الثلاثاء, أبريل 16, 2024 15:55:23 لندن

مصر لاتحتاج برلماناً حتى تختمر فكرة التعددية ، وشجاعة المواطن لأختيار من يمثله

  • 29/10/2014 03:43:00 م
  • |
  • رئيس التحرير


مصر لاتحتاج برلماناً حتى تختمر فكرة التعددية ، وشجاعة المواطن لأختيار من يمثله

بقلم رئيس التحرير: محمد العطيفى 
يثار الجدل حالياً فى مصر حول الأنتخابات البرلمانية كجزء أخير من خارطة الطريق . لكن وللحقيقة لايمكن إختيار برلمان فى الوقت الحالى نظراً للظروف التى باتت تبزغ فى سماء مصر . منها خطط التنمية ، وعمل الحكومة الدؤوب الذى بدأت تتجلى معالمه ، والذى سيسمح بحل العديد من المشاكل الرئيسية التى كانت تهدد الأقتصاد ، وتقف حائلاً أمام التنمية الحقيقية . وهذا يتم دون برلمان فى الوقت الحالى . ولا يتعارض مع طموح الشعب .والكل ينعم بتحقيق أهداف حقيقية فى ظل رقابة ذاتية لا تقبل الشك . بل وتزيد من الأنتماء والفخر لدولة مصر ، التى تستعد لأن تنظم مواردها وإمكانياتها للدخول فى عالم التنمية لما لديها من مخزون حضارى يؤهلها للأرتقاء والوقوف بجانب دولاً حققت تنمية غير متوقعة فى سنوات قليلة مضت . 
ربما يسأل البعض عن الأنتخابات كأستحقاق فى خارطة الطريق . لكن مازالت مصر تحتاج الى الوصول الى حالة أمنية مطمئنة ، حتى تعمل السياحة ويتم جذب الأستثمارات بصورة ترضى الجميع ، ويشعر المواطن بأن حالته الأقتصادية تسمح له بإختيار من يمثله عن وعى وقناعة .
فاليوم مانراه هو إعطاء فرصة لكوادر غير مؤهلة للوصول الى البرلمان ، وهذا سينتج عنه برلماناً ضعيفاً  نحن فى غنى عنه فى الوقت الحالى . ليس هذا فحسب ، بل ربما نرى العديد من ( الوصوليين) للسيطرة على البرلمان .ونحن فى حاجة الى البناء ، ووجود هؤلاء سيؤثر على الحياة السياسية فى مصر لأنهم سيكونوا بمثابة خيال الظل يتساوى وجوده مع عدم وجوده فى هذه الفترة،  التى يصمم فيها الشعب المصرى على عبور النفق المظلم بكوادر قادرة على تحقيق الهدف المنشود فى زمن قياسى يتناسب مع قدرة ومؤهلات شعب أتخذ القرار بشأن التنمية والارتقاء بنفسه مهما كان حجم التحديات .
فترتيب البيت من الداخل يستدعى فى الوقت الحالى خلق برلمان قوى يتساوى مع تنظيم هيكل الدولة ، والذى نراه بنجاح فى قمة هرم الدولة حالياً . وهذا يتتطلب برلمان بنفس كفاءة الرئيس والحكومة .ولتحقيق هذ الهدف علينا  اولا: تحديث المحليات وظهور أدائها على أرض الواقع الذى يلمسه المواطن  . ثانيا: زيادة شعور المواطن بالرخاء والذى بدأ بالفعل الأحساس به . والشعور ببحبوبحة العيش وقدرته على الحصول والقدرة على أدنى متطلبات الحياة  دون معاناة .فلن تكون هناك حرية للمواطن فى الأختيار لأعضاء البرلمان الا من خلال تحرير المواطن إقتصادياً . وهذا كان جوهر ( الحرية) للمواطن الأمريكى والتى من خلالها غرست اميركا ديمقراطيتها ، فلولا تحرير الفرد اقتصاديا لن نستطيع أن نستفيد من رأيه خصوصاً إذا كان رأيه مقرون بالضغوط الأقتصادية والهموم الحياتية التى تدفع ب( الانتهازيين) وممن يلعبون على كل الحبال وما يمكن تسميتهم بجماعة ( معاك معاك - عليك عليك )  لأنحصار رؤيتهم فى بؤرة صغيرة لا تتعدى موضع القدم لانها محصورة فى المصلحة الشخصية وليست المصلحة العامة . لذا هم أداة للتحايل وهدم مبادىء وأهداف مصر الجديدة بقصر نظرتهم للمستقبل ، وحق الشعب المصرى الذى عانى الكثير ويلتمس بصيص نور لطريق يأخذه الى الحياة الكريمة بعيداً عن العشوائيات ( الفكرية) التى أسكنته المقابر وعلب من الصفيح وشبكات الطرق الصالحة فقط ( للتوك توك )  لحساب مجموعة المصالح التى أخذتنا للوراء لسنوات عديدة ، مما أتاح الفرصة لنهوض دول لم يكن فى الحسبان لها أن تنهض. ونحن شعب مصر أحق وأجدر بأن نحتل صدارة التقدم والتنمية نظراً لوجود طغمة انحصرت رؤيتها فى المصلحة الخاصة وتناسوا المصلحة العامة التى هى اوستراد الدول المتقدمة .
نهوض هذه الدول حق لها ، لكن الأنتكاسة التى أخذت مصر الى الوراء وفى وجود حياة برلمانية ، يرجع الى ضعف الكوادر البرلمانية ، والتى تحتاج منا النظر بشأنها، وكيفية خلق برلمان يتفهم متطلبات المرحلة ، لايقل قوة فى الأداء عن الحكومة التى نزل رئيس وزرائها الى الشارع .والأيادى المصرية التى شمرت سواعدها من أجل مصر.
لا اريد هنا ان أُثنى على اداء شخص بعينه فى هذه المرحلة ، حتى لا يُحسب نفاقاً . لكن متطلبات المرحلة ، خصوصاً ترتيب البيت من الداخل لايحتاج إلتزام حّٓرْفِى أمام أحد . بل تحتم علينا طبيعة المرحلة العمل لمصر جديدة بعيداً عن اى ضغوط  دولية لاتتفهم الشأن المصرى ، وطبيعة المرحلة بحجج يمكننا ضرب عرض الحائط بها فى ظل انعدام القيادة الدولية للعالم .وما يحدث فى العالم حالياً من تردى للأوضاع الأقتصادية ، وعدم الاستقرار السياسى فى أماكن كثيرة حول العالم ما هو الا مؤشر لفقدان العالم للقيادة الحقيقية ، بدليل سيطرة اليمين المتشدد والحكومات الائتلافية على العديد من دول العالم .
إذن ونحن فى طريقنا لخلق مصر الجديدة لانحتاج لبرلمان على الأقل لفترة أكثر من عام ونصف ، لنفسح المجال أمام الأحزاب لتشكيل رؤية جيدة للمستقبل فى مصر ،  وكيفية التعاون فيما بينها بغض النظر عن الأتجاهات السياسية لتكريس مبادىء التعددية ،  وفهم آفاق مرحلة تحتاج الى البناء تتطلب العمل الجاد الذى يأخذنا الى الأمام  دون مواربة أو مجاملة . كذلك أن لا نأخذ فى الحسبان رؤية العالم لنا ونحن نرتب البيت . فالعالم يتفهم جيداً ما تمر به مصر من تحديات داخلية . لكنه لم يفقد الأمل فى الحضور العاجل لمصر المستقبل القوية إقتصادياً ، والفتية بسواعد شبابها ، الرائدة فى محيطها .
هذه هى الأمنية التى قالها ويقولها دائماً  لى العديد من صناع القرار فى العالم . 
فهل نحن فى حاجة الى برلمان حالياً ؟ ام هناك فرصة لترتيب الأوضاع وأن يكون آخر استحقاق فى خارطة الطريق أو خارطة التحول يرضينا أولاً، ويخرج برلمانها من رحم دولة قادرة على ان يفتخر بها أصدقائها ومحبيها من دول العالم كما خرجت الأستحقاقات السابقة . 

