الشرق تريبيون - متابعات
دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، السبت، إلى "إجراء محادثات سياسية عاجلة في جنيف لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254". وشدد على "الحاجة الملحة إلى انتقال سياسي منظم" في سوريا، وذلك في تصريحات صحفية أدلى بها في العاصمة القطرية الدوحة، بعد اجتماعه مع وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة. وقال بيدرسون إن "الوزراء أبدوا دعمهم لهذه الدعوة، وأعرب عن الأمل في أن يتمكن من الإعلان عن موعد تلك المحادثات قريبا".
وأعرب قرار مجلس الأمن رقم 2254 عن الدعم لعملية سياسية بقيادة سورية تيسرها الأمم المتحدة، وتقيم حكما ذا مصداقية يشمل الجميع، ولا يقوم على الطائفية، وتحدد جدولا زمنيا وعملية لصياغة دستور جديد. المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا أشار في تصريحاته إلى أنه عقد أيضا مباحثات مع ممثلين من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، وأنه يواصل مشاوراته المكثفة. وأضاف أن "الحاجة للانتقال السياسي المنظم في سوريا لم تكن أكثر إلحاحا من الوقت الراهن، بدءا بوضع تدابير انتقالية جامعة وذات مصداقية".
وتابع: "من أجل ذلك نحتاج إلى عملية عاجلة وجادة مختلفة جذريا عما حدث من قبل. ويجب أن يكون ذلك بداية لعملية تقود إلى تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري واستعادة سيادة واستقلال ووحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". وجدد بيدرسون دعوته إلى خفض التصعيد والهدوء وتجنب سفك الدماء وحماية المدنيين، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني.
من جانبه، نفى المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، صحة التقارير التي تحدثت عن إجلاء الأمم المتحدة لجميع موظفيها من البلاد. وأكد عبد المولى أن الأمم المتحدة "لا تزال ثابتة في التزامها بالبقاء وتقديم المساعدات المنقذة للحياة للشعب السوري في هذا الوقت الحرج"، وفق المصدر نفسه. وأضاف مستدركا: "لكن لضمان سلامة موظفينا واستمرار العمليات الأساسية، تعمل الأمم المتحدة على تقليص وجودها الاستراتيجي من خلال إعادة تموضع الموظفين غير الأساسيين خارج البلاد".
وأوضح المنسق الأممي أن "هذا الإجراء احترازي لحماية فرقنا في ظل الظروف المتغيرة". وتشهد سوريا منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، معارك بين المعارضة وقوات النظام السوري، تمكنت خلالها فصائل المعارضة من بسط سيطرتها على مناطق واسعة، تشمل محافظات حلب وإدلب (شمال)، وحماة، وأجزاء من محافظة حمص (وسط)، بالإضافة إلى السيطرة على مركز محافظة درعا (جنوب)، التي كانت مهد الانتفاضة الشعبية ضد النظام في 2011.
والسبت، سيطرت فصائل المعارضة على مدينة السويداء جنوبي سوريا، ومدينة القنيطرة الواقعة جنوب غربي البلاد، قرب الحدود مع إسرائيل، فيما أعلنت البدء بتطويق العاصمة دمشق. وتزامنت هذه التطورات مع عملية "فجر الحرية" التي أطلقها الجيش الوطني السوري مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بهدف إجهاض محاولات إنشاء ممر إرهابي بين تل رفعت بمحافظة حلب، وشمال شرق سوريا،