الشرق تريبيون - متابعات
تستعد ساحة "تيان آن من" في الصين لاحتضان أضخم عرض عسكري في تاريخ البلاد الحديث، بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية.
المشهد المرتقب لن يكون مجرد استعراض تقليدي للقوة، بل رسالة سياسية وعسكرية عميقة للعالم، تكشف فيها بكين عن أحدث أسلحتها وتقنياتها المتطورة، في عرض يدمج بين رمزية الماضي وقوة الحاضر وطموحات المستقبل.
قفزة نوعية
وفقًا لصحيفة جلوبال تايمز الصينية، فإن جميع المعدات التي ستشارك في العرض من الإنتاج الوطني وتعتبر من أحدث التجهيزات القتالية الفعّالة. ويؤكد الخبراء أن هذه الخطوة تجسد التحول التاريخي الذي حققته الصين في مجال بناء قواتها المسلحة، بما في ذلك أنظمة التسليح الذكية والتقنيات المتقدمة التي تواكب متطلبات الحروب الحديثة.
العرض سيشهد مشاركة نسبة كبيرة من المعدات التي تظهر لأول مرة، إلى جانب ارتفاع حصة القوات الجديدة ذات الطبيعة التكنولوجية مثل الدفاع السيبراني، الحرب الإلكترونية، والطائرات المسيرّة، في إشارة إلى توجه الصين نحو تعزيز قدراتها في مجالات القتال المستقبلي
أبرز ملامح العرض العسكري
نقلت جلوبال تايمز عن التقارير الرسمية قولها: "ثلاث سمات رئيسية تميز الاستعراض هذا العام أولها، منظومات قتالية متكاملة من أحدث الدبابات، المقاتلات، الطائرات الحاملة، وأنظمة الدعم، وترتيب القوات وفق وحدات قتالية متكاملة تعكس قدرة الجيش الصيني على خوض عمليات مشتركة عالية الكفاءة، وثانيها قوات الذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية، وتشمل استعراض للطائرات المسيّرة، أنظمة الطاقة الموجهة، وأجهزة التشويش الإلكتروني، إلى جانب قدرات متطورة في مجال الحرب الشبكية، ما يعكس إدراك الصين لطبيعة الصراع التكنولوجي المتنامي في الحروب الحديثة
كذلك يميز العرض القدرات الإستراتيجية والردع، ويشمل استعراض أنظمة صاروخية متقدمة تضم الصواريخ الباليستية، الدفاع الجوي المضاد للصواريخ، والأسلحة فرط الصوتية، في رسالة واضحة عن قدرة الصين على تعزيز الردع الاستراتيجي والحفاظ على أمنها القومي.
ويشهد الحدث، أيضًا، استعراضًا جويًا استثنائيًا، إذ ستشارك أحدث المقاتلات والقاذفات والطائرات الداعمة، بما في ذلك طائرات الإنذار المبكر والمقاتلات الشبحية. بعض هذه الطرازات ستظهر لأول مرة أمام الجمهور، ما يجعل العرض الجوي أحد أكثر الفعاليات المرتقبة.
استعدادات ضخمة
العرض لم يكن وليد اللحظة، بل سبقته ثلاث تدريبات شاملة خلال شهر أغسطس، شارك فيها عشرات الآلاف من الجنود والفرق الفنية. هذه التدريبات شملت محاكاة دقيقة لكل مراحل الاستعراض، من تنظيم الحشود وحتى الجاهزية للتعامل مع أي طارئ.