الجمعة, أبريل 26, 2024 02:31:21 لندن

دونالد ترامب يقود ثورة حقيقية ربما تقود الى الاستقرار العالمى

  • 22/01/2017 09:49:00 ص
  • |
  • رئيس التحرير


بقلم : محمد العطيفى

الرئيس الامريكى دونالد ترامب  والذى تم تنصيبه كرئيس جديد للولايات المتحدة خلفا للرئيس باراك أوباما أحدى الشخصيات الجدلية التى تلتقى وتتنافر الاراء حولها . فبالعودة الى الحملة الأنتخابية التى وقفت ضده فيها هيلارى كلينتون والتى دعم حملتها العديد من قصيرى النظر وفهم التغيرات الدولية أغدقوا بسخاء على هذه الحملة التى ولدت فاشلة ،  سنجد العديد من الصعوبات والعراقيل التى كانت تهدف الى الحد من قدرات الملياردير ( ترامب ) للفوز بهذا السباق الرئاسى. و نظرا للتصريحات الجريئة والقنابل الموقوتة التى كان يدلى بها ترامب بكل ثقة دون تردد، أو حتى اختيار الفاظ أدلى بها  دون  مواربة أو دبلوماسية  وانتقدها العديد من القادة واطلقوا عليها ( وقاحة ترامب ).ليأتى ترامب ويتوج انتصار اليمين المتطرف فى العالم وماتحمله هذه الافكار من عودة الى القومية .

واجه ترامب فى البداية الحرب من الديمقراطيين التى عبرت عنها هيلارى كلينتون  ووصلت الى الحرب عليه من جبهات عديدة  منها حزبه فى الداخل ليس هذا فحسب ، بل من النخبة الأقتصادية والاعلام  على المستويين المحلى والعالمى . وعلى ارض الواقع لم يتردد (ترامب ) فى أن يغير من اللهجة بل استمر بها ، مما  جعل العاملين فى أدارة أوباما أن فرص وصول (ترامب ) للسلطة بشبه المستحيل لدرجة أن أحد سفراء امريكا قال لبعض المقربين منه " ترامب لايراه أحد رئيسا قادم لأمريكا ".فخالف الرئيس الجديد التوقعات بعد حملة انتخابية استمرت 17 شهرا . بين أسهم شعبية ترتفع وتنخفض تارة اخرى .

وبعد تنصيبه كرئيسا جديدا للولايات المتحدة وبكلمات قليلة رسم  الرئيس الجديد  (ترامب) ملامح المرحلة المقبلة مستندا الى تصريحاته القوية التى تحدث عنها أثناء حملته الانتخابية .  فى الوقت نفسه كان يقف  العديد من ابناء الشعب الامريكى المعارضين للرجل  فى الشوارع رافضين( ترامب )بسبب كلمات ومكيدة  ووصية هيلارى كلينتون فى خطاب الهزيمة. فهذه السيدة استطاعت أن تحرض الشعب العربى للوقوف فى الشارع وخلق حالة عدم الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط  روت دماء الشعب العربى الطاهرة التراب وشردت العديد من الابرياء يدفع العالم ثمنها اليوم .أما فى امريكا  فالهزيمة القاسية  كانت واضحة فى خطابها  الأخير لجمهورها والدموع تزرف من عيونها محرضة هذه الجماهير الامريكية للوقوف واستخدام وسائل التواصل الأجتماعى حتى لايهنأ الرئيس الجديد بالسلطة ، وتهديد مسيرته من اليوم الأول لتوليه سدة الحكم .وما قالته عن انقسام الشعب الامريكى والانتقال السلمى للسلطة ماهو الا تكريس للانقسام الحقيقى الذى ينم عن رغبتها الحقيقية فى أن تعطى الرئيس الجديد لطمة قوية نتيجة تجرعها لمرارة كأس الهزيمة  وبعدها عن دوائر صناعة القرار وعن الاضواء التى احاطتها لفترات طويلة .يدفع ثمنها المتعاطفين معها .