 







اخر الاخبار

  • خطاب بايدن تهنئة لطالبان بأمارة اسلامية فى آسيا

    • 18/08/2021 02:06:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى مثيرا للجدل الخطاب الذى القاه الرئيس الأمريكى معلنا انسحابه من أفغانستان بعد سيطرة طالبان عليها بالكامل فى ساعات . وللحقيقة وهذه هى مسئولية الشعب الأمريكى أن يسأل ( بايدن ) عن خطورة هذا القرار وما نتج عنه وأمريكا كانت القوة التدميرية لها بعد الحادى عشر من سبتمبر وفى حربها على أفغانستان أى حربها على ( طالبان ) كانت بكل المقاييس من أقوى الحروب وتكلفة مالية لم يسبق لها مثيل ...

  • حقوق الأنسان بين الحقيقة والتصنع

    • 16/03/2021 08:16:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى كلمة " حقوق الانسان " اصبحت كلمة مطاطة عديمة للجدوى لأنها تفهم منقوصة ومجردة من أعماقها لدى المتشدقين بها . من الملاحظ انها يتم فهمها من نظرة ضيقة افقدتها أجمل المعانى التى نصت عليها القوانين الدولية التى نعترف بها . فمن قام بتجريد الكلمة من معانيها الحقيقية ، لتتحول للمنظور الضيق الذى تبناه ( رعاة عدم الفهم ) فى ظل نظام دولى ينتقى المفردات ، ويتحلل من معانيه...

