الشرق تريبيون- متابعات
وضعت الولايات المتحدة الأمريكية قبل 6 سنوات ثلاثة سيناريوهات خلال "مناورات حرب" حكومية تهدف إلى التنبؤ بشكل فنزويلا ما بعد مادورو، في حال الإطاحة به عن طريق انتفاضة شعبية، ثورة داخلية، أو هجوم أجنبي. ولم تنتهِ أيٌّ من السيناريوهات بنهاية سعيدة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأظهرت المناورات أن أي انتفاضة شعبية لإسقاط مادورو قد تتسبب في استخدام الجيش الفنزويلي قوته ضد المدنيين، ما يؤدي إلى موجة عنف واسعة، بينما قد يؤدي انقلاب داخل القصر الرئاسي إلى صراع دموي بين أعضاء النظام المتفكك على السلطة.
كما بيَّنت السيناريوهات أن ضربة استهدافية أمريكية لمادورو أو أحد حلفائه قد تؤدي إلى سيطرة الجنود الأجانب على كراكاس والمطارات والموانئ الرئيسية، في حين يشن المتمردون اليساريون هجمات على المناطق الغنية بالمعادن، ويقوم موالون للنظام بشن هجمات شبيهة بحروب العصابات على مصافي النفط وخطوط الأنابيب.
وقال خبراء شاركوا في المناورات إن أي خيار يتضمن تغييرًا جذريًا في السلطة قد يؤدي إلى فوضى طويلة الأمد، مع عدم وجود مخرج واضح للأزمة، وأضافوا أن مثل هذه التداعيات قد تمتد لسنوات، مع احتمالات لتدخل جماعات مسلحة غير حكومية في الصراع.
ورغم هذه السيناريوهات القاتمة، رفض قادة المعارضة الفنزويلية، بمن فيهم الحائزة على جائزة نوبل للسلام ماريا كورينا ماتشادو، وعضو البرلمان ميجيل بيزارو، تلك التوقعات، مؤكدين أن البلاد تملك تراثًا ديمقراطيًا قويًا، وأن رغبة الشعب في التغيير واضحة، وقالوا إن المخاطر من العنف المفرط مبالغ فيها في حال تم الانتقال السلمي للسلطة.
وفي الأسبوع الماضي، حذَّر كبير مستشاري السياسة الخارجية لرئيس البرازيل، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، من أن الاضطرابات في فنزويلا قد تحول المنطقة إلى "منطقة حرب" على غرار حرب فيتنام.
وقال خوان جونزاليس، كبير مسؤولي البيت الأبيض لشؤون أمريكا اللاتينية في عهد جو بايدن، إنه يخشى احتمال وقوع أعمال انتقامية عنيفة، معربًا عن أمله في إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي رغم تصاعد التوترات.
وتتزامن هذه التحليلات مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا في الأشهر الأخيرة، في ظل زيادة الضغط العسكري الأمريكي في منطقة الكاريبي، وإجراءات مثل استهداف سفن واحتجاز ناقلة نفط مرتبطة بالحكومة الفنزويلية.
وأكد خبراء أن أي تدخل أجنبي أو تغيير سريع في السلطة قد يؤدي إلى نزوح جماعي واسع للسكان عبر الحدود مع كولومبيا والبرازيل، مع تحذيرات من أن البلاد قد تواجه فوضى طويلة الأمد دون وجود مخرج واضح للأزمة.