الشرق تريبيون-اخبار
مع تزايد التقارير حول ارتفاع مستوى الإحباط بين جنود جيش الاحتلال بسبب الحرب على غزة، وخاصة بين قوات الاحتياط، شهدت أروقة الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) اشتباكًا لفظيًا كاد أن يتحول إلى عراك بالأيدي بين جندي احتياط ونائب عن حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدما طالبه بعدم التخلي عنهم.
وكشف جندي الاحتياط يوناتان شاليو، في بودكاست بصحيفة "معاريف" العبرية تفاصيل الواقعة مع النائب عن حزب الليكود حنوك ميلبِيتسكي، إذ وصفه بأنه مجنون، وقال إنه فقد السيطرة بسبب دعوتي له لعدم التخلي عن مقاتلي الاحتياط.
ووفقًا لـ"معاريف"، فإن الناشط اليميني شاليو، مقاتل الاحتياط في الوحدة ماجلان، وهو مؤسس منظمة "الاحتياطيين كتفًا إلى كتف"، والذي يمثل حاليًا "صوت المقاتلين في الكنيست بشأن خطة تعبئة الحريديم".
أوضح "شاليو"، خلال سرده تفاصيل الاشتباك: "في اليوم الذي أُقيل فيه إدلشتاين (رئيس لجنة الخارجية والأمن الإسرائيلية السابق يولي إدلشتاين)، كنَّا جميع نشطاء (كتفًا إلى كتف) نتجول في المبنى ونحاول الاقتراب من السياسيين وأعضاء الكنيست والوزراء، ورأينا حنوك ميلبيتسكي، اقتربنا منه وقلنا له: حنوك، حنوك.. لكنه لم يتوقف".
تابع: "صرنا نصرخ له: لا تتخلّ عنا.. فجأة التفت إلينا، وصرخ: ماذا تعني تتخلى؟ لماذا تأتون إليّ هكذا وتضايقونني؟"، ليضيف "شاليو": "إنه شخص مجنون، وهذه ليست المرة الأولى التي أواجه فيها ذلك.. كنت عنده في اجتماع اليوم الأول لوصولي إلى الكنيست وحددنا معه موعدًا، وسألناه لماذا يسيء إلى مقاتلي الاحتياط، فنهض، ضرب الطاولة وبدأ يفقد السيطرة أمامنا، وقال إنه كان مقاتلًا بنفسه.. هل هذه طريقة للتعامل؟ هل هذا منتخب عام في دولة إسرائيل؟ أنا أتجاوز الشكوك الكبيرة التي يواجهها.. لقد فقد السيطرة أمامي مرتين".
وأشار إلى أن حنوك ميلبيتسكي غضب واندفع نحوه كالمجنون، وأنهما كانا على وشك أن يتشابكا بالأيدي.
في حين رد ميلبيتسكي قائلًا: "الادعاءات التي يصفها يوناتان لا أساس لها من الصحة.. التقينا مرة واحدة في المكتب، كان لقاءً لطيفًا وطويلًا استمر قرابة ساعة وتحدثنا بصراحة عن حلول ممكنة لمخطط التجنيد.. كان لقاءً صريحا ومفتوحًا في جو ممتاز.. لذلك، أنا مندهش جدًا من الطريقة التي يعرض بها الأمور".
أيضًا، تطرق شاليو إلى حظره من قبل وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على مواقع التواصل قائلًا: "لم يسبق لي أن رددت على سموتريتش بشيء غير لائق أو غير مناسب.. لقد شاهد مقابلة لي، على الأرجح مع شاي جولدن، في ذلك الصباح تحدثت عنه، وفي فترة الظهيرة رأيته نشر تغريدة.. ذهبت لأرد عليه ورأيت أنه حظرني ومنعني من أي تفاعل ممكن على حسابه".
تابع: "شخص يدعي أنه إلى جانب المقاتلين، لكنه يحظر مقاتلًا احتياطيًا.. ليس مجرد مستخدم مزيف على تويتر.. الناس يعرفون من أنا".
والأربعاء، فشل ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تأمين الأغلبية للتصويت على تمديد خدمة جنود الاحتياط في الجيش، إذ تم تأجيل التصويت في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست على تمديد أوامر الاستدعاء الطارئ (المعروفة بأوامر تساف 8) لجنود الاحتياط، ما أثار توترات سياسية.
ونهاية مايو الماضي، صادقت الحكومة الإسرائيلية على السماح للجيش بتعبئة ما يصل إلى 450 ألف جندي احتياطي لتوسيع المناورات البرية في غزة، وهو أعلى رقم للتعبئة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وينص مشروع القرار على أن التكلفة التقديرية التي تخصصها إسرائيل لكل جندي احتياطي تبلغ نحو 1000 شيكل لكل يوم خدمة، ومن المتوقع أن تكون التعبئة سارية حتى 31 أغسطس الجاري.