الجمعة, أبريل 26, 2024 15:21:49 لندن

الهجرة السورية بين معاناة السوريين وتجار البشر والتوتر السياسى والحدودى لدول استقبال المهاجرين

  • 17/12/2015 02:24:00 ص
  • |
  • رئيس التحرير

 
الهجرة السورية بين معاناة السوريين وتجار البشر والتوتر السياسى والحدودى لدول استقبال المهاجرين
 
بقلم : محمد العطيفى 
 
 
العديد من الدول الغربية خصوصاً دول  الكتلة الشرقية ، التى مازالت تحلم باللحاق بأوروبا المتقدمة . وبقدرة قادر تتحول هذه الدول بعد الحرب العالمية الثانية من دول يديرها الإتحاد السوفيتى الى دول تدعى غربتيها واوروبتها اكثر من الأوربيين أنفسهم . ولا أريد ان نقحم أنفسنا بالبحث فى جذور كل هؤلاء الأجناس والأعراق . لكن هناك طريق الهجرة الذى يبدأ من تركيا وعبور البحر الى اليونان ثم القطارات الى مكدونيا ثم الى صربيا ثم الى كرواتيا وبعدها الى سلوفينيا ثم النمسا ومن النمسا الى ألمانيا .التى تعتبر النقطة قبل الاخيرة لمن يرغب ان يذهب لدول اخرى مثل إسكندنافيا او هولندا .
دول الأتحاد الأوروبى ، كان من الممكن عبورها والتنقل فيها   دون أن يسألك أحد عن تأشيرة سفر، وهذا فى الواقع ما شجع الى الهجرة الغير شرعية لهذه البلدان .حيث تبدأ الهجرة التى ساعدت أوروبا عليها لغرض مازال مجهولاً . لان هناك غرض وراء قبول المهاجرين الظاهر منه فقط هو تفريغ بعض الدول من سكانها وتشجيعهم بالإقامة والهجرة .
فى الطريق وعبور حدود الدول التى كانت تخضع للكتلة الشرقية ، يمكنك تحديد الدول التى يسكنها الأمل فى التقدم والرغبة فى التنمية وبين دول اخرى تعج بالجهل والصمت . وشعور مزيف بأنهم أوروبيون  وهم خيرة عقول القارة . وأن تأخر أوربا ( العجوز ) كان بسبب عدم الاهتمام بهم وتركهم فى أحضان الشيوعية . وكل ذلك كان سنوات ضائعة وفرص خسرها الإقتصاد العالمى . وأوروبا العجوز لن تنهض الا بسواعد هؤلاء الكسالى الفقراء . 
ففى كل هذه الدول لايتعدى متوسط دخل الفرد اكثر من ٣٠ يورو يوميا . نسبة البطالة تصل الى ٢٠٪‏ فى بعض المناطق خصوصا حدود الدول بعضها البعض . كذلك إفتقارها الى المواد الخام التى تقوم عليها الصناعات . هم فقط ليس لديهم انفجارات سكانية ، عدد سكان قريب من أن يكون ثابت لسنوات عديدة ، ووفرة اليد العاملة التى تملأ الدول الغنية للعمل غالبا بأقل الأجور والاستفادة بوجودهم  فى الاتحاد الأوروبى مما سهل عليهم الإقامة والعمل بغض النظر عن عدم وجود مبدأ المساواة الذين يجبرهم على القبول بمرتبات متدنية مازالت أفضل بكثير من بلدانهم الأصلية .
فى الواقع العديد من دول أوروبا الشرقية يمكن للمار بها أو عليها أن يرى مساحات الفقر الواسعة التى تعيشها هذه الدول . وكلما ازدادت مساحات الفقر فلا وجود لما يسمى عالم ( الأخلاق والفضيلة ) فلا مستحيل أمام سيطرة المال .فالرشوة يمن رؤيتها بوضوح وشراء الذمم امر ليس بالعسير . 
