ويوم أمس، جاء ترامب ليعلن ولادة الولايات المتحدة من جديد كما لو أن ذلك قد حدث بالفعل بمجرد عودته وتوقيع سلسلة من المراسيم.
وتتجاوز قوة الكلمة في بعض الأحيان قوة الفعل مما يسمح للرئيس الجديد بإعلان أنه نتيجة لحالة الطوارئ الوطنية على الحدود الجنوبية، ستتوقف جميع عمليات الدخول غير القانوني الي البلاد فورا. وكذلك تصبح الولايات المتحدة من جديد بموجب هذا القرار قوة تحترم وتحظي بجيش منقطع النظير، "ينهي الحروب الحالية" ويمتنع عن "المشاركة في غيرها"، "أمة غنية" تسبح في النفط، وتضم مجتمعا "من الرواد والمبتكرين" الذين سيذهبون قريبا إلى المريخ. ولا يسعنا إلا أن نتمنى لها النجاح .
إن هذا "العصر الذهبي الذي يبدأ الآن" هو عصر بلد خال من "النخب الفاسدة والمتطرفة"، حيث لا يوجد سوى جنسين - الرجل والمرأة - ولا يتم استغلال العدالة بشكل أكبر ضد أعدائه السياسيين، و"تعود الوحدة" منذ أن أعلن الرئيس تحرير المواطنين الأمريكيين".
ولا يمكن أن يكون التناقض أكبر بعد ان دفع الذعر جو بايدن إلى منح "عفوا وقائيا" في اللحظات الأخيرة من فترة رئاسته لرئيس الأركان السابق، ومجموعة كاملة من المسؤولين المنتخبين وموظفي الخدمة المدنية، وخمسة أفراد من عائلته كان يخشى عليهم انتقام خليفته، لكن الظروف الاستثنائية التي تم التذرع بها تتعلق بالأحرى، حتى الآن، بانتقال ديمقراطي ومنظم للسلطة
وتظل هناك حقيقة ثابتة أنه مع دونالد ترامب، حتى عندما نعتقد أننا قد رأينا كل شيء بالفعل، فإننا لم نصل إلى نهاية المفاجآت،هذا هو الرجل الذي، قبل أن يصبح مجددا الأقوى في العالم، زادت ثروته فعليا بمقدار عشرة أضعاف خلال ثلاثة أيام من خلال إطلاق عملته الرقمية الخاصة. ويبدو أن الجميع يريدون شراء ترامب وهذا لا يعني أنه معروض للبيع. فالرئيس الجديد يضع مصالحه الشخصية خلف مصالح أمريكا، على مرأى من الجميع.
