بقلم : محمد العطيفى
هالنى ما سمعت من شخصية مصرية على مايبدو أنها تحمل الحقد والغل لمصر ، ويقلل من دور زوجته فى الحياة خير دليل على شخصية تتحدث عن الديكتاتورية ، وهو حياته لم تخلو من دكتاتورية حتى فى محيط الأسرة .
والواقعة هى دعوة وجهها الدكتور وليد الماحى الذى يبذل جهدا واسعا فى تجميع المصريين والعرب فى ندوات تأخذ اتجاهات مختلفة لاثراء الفكر والدور المصرى فى المحيط العربى .
لكن هل إستضافة شخصية كارهة لمصر ، البعض يرى إنه أحد النماذج المصرية الناجحة ، وهو يكيل كل الحقد لمصر ولشعبها مدعيا انه صاحب نجاح يذكر أمر واجب ؟ . أمواله التى دعمه بها البنك ليست أمواله ، إذا كان لك صديق مدير أحد البنوك فنصيبك كبير من أموال الإقتراض . والظروف التى عاش فيها خصوصا فترة الستينات كان الوضع مختلف . فامواله لا تساوى شىء فى محفظة الشيخ "محمد الجابر" الملياردير السعودى الشخصية وهو أحد مائة شخصية غنية فى العالم حسب تقديرات" فوربس "ولا تساوى مصاريف حماية الشيخ "خلف الحبتور " الأماراتى ولا جزء فيما يملكه " فايز بركات " الفلسطينى الذى تاجر فى آثار العالم . ونقطة فى بحر بجوار المصرى الناجح ذائع الصيت " محمد الفايد " والذى يعتبر لذا حديثة كان مجرد هرتلة عجوز مما دعانى ان اترك هذه الندوة مبكرا لعدم الاكتراث بشخصية ليس لها وزن كما أدعى ، وربما يرجع ذلك لانى التقيت بالفعل بالنماذج الناجحة الحقيقة .. النماذج التى تلعب دور فى الانفاق على البرامج البحثية وعلى العلم والعلماء العرب .وعلى التطوير والبناء فى بلدانها
هالنى ماسمعت منه فى بداية حديثة وهو يريد أن يوحى لمن يجلس أمامه أن مصر لم يكن لها أى دور فى حياته ، لذا هو حاول أن يختزل كل ماخرج به من مصر كانت دولارات مزورة ، وهذا اعتراف منه بأن يحاسب قانونا . ولو كانت الظروف مشابهة هنا فى بريطانيا لن يستثنوه من المحاكمة . وبدأ حياته المليئة بالصدف والتى لم يكن بها استراتيجية واحدة مخطط لها ، هذا أمام رجال يمثلون الدولة ومفكرين وقامات عالية مصرية ذوى نجاحات مختلفة تفوقة حظا لثرائها العلمى .
فخرج علينا لينتقص من زوجته التى شاركته مسيرة حياة ، ويقلل من قيمتها بانه تزوجها للتجربة . موضحا حتى فى حضور النساء أنه لايحترم المرأة ويدعى انه تلقى جزء من تعليمة فى دولة تحترم حقوق المرأة ، ويقول ببجاحة " انه فلاح مصرى "، نحن جميعا من الفلاحين المصريين والذين عاشوا هذه المرحلة . مرحلة " ناصر " الذى اسس فى مصر لقلعة صناعية وجمع العالم العربى ليجعل من مصر قلعة اغاظت الأعداء بشهادتهم ولم يتركوه ، بل إختلقوا له العديد من المؤامرات للنيل منه والتنكيل به ، ليخرج علينا هذا الرجل" بعته واسفاف" ليقلل من هذه المرحلة مدعيا أن عبدالناصر هو الديكتاتور. وتناسى أن العديد ممن عاشوا التجربة الناصرية ودخلوا السجون وتعذبوا وقمعوا أيام ناصر هم من ضربوا لنا الآمثال فى الوطنية والمصرية الحقيقية التى تجرى فى العروق كالدم !! فكيف ستجرى هذه المصرية فى عروق ليس بها الدم وهى مدعية تحمل الحقد لمصر والمصريين ؟ فتجربة ناصر لها مالها وعليها ماعليها . خرج الملايين ليودعوا هذا الرجل فى جنازة مهيبة شهدها العالم . واتحدى هذا الرجل اذا كان حضر جنازة والدة والذى ادعى أن والدة سياسى ويفهم فى السياسة عدة اشخاص .عبدالناصر كان كريزما لم تتكرر فى التاريخ ليتم الانتقاص منها على يد شخص لايعرفه أحد .
