الجريدة العربية الاولى عند التأسيس ناطقة باللغة العربية والانجليزية والفرنسية ..مقرها لندن والقاهرة وقريبا فى دول الخليج و المغرب العربى

رئيس التحرير
محمد العطيفي
الشرق تريبيون
مستقلة. سياسية. دولية
الصوت العربي الى العالم
عاجل
ادب الاعمدة والكتاب

رؤية ...أرض الغوايات

رؤية ...أرض الغوايات

...المفاجأة أن تلك الصداقة/العلاقة استمرت، والتي لم تملك من وجهة نظرها في بدايتها، أي فرصة للاستمرار.. وهو ما كان مصدر جاذبية بالنسبة لها.. جذبتها لعبة الاختلافات.. وكيف تحولت إلى غوايات.. كيف نندهش من أشياء لا نعتقد أنها ستكون في يوم من الأيام مصدر دهشة وإعجاب بالنسبة لنا.

كتبت : لميس على 

هل من الترف حديثنا عن السعادة وطرق الوصول إليها في بلاد أتعبتها الحروب وأوجعتها الأزمات..؟ لهذا السبب تحديداً يعود صدى صوته إلى ذهنها.. كفسحة جمالية وحيدة تنتشلها من كل البشاعة المحيطة. بنبرة صوته الصادقة.. والواثقة، بدأت صداقتهما أو قصتهما… ولن تنسى موجة الاندفاع والحماسة التي غلّفت حديثه وما تضمّنته من جرأة وظّفها كنوع من “بهارات” تمنح كلماته ما أراد لها من تشويق يشدّ مفاصل “الارتخاء”، حسب ظنه. المفاجأة أن تلك الصداقة/العلاقة استمرت، والتي لم تملك من وجهة نظرها في بدايتها، أي فرصة للاستمرار.. وهو ما كان مصدر جاذبية بالنسبة لها.. جذبتها لعبة الاختلافات.. وكيف تحولت إلى غوايات.. كيف نندهش من أشياء لا نعتقد أنها ستكون في يوم من الأيام مصدر دهشة وإعجاب بالنسبة لنا. لكن مما اندهشتْ وأُعجبت..؟ هل اندهشت منه أم من نفسها..؟ هل أُعجبت بالحالة كلّها..؟ من الأشياء الجميلة التي ذكرها الكاتب والفيلسوف الفرنسي “لوك فيري” التي تمنح المرء سعادته، هي (أن يُعجب). الآن تعيد تأمّلَ ما حدث معها.. وتتذكّر تلك اللحظة التي اخترقتها وكانت فارقة عن سواها.. والتي دفعتها إلى تجاوز أمور لم تعتقد يوماً أنها قادرة على تجاوزها.. وكأنها بذلك وصلتْ إلى نقطة أخرى يذكرها “لوك فيري” لتحصيل السعادة، وهي (الانفتاح) أو منح الأفق الخاص بنا أمداءً جديدة.. أي الرحابة واستكشاف مناطق فكرية أخرى بعيداً عن الانغلاق وضيق الرؤى السائدة والتقليدية. كل ذلك وفّرته لها تلك الصداقة.. هل وصلتْ بها إلى حدود الحبّ..؟ وبهذا يتحقّق بندٌ آخر ذكره “لوك فيري” في طريق السعادة.. وهو(أن تُحبّ). ما تدركه من كل ما مرّتْ به، أطيافٌ من تقلّبات.. تناقضات.. وربما مفارقات الحبّ.. هل يعني ذلك أنها فعلاّ أحبّته..؟ هل شعرتْ بذاك الامتلاء الذي يوفّره الحبّ..؟ فالحبّ إن لم يكن إحساساً بالامتلاء بعد كلّ فراغٍ نشعر به، لا لزوم له. نُقبل على الحبّ لأننا نظن أنه انتصارنا الأجمل.. الذي يشفينا من كل حالات الخذلان والخيبات.. لأننا نرى فيه ملاذنا الأوحد.. ولهذا تزداد حاجتنا للحبّ اطراداً كلّما قلّت جماليات العيش وسعادته.. كأنه بذلك حالة تعويضية.. وبالتالي نحمّله أكثر مما يحتمل. بنبرة صوته الصادقة.. تستعيد تفاصيل الحكاية. هل أحبّها.. وكانت فيض امتلاء لكل الفراغات التي عبّر عنها..؟ يبدو أن قوة الحبّ تتأتّى من قدرته على ملء تلك الفراغات.. وفي كل مرّة نخال فيها أنها انتهت، تعود لتظهر من جديد على سبيل اختبار الحبّ والتأكّد من مدى جودته.. ألم يقل أحدهم إن الحبّ الحقيقي يبدأ بعد انتهاء الإعجاب والحماسة والافتتان واندفاعاته غير المشروطة.. يبدأ بعد الكثير من الاختلافات والمشكلات والمشاجرات.. بمعنى بعد أن تنكشف القشرة الخارجية للعلاقة ويظهر اللبّ للعلن.. كأنه أرض غوايات.. نلتصق بها ولا نستطيع مغادرتها.

إضافة تعليق

لن يتم نشر البريد الإلكتروني

ذات صلة

الشرق تريبيون
عادة ما يتم الرد خلال 5 دقائق
الشرق تريبيون
أهلا وسَهلًا 👋

كيف يمكننا تقديم المساعدة؟
بدء المحادثة