أجرى الحوار معه للشرق تريبيون : الاعلامى هشام فريد
حاييم كورين هو السفير الاسرائيلى بمصر والذى انتهت فترة عمله ليعود بعدها لاسرائيل . شغل العديد من المناصب فى الخارجية الاسرائلية فعمل بقنصلية اسرائيل فى شيكاغو والاسكندرية .
فى يناير 2012 تم تعيينه سفيرًا لإسرائيل بجنوب السودان، وتم تعيينه سفيرا للقاهرة فى أكتوبر من عام 2013 عقب قرار لجنة التعيينات بوزارة الخارجية الإسرائيلية
لم يتحدث كثيرا السفير حاييم كزرين كثيرا للاعلام . وكان لقاء توفيق عكاشة النائب المفصول من البرلمان المصرى والاعلامى عديد من التساؤلات التى اثارت ضجة .
استغلت الشرق تريبيون فرصة انتهاء عمل السفير السفير الاسرائيلى بمصر لتلتقى به وتتحدث معه فى العديد من النقاط . ووافق السفير فى الحديث الى الزميل هشام فريد الذى يجيد اللغة العبرية ، رغم أن السفير تحدث معه باللغة العربية
بعد ان رحب السفير ومكتبه بهشام فريد بدأبطرح اسئلته عليه بدايه سألة :
@ ماهى المدة التى قضيتها فى مصر ؟
أجاب : تقريبا عامين ونصف . لكن سبق لى العمل فى القاهرة فى فترة الثمانينيات حيث كنت أعمل فى الأسكندرية . والأسكندرية بالفعل هى عروس البحر المتوسط وله مكانة خاصة فى نفسى بل فى نفس كل من يزورها .
@ تقيمك لفترة وجودك بالقاهرة ؟
أجاب : لوجودى هنا فى مصر منزلة رفيعة لخصوصية المكان . فمصر ومن هنا ترى أنك فى قلب الشرق الأوسط ، والعلاقات بين بلدينا مهمة جدا . وأؤكد لك أن العلاقات فى السنوات الأخيرة ممتازة جدا . خصوصا أن العلاقة بين الدولتين والشعبين هامة وتنال خصوصية كبيرة لدى الدولتين وتنال كل الأهتمام من السياسيين فى كلا من مصر واسرائيل .
@ سعادة السفير ..ماهى الأنجازات التى قمت بها اثناء توليك منصبك كسفير لاسرائيل فى مصر ؟
أجاب : المشروع المهم للسفارة فى الفترة الماضية تركز فى ( مجال التواصل الأجتماعى ) وهذا اعطانا الفرصة للتواصل المباشر مع المصريين بعيدا عن الأعلام الرسمى . وكانت هناك فرصة ومساحة واسعة للخبراء لدينا هنا فى السفارة للاجابة فى العديد من النواحى التى تهم الشعبين على العديد من الأصعدة منها التعاون السياسى والأقتصادى وفى شتى مجالات الحياة الطبيعية لكل المهتمين بأى شأن يخصهم فى التعاون المشترك والمثمر . ولا أخفى عليك سرا أن جدول أعمالى فى القاهرة ملىء بالنشاطات ومزدحم جدا . وهذا يوضح مدى أهتمامنا بعمق ومدى العلاقة مع الشعب المصرى الذى يعتبر قلب الشرق الأوسط .فانا مهتم بالعلاقات التى تخص البلدين . وقال وهو يبتسم وتتذكر لقائى بعضو البرلمان عكاشة ةالصخب الذى صاحب الزيارة هذا جزء من عملى
@ متى تعود السفارة الأسرائلية للعمل على ما كانت عليه فى الماضى ؟
أجاب :سؤال مهم . أن شاء الله قريبا . ونحن نتطلع فى القريب لعودة السفارة للعمل بكامل أعضائها وقوتها التى كانت عليه فى السابق . لكن هذا يحتاج لبعض الوقت لاننا نتفهم المشكلة جيدة . فنحن نعمل جيدا حتى فى الظروف الحالية والتنسيق بين البلدين على أعلى المستويات . نتمنى عودة الدبلوماسيين وعائلاتهم و نتطلع لعودة ابناء الدبلوماسيين الى مدارسهم فى مصر . وهذا ما نتوقعه فى القريب . هذا ايضا شأن صاحب البيت الذى يستضيفنا و العلاقة مع اسرائيل .