لذا وظفت الهجرة الغير شرعية أحسن توظيف وطغت حتى على السياسين فى بعض الدول التى تعاطت وسهلت هذه التجارة . ولم تقف عند هذا الحد بل إمتدت لتصبح ورقة ضغط تستخدمها الدول لتستفز بعضها البعض مالياً . بريطانيا على سبيل المثال تدفع لفرنسا للحد من تدفق المهاجرين من ( كاليه ) بوابة الدخول الى بريطانيا . لكن تبقى المشكلة بدون حل ويتدفق المهاجرين الى بريطانيا . ولم تعالج المشكلة فهنيئا للحكومة الفرنسية بالتمتع بأموال الإنجليز .قس على ذلك كل دول أوروبا . فى الواقع لا يريد أحداً منهم المهاجرين لكنهم استطاعوا تحويل المشكلة ليستفيد منها بعضهم البعض فى تسهيل المرور للاجئين والمهاجرين الغير شرعيين الى بعضهم البعض .لعدم الرغبة ى تحمل المسئولية الأخلاقية فى تقديم الرعاية للمهاجرينوإستقبالهم .  هذا تم ليس بالرغبة من الخلاص منهم  فقط ، بل لتجارة هامة تدر أرباح وورقة يلعب بها السياسين كل حسب إتجاهه . اليمين تزاد لديه العنصرية فهو كاره للمهاجرين ويستطيع التلويح بهذه الورقة ليكسب تأييد شعبى للعنصرية العمياء البغيضة ، من يريد أن يكسب أصوات الأقليات فهو مع دعم المهاجرين  وبين هذا وذاك هناك منتفخى الجيوب الذين يستفيدون من التهريب وذوى النزعات القومية 
لكن تغيرت الأمور بنسب قوية بعد أحداث باريس التى أتت نتيجة وكما قال الغرب هجرة السوريين الى أوروبا حيث استطاع العديد من تنظيم ( داعش ) الدخول فى وسط هذ الكم الكبير من المهاجرين الذين تصدرهم كلاً من تركيا واليونان الى اوروبا . وتسليط الضوء بواسطة الأعلام الغربى على هذه القضية حتى ازداد تنامى التعصب والعنصرية تجاه المسلمين الآن فى العديد من هذه الدول .ويستطيع القارىء لصحافة هذه الدول أن يدرك خطورة حديث العديد من المسئولين وكراهيتهم للإسلام والمسلمين . 
وأعلنتها صراحة دولاً مثل ( سلوفينيا) بأنها لن تقبل لمسلمين على أراضيها وتقبل فقط المسيحيين حفاظا على وحدتها القومية .
التواجد الكثيف للعديد من المهاجرين الغير شرعيين القابعين الآن فى تركيا ، حيث يزداد عمل مافيا التهريب الذين يقبضون الأموال لتهريب راغبى السفر الى أوروبا يدركون مدى الخطورة التى يتعرض لها المهاجرين اليوم حيث كثرت نقاط التفتيش والكثافة الشرطية والعسكرية على حدود الدول الآن ، ومحاولة إيقاف العمل بتأشيرة ( الشنجن ) نظرا لسهولة الحركة المترتبة عليها وعدم ضبط الحدود مما جعلها سهلة العبور . ليس هذا بل توجد أسوار على العديد من دول أوروبا وحراسة أمنية تعطى الحق للحراس بإطلاق النار لكل من يقترب من الحدود .
فهل ستستطيع كلاً من تركيا واليونان بوقف تدفق المهاجرين الى دول اوروبا حالياً وبعد تشديد إجراءات رقابة الحدود بالقمر الصناعي وترحيل العديد من المهاجرين بعدما قامت تركيا حاليا بالقبض على ثمانين الف مهاجر ، واليونان التى تحتجز اليوم قرابة ٢٠٠٠ مهاجر مغربى ؟ وصربيا التى ترمى بالمشكلة على كرواتيا وهنغاريا التى ترفض استضافة اى مهاجر من علاج هذه المشكلة ؟ 
القضية بوضوح هى وقف الحروب والصراعات التى تساعد على الهجرة فى المقام الاول . ثانيا : توظيف جزء كبير من الدعم الخارجى فى ميزانيات الدول الغنية واستثماره فى الدول الفقيرة للحد من الهجرة بها . غير ذلك ستبقى المشكلة ليستفيد بها تجار البشر كمافيات دولية ويلعب بالورقة ويوظفها السياسين كمآرب شخصية .
 