عندما تحدث هذا الرجل عن إدارته للمصنع كنت منتظر أن يتحدث عن اساليب الأدارة الحديثة والتى تم اقتباسها منه . فهو لم يأتى بجديد غير تجهيل العمال ليكون له الكلمة العليا .. ليكون الديكتاتور الذى يرجع اليه الجميع ، وهذا ما فشل فيه ابن أحد اللوردات لأنه يستند الى أسس وعلوم الادارة وليس فلاح الصدفة .فهذا يوضح حجم التباين الفكرى لديه .
لذا من الواجب أختيار اشخاص مصريين حقيقيين لايبخلون على بلدانهم بالغالى والنفيس والتضحية بالنفس ، وليس الانانيين الذين لعبت الصدفة البحتة الدور فى حياتهم المليئة بالعشوائية الفكرية التى تدمر الشعوب . فالتنمية الحقيقية حتى لوبالفكر يجب أن تكون فائمة على أسس من الدراسات والاستراتيجيات . والنجاح هو خطط وليس ضربة حظ كنوادى القمار .
ولم استكثر عليه انانيته فى عدم رغبته فى دعم التعليم أو حتى الانفاق على بعض الطلبة لتلقى التعليم هنا فى بريطانيا ..فاقد الشىء لايعطية أيها السادة . فهؤلاء الأشخاص الذين تقولون عنهم إنهم نماذج مشرفة أحرجوا مصر فى زيارة الرئيس السيسى لبريطانيا وتنصلوا عن دعمهم لحفل العشاء المقام لرجال الاعمال أثناء زيارة الرئيس مما أدى ونظرا لعدم وجود التمويل الذى وعدوا به الى نقل اللقاء الى أحد المستشفيات .لماذا لانتعلم من الدروس ؟
لذا من الواجب ونحن نتحدث عن تنمية حقيقية فى مصر ورغبة فى الأرتقاء بها فى خضم تحديات كبرى، وجهود رئيس وحكومة للعمل الجاد برؤية مستقبلية ذات ابعاد استراتيجية أن نحسن أختيار المتحدثين فى هذه المرحلة وأن تكون النماذج الناجحة مؤمنة بمصر وتجرى الدماء المصرية فى عروقهم ويضحون بالنفس من أجل أن تبقى مصر وتسير فى طريق نهضة يسر الصديق ويكيد العدا .ليس باشخاص يتحدون المسيرة وربما يكونوا أدوات يتم إستخدامها لبث سموم الحقد التى يمكنها أن تعيق رؤية شعب رغبته أكيدة فى الوصول الى صفوف الدول الكبرى .
وسأستشهد ببعض الأرقام التى توضح أن مصر ليست بحاجة الى أنانى ليشارك فى مساعدتها .
مصر سددت 6 مليار لقطر ، ودفعت 2.4 مليار لنادى باريس ، 3.3مليار دولار لشركات البترول فى عام واحد ، 2.7 مليار دولار لشراء محطات كهرباء سابقة التجهيز . أكبر بنية تحتية لتحديث مصر ضع ما شئت من أرقام . احتياطى نقدى 16.4 مليار دولار . هذه هى مصر التى رفع التصنيف الائتمانى لها لعام 2016 حسب ( موديز ) . تحديث اسلحة الجيش بأرقام خيالية من المليارات . لذا فمصر لابد من أن يزداد عدد الحاقدين عليها وعلى الزبانية المستأجرين للنيل منها ..فمصر ليست بحاجة حتى للنظر فى وجوه هؤلاء ، واستضافتهم يقلل بالفعل من القيمة الحقيقية لمصر .