الشرق تريبيون- وكالات
أعلنت الحكومة الكورية الجنوبية السماح لجميع المواطنين بالاطلاع على صحيفة "رودونج سينمون"، الناطقة باسم حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، دون الحاجة إلى المرور بإجراءات خاصة للتحقق من الهوية أو تقديم طلبات مسبقة.
وقالت وزارة التوحيد في سول، إن المواطنين باتوا قادرين على قراءة الصحيفة في مواقع محددة، تشمل مركز معلومات كوريا الشمالية التابع للوزارة والمكتبة الوطنية الكورية، معتبرة أن القرار يُمثل تحولًا عن سياسة الرقابة الحكومية الصارمة على إعلام بيونج يانج.
وأضاف نائب وزير التوحيد، كيم نام جونج، خلال مؤتمر صحفي: "بدءًا من اليوم، يمكن قراءة صحيفة رودونج سينمون تمامًا مثل أي منشور عام آخر، دون التحقق من الهوية أو إجراءات تقديم الطلب، من خلال زيارة المؤسسات التي تتعامل مع المواد الخاصة".
وكان يتعين في السابق على الكوريين الجنوبيين الإفصاح عن هوياتهم وتوضيح أسباب الاطلاع على الصحيفة، حتى داخل تلك المؤسسات المعتمدة. ورغم هذا التخفيف، لا تزال المواقع الإلكترونية لكل من صحيفة رودونج سينمون ووكالة الأنباء المركزية الكورية محجوبة داخل كوريا الجنوبية، غير أن وزارة التوحيد أعلنت عزمها الدفع باتجاه تخفيف القيود المفروضة على نحو 60 موقعًا إلكترونيًا من كوريا الشمالية.
تعديل التشريعات
وتستند الحكومة في حجب هذه المواقع إلى قانون شبكات المعلومات والاتصالات، الذي يتيح للجهات التنظيمية تقييد المحتوى المرتبط بأنشطة محظورة بموجب قانون الأمن القومي، إلا أن الوزارة أقرت بوجود فجوة بين القوانين السارية وواقع المجتمع الكوري الجنوبي، مؤكدة أنها ستسعى إلى تعديل التشريعات ذات الصلة بالتعاون مع الجمعية الوطنية.
ويأتي القرار عقب انتقادات علنية وجهها الرئيس لي جيه ميونج، في وقت سابق من ديسمبر الجاري، اعتبر فيها أن القيود المفروضة على الوصول إلى الإعلام الكوري الشمالي تعكس نظرة قديمة تقوم على عدم الثقة بقدرة المواطنين على تمييز الدعاية السياسية.
وأعلنت إدارة الرئيس السابق يون سوك يول، يناير 2023، خططًا مماثلة لتخفيف القيود على الإعلام الرسمي الكوري الشمالي، إلا أن المبادرة لم تنفذ فعليًا.
ومنذ عقود، تحظر سول على مواطنيها إنتاج أو حيازة أو توزيع مواد تمجد ما تصفه بـ"المنظمات المعادية للدولة"، مع استثناءات محدودة للباحثين والصحفيين، إلا أن خبراء يشيرون إلى أن هذه القيود باتت غير فعالة، في ظل سهولة تجاوزها باستخدام شبكات VPN، ما يثير تساؤلات حول جدواها وتأثيرها على الحريات الرقمية.
وفي السياق ذاته، قال هان كي هو، أستاذ دراسات التوحيد في معهد أجو، إن فتح المجال للاطلاع المباشر على الإعلام الكوري الشمالي قد يعزز نقاشًا مجتمعيًا صحيًا داخل كوريا الجنوبية، مُذكرًا بأنه لم تُسجل ردود فعل سلبية تُذكر عندما سمح بنقل محتوى الإعلام الشمالي خلال إدارة الرئيس الأسبق كيم يونج سام.
في المقابل، حذّر كيم إيل هيوك، منشق كوري شمالي وباحث في معهد دراسات كوريا الشمالية، من أن تسهيل الوصول إلى دعاية النظام قد يؤدي إلى تطرف بعض الجماعات المؤيدة لبيونج يانج.