الشرق تريبيون - متابعات
تعيش بولندا على وقع التهديد الروسي، الأمر الذي يدفعها إلى تعزيز سياستها الدفاعية، وهو ما يوافق رغبة رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، في استخدام الألغام الأرضية والقنابل العنقودية مرة أخرى، كما شمل اقتراح رئيس الوزراء البولندي الذي اعتبره ضروريًا، تدريب كل رجل بالغ على الحرب.
وخلال تواجد دونالد توسك في مجلس النواب البولندي، أكد أنه يتعين على أوروبا أن تهتم بأمنها مع الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، واستثمار المزيد في قدراتها الدفاعية بنسبة تصل إلى خمسة في المئة من الناتج الاقتصادي، بحسب موقع "تاجو شاو" الألماني.
ووجه رئيس وزراء بولندا، وزير الدفاع بدراسة انسحاب بولندا من اتفاقية أوتاوا وربما من اتفاقية دبلن، والتي تخص كل من الألغام المضادة للأفراد والأسلحة العنقودية.
أوتاوا ودبلن هما اتفاقيتان تحظران أنظمة الأسلحة المصممة خصيصًا لإصابة أو قتل الناس، وبما أن هذه القنابل تظل في كثير من الأحيان في الأرض على شكل قنابل غير منفجرة، فإنها تؤثر بشكل خاص على السكان المدنيين، حتى بعد انتهاء القتال الفعلي منذ فترة طويلة.
وفي ظل اعتقاد بولندا استعدادها للهجوم الروسي، فقد حصنت حدودها الشرقية عسكريًا منذ أشهر، بالدبابات والمخابئ وشريط مخصص للألغام الأرضية، ويقال إنه من المفترض أن يتم نشرهم في حالة الطوارئ فقط.
ويذهب توسك إلى أبعد من ذلك، إذ إن هدفه زيادة 300 ألف جندي، وهو من شأنه أن يمنح البلاد أكبر قوة عسكرية في أوروبا، ليصل إلى نصف مليون جندي بما في ذلك الاحتياطيات، وقد يصل إلى هذا الغرض بتدريب كل رجل بالغ في بولندا على حالة الحرب.
ولا يعني هذا بحسب رئيس الوزراء البولندي إعادة فرض التجنيد الإجباري، الذي تم إلغاؤه في عام 2009، بل إنه بمثابة حافز للمشاركة في الدورات التدريبية العسكرية التطوعية.
في الوقت نفسه قلل رئيس الوزراء البولندي من مخاوف بلاده من روسيا، قائلاً: "إن 500 مليون أوروبي يتوسلون إلى 300 مليون أمريكي لحمايتهم من 140 مليون روسي لم يتمكنوا من هزيمة 40 مليون أوكراني لمدة ثلاث سنوات".
وبحسب آخر تقرير صادر عن تحالف الذخائر العنقودية، قُتل أو أصيب 1172 شخصًا حول العالم بسبب الذخائر العنقودية العام الماضي، وهذا هو أعلى عدد من الضحايا يسجله المرصد السنوي للقنابل العنقودية منذ نشره لأول مرة في عام 2010، تشير المعلومات إلى أن 95 بالمئة من إجمالي القتلى والجرحى المسجلين كانوا من السكان المدنيين.