الشرق تريبيون- اخبار
اقتربت حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة "يو إس إس جيرالد آر فورد" من المياه الإقليمية لأمريكا اللاتينية، لتفتح باب التكهنات واسعًا حول نوايا إدارة الرئيس دونالد ترامب في تصعيد عملياتها العسكرية في المنطقة، وربما توجيه ضربة مباشرة لفنزويلا.
تحرك بحري واسع
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن حاملة الطائرات فورد وصلت إلى المياه القريبة من أمريكا اللاتينية برفقة ثلاث سفن حربية مرافقة اليوم، بحسب بيان للبحرية الأمريكية.
وأوضح البيان أن السفن لم تدخل بعد البحر الكاريبي، لكنها أصبحت ضمن نطاق قيادة العمليات الجنوبية الأمريكية، التي تشمل مناطق من المحيط الأطلسي ومسارات تهريب المخدرات في المحيط الهادئ.
وقال المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، إن "هذه القوات ستعمل على تعزيز وتوسيع القدرات الحالية لتعطيل الإتجار بالمخدرات وتفكيك المنظمات الإجرامية العابرة للحدود".
ورغم ذلك، يرى خبراء عسكريون أن استخدام حاملة طائرات في مثل هذه العمليات أمر غير اعتيادي، باعتبارها "رصيدًا استراتيجيًا" يُخصص عادة لعمليات الردع العسكري الكبرى.
قوة بحرية ضخمة
تُعد "جيرالد فورد" أحدث وأكبر حاملة طائرات في الأسطول الأمريكي، وتضم على متنها نحو 4000 بحار، وترافقها المدمرات يو إس إس باينبريدج ويو إس إس ماهان ويو إس إس وينستون إس. تشرشل.
هذا الانتشار البحري الكثيف، بحسب مراقبين، يعيد إلى الأذهان منطق الردع العسكري أكثر مما يعكس مهمة مكافحة تهريب المخدرات، ما يثير التساؤلات حول الوجهة النهائية لهذا التحرك الأمريكي المكثف في محيط فنزويلا.
تساؤلات حول الهدف
أكد الخبير الدفاعي مارك كانسيان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن حاملة الطائرات "فورد" ليست مصممة لمهام مكافحة المخدرات، موضحًا أن إرسالها إلى المنطقة يعني شيئًا واحدًا هو "استخدامها ضد فنزويلا".
وأضاف كانسيان أن وجودها هناك "يبدأ العد التنازلي"، لأن الولايات المتحدة لا يمكنها الاحتفاظ بها في المنطقة إلى أجل غير مسمى، فإما أن تُستخدم أو تُعاد، مضيفًا أن عودتها "ستعني التراجع عن أي نية لهجوم محتمل".
وكان البنتاجون أعلن في 24 أكتوبر أن وزير الدفاع بيت هيجسيث أمر بنقل حاملة الطائرات من أوروبا إلى أمريكا اللاتينية، بعد أن كانت متمركزة في قاعدة فرجينيا منذ يونيو الماضي.
وبوصولها، ارتفع عدد السفن الحربية الأمريكية في المنطقة إلى أكثر من اثنتي عشرة سفينة، وهو حشد غير مسبوق في منطقة لم تكن تشهد عادة سوى وجود محدود لسفن البحرية الأمريكية العاملة مع خفر السواحل.
فنزويلا في المرمى
يبدو أن الرئيس ترامب كان مهووسًا بفنزويلا وزعيمها نيكولاس مادورو، الذي اتهمه بإرسال مجرمين ومخدرات إلى الولايات المتحدة، وقد صرّح ترامب علنًا بأن "أيام مادورو معدودة"، في إشارة إلى رغبته في الإطاحة به بالقوة.
هذا الخطاب أثار غضب الديمقراطيين الذين وصفوا الحملة بأنها "قتل خارج القانون"، وطالبوا الكونجرس بتأكيد سلطته الحصرية في إعلان الحرب، ورغم الضغوط، رفض غالبية الجمهوريين تمرير مشاريع قوانين في مجلس الشيوخ تهدف إلى وقف هجمات الزوارق أو منع ترامب من شن حرب ضد فنزويلا.
إحاطات سرية
نقلت "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة أن وزير الدفاع بيت هيجسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو قدما إحاطة سرية لأعضاء محددين في الكونجرس، أكدا خلالها أن الإدارة "لا تمتلك حتى الآن أساسًا قانونيًا يسمح باستهداف فنزويلا"، وأن التحركات البحرية الحالية تقتصر على تعطيل تجارة المخدرات في المنطقة.
وتحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الاجتماع، مؤكدين أن الرسالة الأمريكية العلنية حول "مكافحة التهريب" تُخفي خلفها حسابات سياسية معقدة.