الجريدة العربية الاولى عند التأسيس ناطقة باللغة العربية والانجليزية والفرنسية ..مقرها لندن والقاهرة وقريبا فى دول الخليج و المغرب العربى

رئيس التحرير
محمد العطيفي
الشرق تريبيون
مستقلة. سياسية. دولية
الصوت العربي الى العالم
عاجل
المشاركات

تعالو نوقف الحرب ونسير فى طرق التنمية بجديد أخلاق الحرب

تعالو نوقف الحرب ونسير فى طرق التنمية  بجديد أخلاق الحرب

محمد العطيفى : رئيس تحرير الشرق تريبيون 

تعتبر الحرب هى الحل القاسى بمرارة طعمه ، وعواقب الحمم التى يتركها على الأرض ، انتهاكات عصية على التوثيق فى الارواح والبنى التحتية ، الآثار النفسية التى خلقتها الحرب التى لاترممها العديد من سنوات السلام . تعالوا نتأمل معا على ضوء ما يملكه العالم من تكنولوجيا وأدوات يمكنه من خلالها العيش فى أمن وسلام ، بعيدا عن الحروب التى تظل آثارها السلبية تطارد جيل أو جيلين من البشر عاشا أهوال هذه الحرب .

هناك التكلفة البشرية ، والتكلفة الاقتصادية ، والتداعيات الأنسانية ، ليس هذا فحسب بل الأضرار الجيوسياسية ، والعواقب طويلة وقصيرة الأمد بالأضافة الى المسؤولية الأخلاقية .

وبالنظر والمراقبة للتطور الأنسانى نرى أن الحرب تزداد ضراسة وانتقام ، ليست له صله بالواقع الذى وضع العديد من القوانين المائعة وليست الحازمة ، التى تحد من أطالة أمد الحروب وسرعة الجلوس على موائد المفاوضات للدول المتحاربة، بعيدا عن انها دول أو جماعات متحاربة.

فالفكر البشرى أهتم بالحرب من الناحية الأخلاقية والتى مازالت موجودة فى الأمم المتحدة من قديم الزمن فعلى سبيل المثال : عدالة الحرب للقديس ( اوغسطينوس ) ( 354 – 430 ) الذى حدد أن الحرب لابد أن تكون أخلاقية وعادلة . ثم طور هذا الفكر ( توما الاكوينى ) ( 1225- 1274) ومازال فكر الاكوينى هو النموذج المثالى لتحديد ما اذا كانت الحرب عادلة أم غير عادلة منها أن تكون متكافئة القوى ، وغالبا لاتكون القوى متكافئة . وأضاف من الضرورى تجنب الأذى غبر الضرورى للمدنيين .

وحتى وقتنا هذا ومنذ نشأة الأمم المتحدة وقوة دورها فى التدخل فى الحروب الى ضعف دورها الذى انتهى منذ الحرب فى قبرص عام 1974 .حيث كانت الامم المتحدة تتدخل بالقوة لوقف الحرب من خلال قوات لها قادرة على التدخل فى ارض المعارك لفرض وقف أطلاق النار .

مع غياب هذا الدور للامم المتحدة أصبح هناك خللا يزداد فى المنظومة الدولية ، حيث تلاعب الدول الخمس دائمة العضوية فى قرارات مجلس الأمن بين الموافقة والاعتراض أو عدم التصويت . ومع ضعف المنظومة الدولية ، وظهور دول مارقة على النظام الدولى ، والعالم يعيش حروب أبادة لا لغة للرحمة فى طياتها ، وعالم يتفرج ، والبقاء للأقوى كعنواين عريضة للحياة المعاصرة .

وهذا دون تدخل أهل الفكر والاكاديميين فى ايجاد الوسائل والحلول التى تحد من الحروب والدمار الذى يلحق بالبلدان ويدمر البشر والحجر .

الحروب تؤدي إلى مقتل وتشويه ملايين الأشخاص، سواء كانوا جنودًا أو مدنيين. الأسر تفقد أبناءها، وأحيانًا يتم تدمير مجتمعات بأكملها كخسائر بشرية .