لكن يبقى السؤال ! هل سيستطيع ترامب أن يقلب الطاولة بما عليها على الديمقراطيين ويلقن هيلارى كلينتون الدرس تلو الآخر ، وأن يتغلب  ويتخلص من الارض التى زرعت بالالغام من خصومة أمام مسيرته الجديدة ؟

ترامب فى الواقع ومن خلال حملته يعيد الى الأذهان معاهدة ( ويستفاليا 1648 ) والدولة القومية التى تحارب بأسم الوطن وفى سبيل السيادة . والبعد كل البعد عن الحروب بأسم الدين وتحبيذ الصلح بين المجتمعات المتناحرة ليعم السلام المجتمعى الذى يقود الى الرخاء ، والذى يخفف من حدة الاضطراب العالمى .وهذا يعتبر جزء من المفاهيم الجديدة لما يسمى ( اليمين المتطرف أو اليمين المعتدل) فى هذه الايام  .فهو يعلن كراهيته للهجرة علانية ؛ وضد توغل الشركات العالمية والسيطرة الأقتصادية لأشخاص محدودة تبيح توسيع رقعة الفقر بين الشعوب ، وتعيد للدولة القومية أمجادها من حيث السيادة وصناعة القرار .

فتصريحات ترامب فى الكلمات القليلة التى بدأ بها رئاسته للولايات المتحدة بين مؤيد ومعارض . واستشهد بما قاله ميكافيللى الذى يعتبر جوهر الفكر للجمهوريين  " ان الناس يحزنون لأنتزاع ملكية منهم ، حزنا يفوق حزنهم على موت أب أو أخ ، لأن الموت ينسى أما الثروة فلاتنسى أبدا "وهذا بدوره الذى ساعد العديد من الشركات العالمية المتوحشة والمتوغلة فى العالم أن تقف ضد نجاح ترامب.

فبدأ ترامب الكلمة قال فيها بعد اداء اليمين الدستورية  انتقد العديد من الاوضاع " على مدى فترة طويلة جدا، حصدت مجموعة صغيرة في عاصمة بلادنا مزايا حكومية في حين تحمّل الناس التكلفة. ازدهرت واشنطن، ولكن الناس لم تتقاسم ثروتها. ازدهر السياسيون، لكن الوظائف اضمحلت والمصانع أُغلقت.

كانت المؤسّسة السياسية تحمي نفسها ولكنها لم تكن تحمي مواطني بلدنا. لم تكن انتصاراتهم انتصارات لكم. ولم يكن فوزهم فوزا لكم. واضاف ترامب إن الرجال والنساء المنسيين في بلادنا لن يطويهم النسيان مرة أخرى.وأنفقنا تريليونات الدولارات خارج بلادنا في حين تهرّأت البنية التحتية لأمريكا وأصبحت في حالة سيئة يرثى لها. "

فيرى ترامب أن أمريكا أولا ، وأعادة السلطة للشعب ، ويدعم  رؤيته بأول قرار موقع منه انقلابا على سياسة الديمقراطيين بوقف رؤية اوباما فى الرعاية الصحية . كما صرح ترامب بأن حلف الناتو لم يعد مفيدا وهنا وضع أوروبا فى مأزق وتساؤلات حاولت تريزا ماى رئيسة وزراء بريطانيا أن تهدأ من روع كلماته لحين الالتقاء القريب بترامب وتستمع الى سياسته الجديدة وعودة الرومانسية فى العلاقات الامريكية البريطانية والحنين الى الايام السالفة بين مارجريت تاتشر والرئيس الامريكى ريجان . وتؤكد على أن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى كانت القراءة الصائبة للشعب البريطانى لفهم المتغيرات الدولية .

صرح ترامب بأنه سيحارب التطرف وأزالته من على وجه الارض مستندا الى القوة العسكرية الامريكية التى لن تتوانى فى استخدام الاسلحة النووية ، وهذا بدوره بات يقلق روسيا التى يحبذ ترامب العمل معها وفتح الصفحة التى أغلقها اوباما ودعمه الغرب فى الوقوف بقوة فى وجه روسيا والاختلاف معها وفرض الحظر عليها لخلافها مع اوكرانيا والملف السورى جوهر الخلاف السياسى بينهم.

وجه ترامب سهامه الى الصين ودعا الامريكيين لأستهلاك كل منتج امريكى وعودة الاستثمارات الامريكية الى الوطن لتنشيط ودعم الاقتصاد الامريكى لتستمر امريكا كدولة قوية عسكريا وأقتصاديا .

