الشرق تريبيون - متابعات
في عالم الفن هناك من يصنع نجوميته بالتدريج، وهناك من يولد بها، لكن القليل فقط ينجح في المزج بين الإرث العريق والبصمة الخاصة، ليخلق لنفسه حالة فنية متفردة. النجمة المصرية دنيا سمير غانم واحدة من هؤلاء القلائل، فنانة نشأت في بيت يعج بالإبداع، لكنها لم تكتفِ بكونها ابنة الفنانين الراحلين سمير غانم ودلال عبد العزيز، بل صنعت لنفسها مسارًا خاصًا، تسير فيه بخطى ثابتة نحو التوهج والتألق.
واليوم، تعود إلى جمهورها بمسلسل "عايشة الدور"، الذي يعرض خلال النصف الثاني من شهر رمضان، لتؤكد مجددًا أنها واحدة من أكثر النجمات تميزًا على الساحة الفنية.
موهبة فطرية وبدايات مبكرة
لم تكن موهبة دنيا وليدة المصادفة، بل ظهرت منذ طفولتها، حين وقفت أمام الكاميرا لأول مرة في العاشرة من عمرها، إذ كانت لا تزال طفلة صغيرة في فيلم "امرأة وامرأة" عام 1995، كان من الواضح أنها تمتلك حسًا فنيًا طبيعيًا، لكن بدايتها الفعلية جاءت في فترة المراهقة من خلال مسلسل "للعدالة وجوه كثيرة" أمام الفنان يحيى الفخراني عام 2001، إذ استطاعت لفت الأنظار بأدائها الناضج رغم صغر سنها.
الانطلاقة الحقيقية والتطور الفني
مع تقدمها في العمر، بدأت دنيا في اختيار أدوار أكثر نضجًا فحققت نجاحًا لافتًا في أعمال مثل "عباس الأبيض في اليوم الأسود"، "طير أنت" و"365 يوم سعادة"، إلا أن المحطة الأهم في مشوارها كانت مشاركتها في مسلسل "الكبير أوي"، إذ قدمت شخصية "هدية" بأسلوب كوميدي مميز، جعلها واحدة من أبرز نجمات جيلها. لم تقتصر موهبتها على التمثيل فقط، بل برعت في الغناء أيضًا، إذ تمتلك خامة صوتية مميزة مكّنتها من تقديم أغانٍ ناجحة، مثل "قصة شتا" التي حققت ملايين المشاهدات.
الاستعراض بطعم الفوازير
ورغم أنها لم تدخل عالم الفوازير، الذي كان حكرًا على نيللي وشريهان لسنوات طويلة، إلا أن دنيا استطاعت أن تخلق شكلًا فنيًا يجمع بين التمثيل، الغناء، والاستعراض، وهو ما ظهر بوضوح في أعمالها مثل "في اللا لاند"، فيلم "لا تراجع ولا استسلام"، إذ قدمت مشاهد غنائية واستعراضية بروح مختلفة، جعلتها حالة فنية منفردة على الساحة.
"عايشة الدور".. عودة بوهج خاص
بعد فترة غياب، تعود دنيا سمير غانم، هذا العام، بمسلسل "عايشة الدور"، الذي يمثل خطوة جديدة في مشوارها الفني. العمل يجمع بين الكوميديا والدراما، ويقدم شخصية غير نمطية تتناسب مع نضجها الفني الحالي، من خلال هذا المسلسل، تثبت دنيا أنها لم تتوقف عند نجاحاتها السابقة، بل تسعى دائمًا لتقديم أعمال تحمل بُعدًا جديدًا لجمهورها.
بصمة فنية لا تُنسى
ما يجعل دنيا سمير غانم نجمة استثنائية هو قدرتها على التنقل بسلاسة بين التمثيل، الغناء، والكوميديا، دون أن تفقد بريقها في أي منها، هي فنانة لا تكتفي بما حققته، بل تسعى دائمًا لإثبات أنها ليست مجرد امتداد لعائلة فنية عريقة، بل موهبة أصيلة قادرة على أن تترك بصمتها الخاصة، وهو ما يجعلها اليوم واحدة من أهم نجمات جيلها وأكثرهن تميزًا.