الجريدة العربية الاولى عند التأسيس ناطقة باللغة العربية والانجليزية والفرنسية ..مقرها لندن والقاهرة وقريبا فى دول الخليج و المغرب العربى

رئيس التحرير
محمد العطيفي
الشرق تريبيون
مستقلة. سياسية. دولية
الصوت العربي الى العالم
عاجل
اخبار الإقتصاد

توقعات بتأثيرات محدودة.. أمريكا تعاقب الهند بـ50% رسوم للضغط على النفط الروسي

توقعات بتأثيرات محدودة.. أمريكا تعاقب الهند بـ50% رسوم للضغط على النفط الروسي

الشرق تريبيون-متابعات 

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على جميع الواردات من الهند، ليرتفع الإجمالي إلى 50%، مبررًا قراره باستمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي وسط الحرب في أوكرانيا، ما يهدد بتأجيج التوترات بين أكبر البلدين ويضع العلاقات التجارية والإستراتيجية على المحك، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

ونشر البيت الأبيض، أمس الأربعاء، أمرًا تنفيذيًا جديدًا يقضي بفرض الرسوم الإضافية، فيما صرح ترامب بأنه "من الضروري والمناسب فرض رسم جمركي إضافي على واردات السلع من الهند، التي تستورد بشكل مباشر أو غير مباشر النفط من الاتحاد الروسي"، وفقًا لـ"فايننشال تايمز".

جاء هذا القرار بعد ساعات قليلة من لقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.

مصلحة وطنية

من جهتها، ردَّت وزارة الخارجية الهندية بقوة على هذا الإجراء، وأكد المتحدث الرسمي راندير جايسوال أن واردات النفط الهندية "تستند إلى عوامل السوق وتهدف بشكل عام إلى ضمان أمن الطاقة لـ1.4 مليار هندي".

وأضاف "جايسوال" أن الولايات المتحدة اختارت "فرض رسوم إضافية على الهند لأعمال تقوم بها عدة دول أخرى أيضًا لمصلحتها الوطنية"، واصفًا هذه الإجراءات بأنها "غير عادلة وغير مبررة وغير معقولة".

أرقام صادمة

وفقًا لمسؤول في البيت الأبيض، ستدخل الرسوم الإضافية حيز التنفيذ في 27 أغسطس الجاري، ما يعني أن الواردات الهندية الخاضعة للرسوم ستواجه إجمالي رسوم جمركية بنسبة 50%، نظرًا لأن الهند كانت تواجه بالفعل رسومًا بنسبة 25% على صادراتها للولايات المتحدة بسبب فشل التوصل لاتفاقية تجارية، في حين كان البلدان على وشك التوصل لاتفاق تجاري مؤقت قبل أسابيع قليلة.

وتكشف بيانات الجمارك الهندية أن نيودلهي استوردت ما قيمته 19.5 مليار دولار من النفط الروسي في الأشهر الخمسة الأولى من 2025، بينما بلغت إجمالي وارداتها من النفط الروسي منذ الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022 نحو 137 مليار دولار، بحسب "فايننشال تايمز".

اجتماع ويتكوف وبوتين

جاء قرار ترامب رغم الاجتماع "المثمر" بين المبعوث الأمريكي ويتكوف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما وصفه المسؤول الروسي يوري أوشاكوف، مستشار بوتين للسياسة الخارجية، الذي أكد أن "روسيا نقلت إشارات للجانب الأمريكي حول القضية الأوكرانية وتلقت إشارات مقابلة من ترامب".

وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن الاجتماع "سار بشكل جيد"، لكن "العقوبات الثانوية لا يزال من المتوقع تنفيذها غدًا الجمعة".

بعد لقاء ويتكوف مع بوتين مباشرة، تحدث ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والقادة الأوروبيين، وقال زيلينسكي في بيان: "ناقشنا ما تم عرضه في موسكو"، دون تقديم تفاصيل إضافية.

وأعلن ترامب لاحقًا أنه "منفتح" على لقاء الزعيم الروسي وكذلك زيلينسكي، رغم أن مسؤولي البيت الأبيض قالوا إن مكان المحادثات لم يتم تحديده بعد.

تأثير محدود

يشير محللون إلى أن التأثير المباشر على الهند قد يكون محدودًا نسبيًا، إذ تمثل صادراتها للولايات المتحدة البالغة 86.5 مليار دولار نحو 2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي في العام المالي 2024-2025، نظرًا لاعتماد الاقتصاد الهندي بشكل كبير على الطلب المحلي وليس التجارة الخارجية.

لكن المحللين يحذرون من تداعيات أوسع على الثقة والاستثمار، وقال علق جيريمي زوك، مدير التصنيفات السيادية لآسيا والمحيط الهادئ في وكالة "فيتش ريتنجز": "الضربة الاقتصادية المباشرة من الرسوم الأعلى لن تكون كبيرة، لكن هذا قد يؤثر سلبًا على معنويات المستثمرين، خاصة أن الهند كانت تحاول وضع نفسها كوجهة لإستراتيجية (الصين زائد واحد)"، في إشارة إلى سعي الشركات متعددة الجنسيات لتنويع سلاسل التوريد الخاصة بها بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الصين، واختيار الهند كبديل أو شريك إضافي في عمليات التصنيع والإنتاج.

يهدد هذا التصعيد بإلحاق الضرر بالعلاقة الإستراتيجية الأوسع بين البلدين، خاصة في قطاعي الدفاع والتكنولوجيا، إذ تسعى حكومة ناريندرا مودي لجذب استثمارات من شركات عملاقة، مثل أبل التي تنتج الآن معظم هواتف أيفون المباعة في أمريكا من مصانع في جنوب الهند.

وحذر جوبال نادادور، نائب الرئيس الأول في "مجموعة آسيا" في نيودلهي، من أن "الخطاب من واشنطن يخاطر بعكس عقود من التقدم الدؤوب في (شراكة القرن الـ21)، لكن الطرفين لا يزالان متفاعلين".

 

رغم ذلك، تبقى شركة أبل محمية حاليًا بفضل إعفاء مؤقت للإلكترونيات الاستهلاكية، كما أشار محلل "مورجان ستانلي" إريك وودرينج، بينما تواجه الرسوم الجديدة خطر إلحاق الضرر بالمستوردين الأمريكيين أيضًا.

إضافة تعليق

لن يتم نشر البريد الإلكتروني

ذات صلة

الشرق تريبيون
عادة ما يتم الرد خلال 5 دقائق
الشرق تريبيون
أهلا وسَهلًا 👋

كيف يمكننا تقديم المساعدة؟
بدء المحادثة