كل هذه التصريحات تؤكد أن هناك  ثورة جديدة تلوح فى الأفق  فى عالم السياسة يقودها ترامب من الممكن أن تكون النواه الجديدة لخلق حالة الاستقرارالعالمى بعيدا عن التراكمات السياسية والأخطاء الموروثة التى أدت الى مانعيشه اليوم من صراعات وحروب واضطراب عالمى أدى بدوره الى أن يطفو التطرف على سطح الأحداث ، وأرهاب أعمى لايعرف الوطن والامن والابرياء ضاربا عرض الحائط بكل انواع العرف والتقاليد التى قامت عليها المجتمعات ، ما يحتاجه عالمنا اليوم هو تنمية أقتصادية وأزدهار ينعم به العالم فى ظل الركود القوى الذى تعانى من آثارة كافة المجتمعات والدول بلا استثناء وعبودية ورق حديث لايفرق بين المرأة والرجل ولا الطفل أو الشيخ الكبير.

فهل سيستطيع ترامب أن يقود هذه الثورة  التى تحلم بها الدول والمجتمعات ويعلن تقدم اليمين بشقية المعتدل والمتطرف على أرض الواقع التى من الممكن أن تزلزل أركان الأتحاد الاوروبى وتهب رياح التغيير الجديد فى العالم .وخلق عالم متطور موحد تعم فيه الحرية والعدل الأجتماعى وترتفع فيه رايات الأزدهاروتعود السيادة للدولة القومية  يخلو من الارهاب والعنصرية المقيتة التى تهدم العالم . هذا ما ستسفر عنه الأيام القادمة من أدارة الرئيس الجديدة وأدارته التى ولدت بعد تركيز وتمحيص . 







اخر الاخبار

  • خطاب بايدن تهنئة لطالبان بأمارة اسلامية فى آسيا

    • 18/08/2021 02:06:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى مثيرا للجدل الخطاب الذى القاه الرئيس الأمريكى معلنا انسحابه من أفغانستان بعد سيطرة طالبان عليها بالكامل فى ساعات . وللحقيقة وهذه هى مسئولية الشعب الأمريكى أن يسأل ( بايدن ) عن خطورة هذا القرار وما نتج عنه وأمريكا كانت القوة التدميرية لها بعد الحادى عشر من سبتمبر وفى حربها على أفغانستان أى حربها على ( طالبان ) كانت بكل المقاييس من أقوى الحروب وتكلفة مالية لم يسبق لها مثيل ...

  • حقوق الأنسان بين الحقيقة والتصنع

    • 16/03/2021 08:16:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى كلمة " حقوق الانسان " اصبحت كلمة مطاطة عديمة للجدوى لأنها تفهم منقوصة ومجردة من أعماقها لدى المتشدقين بها . من الملاحظ انها يتم فهمها من نظرة ضيقة افقدتها أجمل المعانى التى نصت عليها القوانين الدولية التى نعترف بها . فمن قام بتجريد الكلمة من معانيها الحقيقية ، لتتحول للمنظور الضيق الذى تبناه ( رعاة عدم الفهم ) فى ظل نظام دولى ينتقى المفردات ، ويتحلل من معانيه...

  • مبادرة القاهرة للوضع فى ليبيا بداية للأستقرار فى ليبيا

    • 06/06/2020 08:47:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم محمد العطيفى استطاعت القاهرة اليوم أن تخرج بالمبادرة الهامة لخلق الاستقرار فى ليبيا وبداية الحوار بين الأطراف الليبية لأيجاد المخرج الصحيح من أزمة مدمرة عاشها الليبين تجرعوا فيها العديد من ويلات حروب وعدم استقرار . هذه المبادرة بمثابة خطة طريق للوصول الى الأمن والسلام المفقود فى ليبيا منذ عام 2011 وحتى هذه اللحظة وهى المخرج الوحيد الذى يجب فورا استثمارها كفرصة لن تعرض مرة اخرى بنوايا صاد...

  • الخروج من سجن الكورونا

    • 02/06/2020 06:40:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى يستعد العالم الى العودة الى ماقبل كورونا بعد أن هدد هذا الفيروس اللعين حياة البشر ؛ ليشهد عام 2020 منذ بدايته ولمدة نصف العام حالات هلع ورعب وخوف لم تشهدها البشرية الا منذ سنوات بعيدة لم تشهدها الأجيال الحالية من قبل . فكانت هناك العديد من الاوبئة والامراض التى فتكت بالشعوب سابقا منها على سبيل المثال لا الحصر الكوليرا ؛ الانفلونزا الاسبانية بالاضافة الى ايبولا والعديد من ال...

