الشرق تريبيون- اخبار
خلال الأيام الماضية، انكشفت في دولة الاحتلال الإسرائيلي فضيحة فساد كبرى طالت مئات المسؤولين في الهستدروت، فيما يعرف باسم قضية "مصافحة اليد"، حيث داهمت الشرطة المكاتب واعتقلت عددًا من كبار الشخصيات في منظمة العمال والحكومة المحلية، بمن فيهم رؤساء بلديات.
ويعتبر الهستدروت حكومة ثانية في إسرائيل، ولها هيئاته التشريعية والتنفيذية والقضائية، إذ تتألف من نقابات عمالية ومهنية متنوعة تمثل قطاعات واسعة من العمال والموظفين والفلاحين وغيرهم، وشكّلت منذ إنشائها، بحسب مركز دراسات مدار الفلسطيني، قوة اقتصادية واجتماعية لفترة طويلة.
مصافحة اليد
وتُعد القضية من أخطر القضايا التي شهدتها إسرائيل في السنوات الأخيرة، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، حيث تم استجواب ما يقرب من 350 شخصًا، أكثرهم مسؤولون كبار في القطاع الاقتصادي، من بينهم 35 شخصًا أُلقي القبض عليهم بالفعل.
ومن بين أبرز المتورطين في قضية "مصافحة اليد" رئيس الهستدروت أرنون بار دافيد، وزوجته هيلا كانيستر بار دافيد، ورجل الأعمال والعضو الكبير في الهستدروت عزرا جباي وابنه، إلى جانب العديد من رؤساء البلديات والمسؤولين في الحكومة المحلية.
أصول الهستدروت
وتشتبه الشرطة الإسرائيلية في أن بعض كبار المسؤولين الذين خضعوا للتحقيق وتم سجنهم تورطوا في قضية فساد كبرى، تكمن في قيامهم ببيع أصول تابعة للهستدروت بملايين الشواكل – العملة الإسرائيلية – واقتطاع جزء من عائدات البيع عبر وسيط أو شركة وساطة، كان سيتم تمرير الأموال من خلالهم بهدف طمس الأدلة وتعقيد عملية تتبع الأموال.
تم القيام بموجة كبيرة من الاعتقالات، وتم تمديد احتجاز المشتبه بهم الرئيسيين في القضية –رئيس الهستدروت وزوجته ورجل الأعمال– ثمانية أيام، كما تم تمديد احتجاز رئيس لجنة عمال السكك الحديدية الإسرائيلية خمسة أيام، ولكن القضية لم تقف عند بيع الأصول فقط.
عدة مستويات
وبحسب المحققين، كان هناك عدة مستويات فساد في القضية، تورط فيها مسؤولون كبار في الاتحاد العام للعمال، والسلطات المحلية، والشركات، وعالم الرياضة، والمؤسسات الحكومية، في تلقي رشاوى ومزايا من رجال أعمال مقابل الترويج لأعمالهم وتحقيق الأرباح.
وتبين أن رجل الأعمال عزرا جباي، الذي يعتبر من الشخصيات البارزة في الهستدروت ويدير شركة تأمين كبيرة، استغل قربه من رئيس الهستدروت للتأثير على التعيينات في شركات مختلفة، وحصل بدوره بار دافيد، رئيس الهستدروت، على أموال وفوائد أخرى.
أخطر القضايا
وعلى مر السنين، نجح رجل الأعمال الإسرائيلي في بناء علاقاته مع مسؤولين في شركات حكومية وكبرى الشركات في الاقتصاد، تحت عباءة رئيس الهستدروت، وكان يستغل نفوذه لتعيين الأشخاص ودعم شخصيات للفوز في الانتخابات المحلية، وكانت زوجة رئيس الهستدروت تتوسط في الرشوة وكانت بمثابة خيط رفيع في الأحداث المختلفة.
وفي السياق ذاته، تحاول الشرطة إعادة مسؤول في السلطة المحلية يشغل منصبًا رفيعًا في إحدى البلديات بوسط الاحتلال، قرر عدم العودة وتمديد إقامته أثناء وجوده في وفد رسمي إلى أوروبا، بعد علمه بمداهمة مكتبه وسط تحقيقات فساد الهستدروت.
وأكد مسؤول كبير في الشرطة لصحيفة "جيروزاليم بوست" أنهم أمام أسابيع من التحقيق المعقد والموسع، وسيتم استدعاء شخصيات بارزة في الاقتصاد الإسرائيلي إلى غرف الاستجواب، واصفًا القضية بأنها من أخطر القضايا التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، والتي ستشهد المزيد من الاعتقالات.