 







اخر الاخبار

  • خطاب بايدن تهنئة لطالبان بأمارة اسلامية فى آسيا

    • 18/08/2021 02:06:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى مثيرا للجدل الخطاب الذى القاه الرئيس الأمريكى معلنا انسحابه من أفغانستان بعد سيطرة طالبان عليها بالكامل فى ساعات . وللحقيقة وهذه هى مسئولية الشعب الأمريكى أن يسأل ( بايدن ) عن خطورة هذا القرار وما نتج عنه وأمريكا كانت القوة التدميرية لها بعد الحادى عشر من سبتمبر وفى حربها على أفغانستان أى حربها على ( طالبان ) كانت بكل المقاييس من أقوى الحروب وتكلفة مالية لم يسبق لها مثيل ...

  • حقوق الأنسان بين الحقيقة والتصنع

    • 16/03/2021 08:16:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى كلمة " حقوق الانسان " اصبحت كلمة مطاطة عديمة للجدوى لأنها تفهم منقوصة ومجردة من أعماقها لدى المتشدقين بها . من الملاحظ انها يتم فهمها من نظرة ضيقة افقدتها أجمل المعانى التى نصت عليها القوانين الدولية التى نعترف بها . فمن قام بتجريد الكلمة من معانيها الحقيقية ، لتتحول للمنظور الضيق الذى تبناه ( رعاة عدم الفهم ) فى ظل نظام دولى ينتقى المفردات ، ويتحلل من معانيه...

  • مبادرة القاهرة للوضع فى ليبيا بداية للأستقرار فى ليبيا

    • 06/06/2020 08:47:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم محمد العطيفى استطاعت القاهرة اليوم أن تخرج بالمبادرة الهامة لخلق الاستقرار فى ليبيا وبداية الحوار بين الأطراف الليبية لأيجاد المخرج الصحيح من أزمة مدمرة عاشها الليبين تجرعوا فيها العديد من ويلات حروب وعدم استقرار . هذه المبادرة بمثابة خطة طريق للوصول الى الأمن والسلام المفقود فى ليبيا منذ عام 2011 وحتى هذه اللحظة وهى المخرج الوحيد الذى يجب فورا استثمارها كفرصة لن تعرض مرة اخرى بنوايا صاد...

  • الخروج من سجن الكورونا

    • 02/06/2020 06:40:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى يستعد العالم الى العودة الى ماقبل كورونا بعد أن هدد هذا الفيروس اللعين حياة البشر ؛ ليشهد عام 2020 منذ بدايته ولمدة نصف العام حالات هلع ورعب وخوف لم تشهدها البشرية الا منذ سنوات بعيدة لم تشهدها الأجيال الحالية من قبل . فكانت هناك العديد من الاوبئة والامراض التى فتكت بالشعوب سابقا منها على سبيل المثال لا الحصر الكوليرا ؛ الانفلونزا الاسبانية بالاضافة الى ايبولا والعديد من ال...

  • المحنة .. والمنحة

    • 15/04/2020 07:01:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم الاستاذة : الفة السلامى ماذا فعلت أزمة كورونا بالعالم ؟! انظروا من حولكم وتأملوا.. فجأة باريس تفقد عشاقها و رومانسيتها ؛ برج ايفيل والشانزليزيه يذرفان دموع الشوق على ثمانين مليونا من عشاقهما السائحين الذين سيهجرون محبوبتهم فرنسا هذا العام "بجنها وملائكتها"! شاهدوا ديزني لاند بين عشية وضحاها قافرة هجرها السحر والساحر.. ولومبارديا العاشقة الجريحة أضحت بلا قلب يتخاطف فيها الإيط...