@ متى تعود شركة العال ( الطيران الأسرائيلى ) لرحلاتها بين مصر وأسرائيل ؟
أجاب : شركة العال هى شركة خاصة وغير خاضعة للدولة فى اسرائيل . واصحابها هنا ممثلها هنا فى الزمالك مكتبه بالقاهرة يستعدون لعودة الرحلات بين البلدين . وفى الحقيقة من قرر وقف الرحلات أصحابها وذلك راجع الى سبب أقتصادى هو من كان وراء وقف الرحلات . لكن نأمل بعودتها فى ظل بداية عودة الأمن الى مصر الذى بدوره يلعب دور فى العديد من الأمور وزيادة حجم التعاون بين البلدين .
@ متى يزور نتنياهو مصر ؟
أجاب : هذا سؤال كبير . انت تعلم الظروف الحالية فى الشرق الأوسط من الجانبين . وتقدم جهود السلام يحتاج الى تفهم وعمل دائم . ونحن نعمل جيدا فى علاقاتنا المشتركة بين مصر واسرائيل بعيدا عن الأعلام . والعلاقات جيدة بين البلدين فنتوقع فى أى لحظة أن تتم الزيارة .وايضا هذا يتوقف على دعوة الرئيس السيسى لزيارة رئيس الوزراء .
@ هل دعوتم الرئيس السيسى لزيارة اسرائيل ؟
أجاب : الوضع المصرى صعب جدا ونحن نثمن مجهودات الرئيس السيسى ونتفهم مدى الملفات الكثيرة الملقاه على عاتقه منها ملف الأرهاب والملف الليبى ولذلك الرئيس المصرى حاليا أكثر أهتماما فى المرحلة المصرية ، خصوصا أن مصر تعيش ظروف خاصة حاليا . ولاننسى أن الرئيس السيسى اتى بعد 30 سنة من حكم الرئيس مبارك حيث شهدت العلاقة بين مصر واسرائيل مرحلة هدوء دون حراك .فليس فى يوم واحد أن تكون العلاقات بين اسرائيل ومصر بهذه السهولة من وجهة نظر المواطن المصرى ففى اللحظة المناسبة ستكون هناك الدعوة للرئيس السيسى .
حاليا نحن نتواصل مع الجامعة العربية خصوصا أن الجامعة العربية هى التى تشرف على المبادرات الخاصة بالسلام .وهذا ما تحدثت عنه القيادة المصرية . فمن الصعب ان نسمع غذا ان هناك مبادرة سلام فلسطينية اسرائلية .. مصر ترعى الامور ودعنا نرى .
@ لماذا رفض رئيس الوزراء نتنياهو المبادرة الفرنسية ؟
أجاب : هو لم يرفضها . لكنها غير مجدية ، لانها ترى فى حالة فشل المفاوضات يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية من طرف واحد بعد 18 شهر . لكن نحن نفضل أن تكون القناة الحوارية مصرية وليست غربية . فالمصريين هم أكثر تفهما للقضية من الفرنسيين أو جهات اخرى لها رؤية فى الحل .رؤية الحكومة الاسرائلية تفضل الحل عن طريق مصر والعرب ..بكل وضوح نحن نرغب فى الحل المصرى .
@ لماذا رفضتم المبادرة السعودية ؟
أجاب : لم ترفض ايضا المبادرة . لكن اسرائيل لم تقوم بالرد أو الجواب عليه أذن هى لم ترفض أو تقبل اذا صح القول .