الحرب تترك آثارًا نفسية عميقة على الأفراد، حيث يعاني الكثيرون من اضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب نتيجة التجارب القاسية التي شهدوها مثل القتل، الفقد، والدمار.

 في الحروب، تزداد معدلات الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين، مثل التعذيب والاغتصاب. هذه الجرائم تترك آثارًا نفسية واجتماعية طويلة الأمد على الضحايا .

الحروب تؤدي إلى تدمير الطرق، الجسور، المستشفيات، المدارس، والمرافق العامة الأخرى. وهذا يجعل عملية إعادة البناء مكلفة جدًا وتستغرق وقتًا طويلًا.

يزداد الفقر والبطالة فتفقد العديد من الأسر مصادر دخلها بسبب الحرب، حيث تغلق الشركات وتتعطل الأنشطة التجارية. كما يضطر العديد من العمال إلى الهجرة أو الانضمام إلى الجيوش أو الجماعات المسلحة مما يخلق فرص للتطرف نتيجة الفراغات الامنية أو سقوط الدولة وهيبتها .

ونرى العالم يأخذنا الى أحضان  متناقضات دولية فيحدثنا عن البيئة والأهتمام بالبيئة والطاقات الجديدة والواقع يناقض لسان حالنا ، فاستخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية يمكن أن يترك آثارًا مدمرة على البيئة.

كما أن بعض أنواع الأسلحة الحديثة مثل الأسلحة النووية تسبب تلوثًا إشعاعيًا طويل الأمد. اضافة الى أن القصف والتفجيرات تؤدي إلى تغيرات في الغلاف الجوي والمناخ المحلي، مما يمكن أن يؤثر على المحاصيل الزراعية والمواسم .

ومن هنا تأتي أهمية العمل على تجنب الصراعات المسلحة وحل النزاعات بطرق سلمية تعزز من التعاون الدولي وتحافظ على حياة الإنسان والبيئة ، وهذا هو دور المثقفين والاكاديميين فى وضع أطار من خلاله الحد من الدخول فى مهاترات حربية تؤدى الى الدمار والهلاك فى دول الصراع .

وكما ذكرت أن ( الاخلاق فى زمن الحرب ) لم يتطرق اليها أحد منذ ( توما الاكوينى 1225-1274 ) وأختتم القول بفكرة لو تم البناء عليها وأخذت فى الاعتبار فى كافة الاوساط صانعة القرار يمكنها الحد من الحرب .

الا وهى : فى حالة الصراع بين دولتين فى الحرب تتحمل الدولة التى لاتلتزم بأخلاق الحرب بأعادة الاعمار للدولة التى تضررت أكثر من الحرب مع مراعاة النظر فى ( عدالة الحرب ) التى من خلالها يتم تحديد وبحث اسباب الحرب وأخلاقها لفرض الحكم ، وهذا سيكون أحد الوسائل التى تحد من الحرب وتدعو الى التفكير بها قبل الانخراط فيها خوفا من العقاب .

فأعادة هيكلة وبناء الدول بعد الدمار يلقى الضوء ويكشف حقيقة  أبشع الجرائم الأنسانية فى تاريخنا المعاصر التى أوجدتها الحرب وبشاعتها .

وها نحن نعيش مرحلة تحتاج العيد من الدول الى أعادة اعمار نتيجة النزاعات والحروب ، فى حاجة الى سلم داخلى ، واستقرار وانتعاش اقتصادى تحتاج الى عودة النازحين الذين شردتهم الحرب لسنوات .

نحن نحتاج لرؤية واضحة نحو مرحلة جديدة فى تاريخنا المعاصر للتحول نحو عالم خالى من الحروب ، يلعب السلام و السلم العالمى والاجتماعى دورا كبيرا من خلالة تسير قوافل التنمية لعالم ينتصر فيه لافكاره من خلال الاخلاق فى زمن الحرب . 

إضافة تعليق

لن يتم نشر البريد الإلكتروني

ذات صلة

الشرق تريبيون
عادة ما يتم الرد خلال 5 دقائق
الشرق تريبيون
أهلا وسَهلًا 👋

كيف يمكننا تقديم المساعدة؟
بدء المحادثة