الشرق تريبيون - سارة بن كراودة
الذكاء الاصطناعي هو التخصص الجامعي الجديد الرائج حالياً.
تخصصات الذكاء الاصطناعي
التحق أكثر من 3000 طالب هذا الفصل الدراسي، بكلية جديدة للذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في جامعة جنوب فلوريدا في تامبا. وفي جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، التحق 150 طالباً في السنة الأولى بتخصص جديد في الذكاء الاصطناعي. كما أنشأت جامعة ولاية نيويورك في بافالو «قسماً مستقلاً للذكاء الاصطناعي والمجتمع»، الذي يقدم درجات علمية جديدة متعددة التخصصات في مجالات مثل «الذكاء الاصطناعي وتحليل السياسات».
يُسهم الانتشار السريع لمنتجات مثل «تشات جي بي تي»، إلى جانب التقييمات الصاروخية لشركات التكنولوجيا العملاقة مثل شركة صناعة الرقائق «نيفيديا»، في دفع عجلة ازدهار الذكاء الاصطناعي في الجامعات. وقد استثمرت «أمازون» و«غوغل» و«ميتا» و«مايكروسوفت» مليارات الدولارات في هذه التكنولوجيا. وفي هذا العام، أعلنت «غوغل» و«مايكروسوفت» عن جهودهما لتدريب ملايين الطلاب والعاملين البالغين على الذكاء الاصطناعي.
يتزايد الاهتمام الآن بفهم تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها وتعلم كيفية بنائها، وتتسابق الجامعات لتلبية الطلب المتزايد من الطلاب والقطاع الصناعي.
وعلى مدار العامين الماضيين، أعلنت عشرات الجامعات والكليات الأميركية وعن أقسام جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتخصصات رئيسية وفرعية، ودورات، وتخصصات متعددة التخصصات، وبرامج أخرى.
«الذكاء الاصطناعي وصنع القرار»
في عام 2022، على سبيل المثال، أنشأ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تخصصاً رئيسياً يُسمى «الذكاء الاصطناعي وصنع القرار». يتعلم الطلاب في هذا البرنامج تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي ودراسة كيفية تفاعل تقنيات مثل الروبوتات مع البشر والبيئة. هذا العام، التحق ما يقرب من 330 طالباً بالبرنامج؛ ما يجعل الذكاء الاصطناعي... ثاني أكبر تخصص في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بعد علوم الحاسوب.
وصرحت آسو أوزداغلار، نائبة عميد الشؤون الأكاديمية في كلية شوارزمان للحوسبة التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «ينجذب الطلاب الذين يفضلون العمل مع البيانات لمعالجة المشكلات أكثر إلى تخصص الذكاء الاصطناعي». وأضافت أن الطلاب المهتمين بتطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل علم الأحياء والرعاية الصحية يتوافدون أيضاً على التخصص الجديد.
وأعرب بعض طلاب الجامعات عن اعتقادهم بأن التخصص الجديد يبدو مناسباً، وأنهم يأملون أن يفتح مفهوم الذكاء الاصطناعي المزيد من فرص العمل.
من صفوف الحوسبة إلى الذكاء
على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، ساعد ازدهار الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب وعود الصناعة بوظائف تقنية عالية الأجر، في زيادة الالتحاق بالجامعات في مجال الحوسبة.
وقد تخصص ما يقرب من 173000 طالب جامعي في علوم الحاسوب في ربيع عام 2024، مقارنة بنحو 65000 طالب قبل عقد من الزمان، وفقاً لجمعية أبحاث الحوسبة، وهي منظمة غير ربحية تجمع البيانات سنوياً من نحو 200 جامعة. ولكن في خريف هذا العام، أفادت 62 في المائة من برامج الحوسبة بانخفاض في الالتحاق الجامعي، وفقاً لتقرير صدر في أكتوبر (تشرين الأول) عن جمعية أبحاث الحوسبة.
وأحد أسباب هذا الانخفاض: مخاوف بشأن توظيف الطلاب؛ إذ تُسرّح بعض شركات التكنولوجيا الكبرى آلاف الموظفين، ويقول خريجو علوم الحاسوب الجدد إنهم واجهوا تحديات متزايدة في الحصول على وظائف تقنية هذا العام. كما بدأت شركات مثل «أمازون» في مطالبة مهندسي البرمجيات لديها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على كتابة الرموز البرمجية؛ ما قد يُقلل الحاجة إلى مبرمجين مبتدئين. ويواجه خريجو تخصصات الحوسبة هذا العام صعوبة في الحصول على وظائف.
حقبة تخصصات جديدة
في حين انخفض الالتحاق بعلوم الحاسوب بشكل عام هذا العام، أفادت الكثير من الجامعات بزيادة الالتحاق بمجالات فرعية مثل الذكاء الاصطناعي. ووصفت تريسي كامب، المديرة التنفيذية لجمعية أبحاث الحوسبة، هذا التحول بأنه «حقبة جديدة لتخصصات الحوسبة».
ينطبق هذا على تخصص الذكاء الاصطناعي في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو التابع لقسم علوم وهندسة الحاسوب. وجزءاً من البرنامج، طوّرت الجامعة مقررين دراسيين جديدين في أساسيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
وأوضحت ميا مينيس، نائبة رئيس الجامعة لتعليم علوم الحاسوب في مرحلة البكالوريوس، أنه يجب على الطلاب أيضاً دراسة الرياضيات المتقدمة والتعامل مع الآثار الاجتماعية للتقنيات الناشئة.