@ ما هو مستوى العلاقة بينكم وبين السودان خصوصا انت كنت أحد السفراء هناك ؟هل يعمل البشير ضد مصالح مصر
أجاب : السؤال صعب ..نحن نتحدث عن شمال السودان وجنوب السودان . ليس لنا علاقة ولاحدود تربطنا بالسودان . ونحن نتفهم مدى عمق العلاقة السودانية المصرية والتى عمرها يتعدى 2000 عاما . وهذا ليس مصلحة اسرائلية . ورأينا ليس مهم فى هذا الشأن . نحن نعرف أن البشير لديه مشاكل مع كل جيرانه . ونعرف علاقات البشير بالارهاب . هو أيضا مسئول عن الابادة الجماعية فى دارفور ولديه مشكلة عالمية وحاليا يتقرب من السعودية . ومطلوب للمحكمة الدولية فى لاهاى . فهو ( مجرم دولى ) ونحن ليس لنا مصلحة نهائيا بالسودان . مصلحتنا هى مع جنوب السودان ولدينا مصلحة فى التقدم والتطور فى جنوب السودان .عندنا علاقات جيدة مع دول عديدة فى افريقيا . هل تعلم انه مكتوب فى الجواز السودانى السفر لكافة دول العالم عدا اسرائيل . وهناك كتاب فى المكتب الثقافى بالعربى علاقة اسرائيل بدول افريقيا .
@ هل سفر نتنياهو لأثيوبيا ليدعم أثيوبيا فى بناء سد النهضة ؟
أجاب : سفر نتنياهو هو لعدة دول افريقية فى الشهر القادم يوليو . ونحن بعيدين كل البعد عن موضوع النيل وسد النهضة لأن هذا شأن مصرى اثيوبى . وليس لنا اى شأن نحن علاقاتنا جيدة بمصر وجيدة باثيوبيا . وسفر نتنياهو هو لأوعندا لان أخو نتنياهو كان قائد القوات للكوماندز الذى شارك فى تحرير الطائرة المختطفة بواسطة الفلسطينين فى مطار عنتابى عام 1976 فى عهد عيدى امين . وتوفى هناك ولهذا السبب سيسافر الى أوغندا لهذه الذكرى التى توفى فيها اخوه . وسيزور عدة دول افريقية على هامش حضورة المناسبة فى أوغندا .
@ مامدى التعاون المصرى الأسرائيلى فى الحرب على الأرهاب ؟
أجاب : الأرهاب فى سيناء مازال لم يتم القضاء عليه . رغم التعاون المصرى الاسرائيلى الجيد . وللحقيقة التعاون بيننا ممتاز . والعالم يتغير بسرعة . المشكلة فى سيناء . حماس فى الواقع تعتبر مشكلة كبرى بين مصر واسرائيل . الارهاب هو تعاون بين داعش والأخوان وحماس والجهاد الاسلامى والعديد من الجماعات الاسلامية المتشددة . المشاكل فى المنطقة وتنامى الارهاب متعدد. السودان ، اليمن ، سوريا ، العراق ودول أخرى وهذا يعتبر تهديد للعديد من الدول مثل مصر والأردن والسعودية وللامارات ولاسرائيل ولكل المنطقة .
@ لماذا يستمر الارهاب وهناك تعاون دولى يرغب فى القضاء عليه ؟
أجاب : هذا أمر طبيعى ، فالفكرة متطرفة ، ولديها المال الداعم للفكرة المتطرفة . عودة الحكم الاسلامى تتبناها ( الجهاد . حماس . داعش . الأخوان . كل الجماعات الاسلامية المتطرفة ) هذا هو المفهوم ، عودة الأمامة وعودة الدولة الاسلامية كما كانت فى العهد العثمانى . وهذا المفهوم يهدد الدول العربية . لو عادت الدولة الأسلامية أذن لاتحتاج للدول العربية . لن نحتاج لمصر أو الأردن أو السعودية على سبيل المثال ..فهذا المفهوم المتطرف الرغبة منه هو انها الدولة فى العالم العربى .هذا فكر مشترك لكل هذه الجماعات الارهابية ..ويتبناه حزب الله من المفهوم الشيعى .