  • المحنة .. والمنحة

    • 15/04/2020 07:01:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم الاستاذة : الفة السلامى ماذا فعلت أزمة كورونا بالعالم ؟! انظروا من حولكم وتأملوا.. فجأة باريس تفقد عشاقها و رومانسيتها ؛ برج ايفيل والشانزليزيه يذرفان دموع الشوق على ثمانين مليونا من عشاقهما السائحين الذين سيهجرون محبوبتهم فرنسا هذا العام "بجنها وملائكتها"! شاهدوا ديزني لاند بين عشية وضحاها قافرة هجرها السحر والساحر.. ولومبارديا العاشقة الجريحة أضحت بلا قلب يتخاطف فيها الإيط...

  • القدس والاقصى الشريف بين التطبيع والتثقيف

    • 22/07/2019 12:10:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى التطبيع كلمة مخيفة لدى البعض من العرب ، هى كلمة تخويف وتحمل العديد من المفاهيم البالية لدى عالمنا العربى .لان جزء من افكاره أما مستقاه من الاعلام ، أو من أحاديث متداولة نتناقلها كالاساطير . عالمنا العربى كاره للعنصرية ، ويطالب بعدالة أجتماعية ، وديمقراطية وحقوق أنسان ، المدينة الفاضلة ( لافلاطون ) الا على نفسه ، لذا نحن المثاليون من خلال الرؤية الواحدة . سألت مرارا العديد...

  • القدس والاقصى الشريف بين التطبيع والتثقيف

    • 22/07/2019 12:09:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى التطبيع كلمة مخيفة لدى البعض من العرب ، هى كلمة تخويف وتحمل العديد من المفاهيم البالية لدى عالمنا العربى .لان جزء من افكاره أما مستقاه من الاعلام ، أو من أحاديث متداولة نتناقلها كالاساطير . عالمنا العربى كاره للعنصرية ، ويطالب بعدالة أجتماعية ، وديمقراطية وحقوق أنسان ، المدينة الفاضلة ( لافلاطون ) الا على نفسه ، لذا نحن المثاليون من خلال الرؤية الواحدة . سألت مرارا العديد...

  • صفقة القرن فى إجازة حتى ربيع ٢٠٢٠

    • 24/06/2019 02:48:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    تعتبر صفقة القرن هى الشغل الشاغل بين كابوس يراه البعض وآخر يرى أنه الأمل فى نهاية الصراع العربى الفلسطينى الذى تقارب من عمر يتجاوز مائة عام . وبالرغم من مبادرات للحل الا انها تقابل بالرفض أو بالتعنت من الجانب الاسرائيلى ، الذى لايرتدع بل لاتشغله القرارات الدولية فى قضية تحتاج المرونة وتقديم التنازلات من كلا الجانبين اذا كانت هناك رغبة ونية صادقة من أجل السلام الذى يرتضى به الطرفين المتنازعين ...

  • ليبيا بين الواقع وعدم رؤية للمستقبل

    • 04/05/2019 09:04:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى قررت كتابة هذا المقال ونحن نستعد لنستقبل شهر كريم هو شهر رمضان المعظم شهر التسامح شهر الله وتلبية لرغبة العديد من الليبيين والليبيات ممن اتصل بهم من مدن شتى على الاراضى الليبية . - طال أمد الصراع فى ليبيا منذ عام 2011 ، والعالم يتمنى لها الاستقرار والعودة ليكون لها دورا فعالا على الساحة الاقليمية والدولية . لكن من الواضح انها غرقت فى آتون الحرب الاهلية منذ عام 2011 ور...

  • الى ما يسمون الاسلام السياسى ... انتهى الدرس ايها الارهابيون

    • 27/04/2019 04:11:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى رغم الدروس الكثيرة التى عاشها العالم العربى ، والتى جعلت من المواطن العربى اليوم أكثر نضوجا وفهما وقدرة على التمييز بين ماهو بخس وماهو نفيس ، الا أن التيارات الاسلامية وهى تلفظ انفاسها الاخيرة على عتبة الوعى الشعبى العربى ، والذى ينتفض اليوم هم من ينفضون غبار سنوات مرت اليمة ، لم يجد فيها المواطن العربى سوى زيف ودجل اهل هذا التيار الذين كانوا يتمنوا فى يوم ما رضى الدولة...


التعليقات

اضف تعليق