرزها ألمانيا، كندا، أستراليا، بريطانيا، الولايات المتحدة، وبعض الدول الأفريقية. بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، استغل الفرصة لإشعال الفتنة الطائفية، خصوصاً في مدينة البصرة، وذلك عبر أحد أعوانه المعروف باسم علي موسى دقدوق. كما حاول توسيع نفوذه في مصر وتونس والجزائر ودول أفريقية أخرى، لكنه فشل فشلاً ذريعاً في اختراق المغرب بسبب تماسك الشعب المغربي وقوته. في مختلف مناطق لبنان، وخاصة بيروت، امتلك بنية تحتية عميقة ومتطورة لم يسبق لها مثيل من حيث الحجم وقوة التحصين، حيث كانت مقراته ومركز قيادته. تضمنت هذه البنية بنوكاً للأموال والمعلومات، ومستودعات أسلحة، وأسواقاً ومستشفيات له ولحاشيته المقربة. اليوم، تُقصف تلك البنية بقنابل لم يشهدها العالم من قبل، لتمحو تلك التقنيات وما تحتويه ومن فيها، وتتحول إلى قبور له ولقادته. احتفلت شعوب المنطقة، بما في ذلك الشعب اللبناني الكريم، بنهايته الدراماتيكية السريعة. شيعة لبنان قبل سنته، ومسلموه قبل مسيحييه، احتفلوا بسقوطه بسبب ما تسبب به من موت ودمار وخراب، وبسبب دعمه لحركة حماس الإرهابية. لماذا يا نصرالله كل هذا الخراب؟ أهي قيادة أم طغيان؟ ها انت قد رحلت وتركت كل هذا الارث الثقيل من المصائب والالام والفقر والهوان، ترى هل انت فعلاً تؤمن بخالق وبحساب؟ هل انت انسان؟؟