@ موردخاى قال " هناك اتفاق بين امريكا واسرائيل لتقسيم المنطقة " ؟ايضا شيمون بريز كتب عن هذا الموضوع ؟
أجاب : شيمون بريز كان فى السياسة وكتب عن تاريخ الشرق الأوسط . الشرق الأوسط القديم كان فى نهاية القرن التاسع عشر ، والحرب العالمية الأولى . ( سايكس بيكو ) كانت فى وسط الحرب العالمية ، وهى كانت بداية الدولة القومية والهوية . وعندما نتحدث عن الهوية هل هى مصرية مثلا أم اسلامية . . اليوم بعد 100 سنة السؤال يفرض نفسه هل انا يزيدى عراقى أو علوى من سوريا او كردى ايرانى او كردى تركى او كردى عراقى . هذه كلها مشاكل سايكس بيكو . لو نظرت مثلا للهوية المصرية لها اكثر من رؤية من خلال كتابات المصريين انفسهم . توفيق الحكيم رأى انها فرعونية ، وطه حسين رأى ان مصر هى أم الدنيا ونجيب محفوظ رأى انها مصرية أسلامية . ولدينا فى اسرائيل نفس الشىء نعانى مشكلة الهوية . هل انا يهودى عربى ام يهودى من الغرب
سايكس بيكو كانت ثورة فكرية لتغيير الهوية مع الحدود . تركيا ايضا العلمانيون الذين اتوا من فرنسا لاسطنبول ليقيموا برلمان تركى . نادوا بالهوية التركية مع الاسلام . فالشرق الاوسط القديم كان ثورة على الهوية .
بعد 100 سنة نحاول الرجوع للعهد العثمانى المتطرفين فى المنطقة يحاولوا الغاء الدولة برعاية ( اردوغان ) السلطان الجديد .
@ الانتخابات الامريكية الان مع من تقف اسرائيل ؟
أجاب : هذا شأن داخلى امريكى . انا مع رئيس الوزراء الاسرائيلى . لو نظرنا الى اوباما مثلا سنجد انه سىء بالنسبة لمصر وللشرق الاوسط وللعديد من الدول فى العالم . نحن مايهمنا اختيار الشعب الامريكى وسنعمل معه .
@ من هو الرئيس القادم لفلسطين ؟
أجاب : هذا صعب التكهن به . هناك العديد منهم فى الخارج لكن من بين من فى الخارج رعاة للعنف والارهاب وضد السلام . انظر للتاريخ كان ناك رجل اسمه أنور السادات أتى الى الكنيست وقال من الان نهاية الحرب . فى فلسطين ننتظر أن يأتى هذا الرجل من فلسطين . فلسطين هى المشكلة الرئيسية فى الشرق الاوسط .نحن نحب المصريين من هذه المبادرة التى اوقفت الحرب واراقة الدماء بين شعبينا . هناك العديد من الفلسطينين الذين ممكن ان يقوموا بهذه المبادرة وليس المتطرفين الذين يقولون لا للسلام .
@ الى اين تسير العلاقات السعودية الاسرائلية ؟
:مع من فى السعودية مع الامير محمد بن سلمان او مع الملك سلمان . لايوجد اى شىء حاليا
مقاطعا @ العلاقات الاسرائلية القطرية ؟
أجاب : قطر كما هو معروف انها مع حماس ، وتعلمون دور الجزيرة فى محاولة هدم الدول العربية وخلق القلاقل بها . هم 250 الف مواطن . والباقى مغتربين من الهند ومن باكستان . هم يحكمون دكتاتوريا من خلال سلطة تتوارث . والحجم السكانى لايشكل دولة .
@ كيف ترى مصر حاليا ومستقبلا ؟
أجاب : نحن متفائلين الى اقصى درجة . والعلاقات بيننا هى منذ الفراعنة . مصر ليست دولة فقط بالنسبة لنا . نحن حضارات قديمة تجمعنا . مصالح مشتركة . حربنا على الارهاب هو مصلحة مشتركة . لايوجد مشكلة بين مصر واسرائيل . خطوة خطوة ستتحسن الامور وتتجه الى مايريده ويطمح له الشعب المصرى .السياحة ستعود والاقتصاد سيزدهر هى تحتاج فقط للوقت . انتم شعب صبر كثيرا ويستحق الخير وسوف يتحقق له ما يريده من رفاهية وتقدم اقتصادى لان لديكم قدرات هائلة وقادرة على تحقيق الاهداف . شعب نظيف بالداخل لايعرف الكراهية هو محب للناس .
اشكركم على اللقاء ونتمنى اللقاء بكم مرة أخرى . وشكرنا السفير على حسن الاستضافة والحديث بصراحة