  • القدس والاقصى الشريف بين التطبيع والتثقيف

    • 22/07/2019 12:10:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى التطبيع كلمة مخيفة لدى البعض من العرب ، هى كلمة تخويف وتحمل العديد من المفاهيم البالية لدى عالمنا العربى .لان جزء من افكاره أما مستقاه من الاعلام ، أو من أحاديث متداولة نتناقلها كالاساطير . عالمنا العربى كاره للعنصرية ، ويطالب بعدالة أجتماعية ، وديمقراطية وحقوق أنسان ، المدينة الفاضلة ( لافلاطون ) الا على نفسه ، لذا نحن المثاليون من خلال الرؤية الواحدة . سألت مرارا العديد...

  • القدس والاقصى الشريف بين التطبيع والتثقيف

    • 22/07/2019 12:09:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى التطبيع كلمة مخيفة لدى البعض من العرب ، هى كلمة تخويف وتحمل العديد من المفاهيم البالية لدى عالمنا العربى .لان جزء من افكاره أما مستقاه من الاعلام ، أو من أحاديث متداولة نتناقلها كالاساطير . عالمنا العربى كاره للعنصرية ، ويطالب بعدالة أجتماعية ، وديمقراطية وحقوق أنسان ، المدينة الفاضلة ( لافلاطون ) الا على نفسه ، لذا نحن المثاليون من خلال الرؤية الواحدة . سألت مرارا العديد...

  • صفقة القرن فى إجازة حتى ربيع ٢٠٢٠

    • 24/06/2019 02:48:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    تعتبر صفقة القرن هى الشغل الشاغل بين كابوس يراه البعض وآخر يرى أنه الأمل فى نهاية الصراع العربى الفلسطينى الذى تقارب من عمر يتجاوز مائة عام . وبالرغم من مبادرات للحل الا انها تقابل بالرفض أو بالتعنت من الجانب الاسرائيلى ، الذى لايرتدع بل لاتشغله القرارات الدولية فى قضية تحتاج المرونة وتقديم التنازلات من كلا الجانبين اذا كانت هناك رغبة ونية صادقة من أجل السلام الذى يرتضى به الطرفين المتنازعين ...

  • ليبيا بين الواقع وعدم رؤية للمستقبل

    • 04/05/2019 09:04:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى قررت كتابة هذا المقال ونحن نستعد لنستقبل شهر كريم هو شهر رمضان المعظم شهر التسامح شهر الله وتلبية لرغبة العديد من الليبيين والليبيات ممن اتصل بهم من مدن شتى على الاراضى الليبية . - طال أمد الصراع فى ليبيا منذ عام 2011 ، والعالم يتمنى لها الاستقرار والعودة ليكون لها دورا فعالا على الساحة الاقليمية والدولية . لكن من الواضح انها غرقت فى آتون الحرب الاهلية منذ عام 2011 ور...

  • الى ما يسمون الاسلام السياسى ... انتهى الدرس ايها الارهابيون

    • 27/04/2019 04:11:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى رغم الدروس الكثيرة التى عاشها العالم العربى ، والتى جعلت من المواطن العربى اليوم أكثر نضوجا وفهما وقدرة على التمييز بين ماهو بخس وماهو نفيس ، الا أن التيارات الاسلامية وهى تلفظ انفاسها الاخيرة على عتبة الوعى الشعبى العربى ، والذى ينتفض اليوم هم من ينفضون غبار سنوات مرت اليمة ، لم يجد فيها المواطن العربى سوى زيف ودجل اهل هذا التيار الذين كانوا يتمنوا فى يوم ما رضى الدولة...


التعليقات

اضف تعليق