الجريدة العربية الاولى عند التأسيس ناطقة باللغة العربية والانجليزية والفرنسية ..مقرها لندن والقاهرة وقريبا فى دول الخليج و المغرب العربى

رئيس التحرير
محمد العطيفي
الشرق تريبيون
مستقلة. سياسية. دولية
الصوت العربي الى العالم
عاجل
موسيقى واغانى

رحيل أيقونة الطرب المغربي نعيمة سميح

رحيل أيقونة الطرب المغربي نعيمة سميح

الشرق تريبيون - متابعات 

رحلت الفنانة المغربية الكبيرة نعيمة سميح، اليوم السبت، تاركة خلفها إرثًا موسيقيًا خالدًا وأثرًا لا يُمحى في وجدان محبي الطرب الأصيل، إذ استطاعت بصوتها المميز وإحساسها المرهف، أن تكون إحدى الركائز الأساسية للأغنية المغربية، مقدمة أعمالًا تجاوزت حدود بلادها ووصلت إلى قلوب المستمعين في العالم العربي.

لم تتمالك الفنانة سميرة سعيد مشاعرها، إذ عبرت عن حزنها لرحيل صديقة طفولتها ورَثَتها بكلمات مؤثرة، قالت فيها: "نعيمة لم تكن فقط صوتًا استثنائيًا، بل كانت إنسانة دافئة، كريمة في مشاعرها، تملأ الدنيا بضحكتها وروحها الطيبة.. منذ طفولتنا، كنت أنا الطفلة المشاغبة، وهي الفطرية التي تتصرف بعفوية نادرة.. قربها من العائلة جعلها جزءًا من حياتي، وحبها سيظل محفورًا في قلبي.. رحلتِ، ولكن حضورك لن يغيب أبدًا، رحمكِ الله يا نعيمة سميح".

وُلدت نعيمة سميح قبل 70 عامًا، وتحديدًا في عام 1954 في أحد أحياء مدينة الدار البيضاء، وسط بيئة ثقافية وفنية نشطة، ساهمت في صقل موهبتها منذ الطفولة.

بدأت الغناء في سن التاسعة، لكن مشوارها الفني انطلق فعليًا عبر برامج اكتشاف المواهب، إذ كان أول ظهور لها من خلال برنامج "خميس الحظ" مع الإعلامي محمد البوعناني، ثم واصلت تألقها في برنامج "مواهب" الذي قدمه الراحل عبدالنبي الجيراري، وهو البرنامج الذي خرج منه نجوم كبار، مثل سميرة سعيد وعزيزة جلال.

رغم موهبتها الاستثنائية، لم يكن دخولها عالم الغناء أمرًا سهلًا، إذ واجهت معارضة شديدة من والدها المحافظ، الذي رفض احترافها الفن، إلا أن تدخل شخصيات فنية وإعلامية بارزة ساهم في إقناعه، ليضع شروطًا صارمة لمسيرتها، منها الالتزام بالموسيقى العصرية المغربية والتعامل مع كتاب وملحنين محترمين فقط.

امتلكت نعيمة سميح نبرة (بحّة) صوتية مميزة جعلتها حالة فنية فريدة في المغرب، إذ جمعت بين الأسلوب الغنائي العصري والروح المستمدة من الفلكلور الأمازيغي الجنوبي.

تألقت في أداء الأغاني ذات الطابع الشجي والحنين والزجل المغربي الأصيل، ومن أشهر أعمالها: "جريت وجاريت" و"على غفلة"، و"ياك أجرحي"، إحدى أبرز أغانيها التي لاقت شهرة واسعة داخل المغرب وخارجه، و"رحلة النصر"، وهي أغنية وطنية بالتعاون مع الموسيقار عبدالوهاب الدكالي.

حرصت على التعاون مع نخبة من كبار الشعراء والملحنين المغاربة، مثل عبدالله عصامي، وعلي الحداني، وعبدالقادر الراشدي، محمد بن عبدالسلام وعبدالوهاب الدكالي، إضافةً إلى تعاونها مع الملحن الكويتي يوسف المهنا، ما أضفى على أعمالها تنوعًا وعمقًا موسيقيًا.

رغم الشعبية الواسعة التي حظيت بها، اختفت نعيمة سميح عن الساحة الفنية بشكل مفاجئ عام 2007 دون إعلان رسمي عن اعتزالها، حيث فضّلت الابتعاد عن الأضواء، بينما كان آخر ظهور لها في 2016 خلال تكريمها في مهرجان "أصوات نسائية" بمدينة تطوان.

تزوجت نعيمة سميح في أوائل السبعينيات من البطل المغربي في رياضة الدراجات مصطفى بلقايد، ورُزقا بابنهما الوحيد شمس الدين، وعانت الراحلة من مرض فقر الدم، ما اضطرها للسفر مرارًا للعلاج، كما واجهت في السنوات الأخيرة مرض السرطان، الذي أثر بشكل كبير في حالتها الصحية، إلى أن تدهورت في الأشهر الأخيرة، ليتم نقلها إلى المستشفى العسكري بالرباط، لتفارق الحياة عن عمر يناهز 72 عامًا.

فقدت الأغنية المغربية أحد أهم أعمدتها، لكن صوتها سيظل خالدًا في الذاكرة الفنية، أعمالها لا تزال تُردد في المغرب والعالم العربي، وشعبيتها تجاوزت حدود الأجيال، إذ شكلت علامة فارقة في تاريخ الطرب المغربي، بأسلوبها المتفرد وصوتها الذي حمل أوجاع الشوق وحنين الذكريات.

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر البريد الإلكتروني

ذات صلة

الشرق تريبيون
عادة ما يتم الرد خلال 5 دقائق
الشرق تريبيون
أهلا وسَهلًا 👋

كيف يمكننا تقديم المساعدة؟
بدء المحادثة