  • مبادرة القاهرة للوضع فى ليبيا بداية للأستقرار فى ليبيا

    • 06/06/2020 08:47:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم محمد العطيفى استطاعت القاهرة اليوم أن تخرج بالمبادرة الهامة لخلق الاستقرار فى ليبيا وبداية الحوار بين الأطراف الليبية لأيجاد المخرج الصحيح من أزمة مدمرة عاشها الليبين تجرعوا فيها العديد من ويلات حروب وعدم استقرار . هذه المبادرة بمثابة خطة طريق للوصول الى الأمن والسلام المفقود فى ليبيا منذ عام 2011 وحتى هذه اللحظة وهى المخرج الوحيد الذى يجب فورا استثمارها كفرصة لن تعرض مرة اخرى بنوايا صاد...

  • الخروج من سجن الكورونا

    • 02/06/2020 06:40:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى يستعد العالم الى العودة الى ماقبل كورونا بعد أن هدد هذا الفيروس اللعين حياة البشر ؛ ليشهد عام 2020 منذ بدايته ولمدة نصف العام حالات هلع ورعب وخوف لم تشهدها البشرية الا منذ سنوات بعيدة لم تشهدها الأجيال الحالية من قبل . فكانت هناك العديد من الاوبئة والامراض التى فتكت بالشعوب سابقا منها على سبيل المثال لا الحصر الكوليرا ؛ الانفلونزا الاسبانية بالاضافة الى ايبولا والعديد من ال...

  • المحنة .. والمنحة

    • 15/04/2020 07:01:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم الاستاذة : الفة السلامى ماذا فعلت أزمة كورونا بالعالم ؟! انظروا من حولكم وتأملوا.. فجأة باريس تفقد عشاقها و رومانسيتها ؛ برج ايفيل والشانزليزيه يذرفان دموع الشوق على ثمانين مليونا من عشاقهما السائحين الذين سيهجرون محبوبتهم فرنسا هذا العام "بجنها وملائكتها"! شاهدوا ديزني لاند بين عشية وضحاها قافرة هجرها السحر والساحر.. ولومبارديا العاشقة الجريحة أضحت بلا قلب يتخاطف فيها الإيط...

  • القدس والاقصى الشريف بين التطبيع والتثقيف

    • 22/07/2019 12:10:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى التطبيع كلمة مخيفة لدى البعض من العرب ، هى كلمة تخويف وتحمل العديد من المفاهيم البالية لدى عالمنا العربى .لان جزء من افكاره أما مستقاه من الاعلام ، أو من أحاديث متداولة نتناقلها كالاساطير . عالمنا العربى كاره للعنصرية ، ويطالب بعدالة أجتماعية ، وديمقراطية وحقوق أنسان ، المدينة الفاضلة ( لافلاطون ) الا على نفسه ، لذا نحن المثاليون من خلال الرؤية الواحدة . سألت مرارا العديد...

  • القدس والاقصى الشريف بين التطبيع والتثقيف

    • 22/07/2019 12:09:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى التطبيع كلمة مخيفة لدى البعض من العرب ، هى كلمة تخويف وتحمل العديد من المفاهيم البالية لدى عالمنا العربى .لان جزء من افكاره أما مستقاه من الاعلام ، أو من أحاديث متداولة نتناقلها كالاساطير . عالمنا العربى كاره للعنصرية ، ويطالب بعدالة أجتماعية ، وديمقراطية وحقوق أنسان ، المدينة الفاضلة ( لافلاطون ) الا على نفسه ، لذا نحن المثاليون من خلال الرؤية الواحدة . سألت مرارا العديد...

  • صفقة القرن فى إجازة حتى ربيع ٢٠٢٠

    • 24/06/2019 02:48:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    تعتبر صفقة القرن هى الشغل الشاغل بين كابوس يراه البعض وآخر يرى أنه الأمل فى نهاية الصراع العربى الفلسطينى الذى تقارب من عمر يتجاوز مائة عام . وبالرغم من مبادرات للحل الا انها تقابل بالرفض أو بالتعنت من الجانب الاسرائيلى ، الذى لايرتدع بل لاتشغله القرارات الدولية فى قضية تحتاج المرونة وتقديم التنازلات من كلا الجانبين اذا كانت هناك رغبة ونية صادقة من أجل السلام الذى يرتضى به الطرفين المتنازعين ...

  • ليبيا بين الواقع وعدم رؤية للمستقبل

    • 04/05/2019 09:04:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى قررت كتابة هذا المقال ونحن نستعد لنستقبل شهر كريم هو شهر رمضان المعظم شهر التسامح شهر الله وتلبية لرغبة العديد من الليبيين والليبيات ممن اتصل بهم من مدن شتى على الاراضى الليبية . - طال أمد الصراع فى ليبيا منذ عام 2011 ، والعالم يتمنى لها الاستقرار والعودة ليكون لها دورا فعالا على الساحة الاقليمية والدولية . لكن من الواضح انها غرقت فى آتون الحرب الاهلية منذ عام 2011 ور...

  • الى ما يسمون الاسلام السياسى ... انتهى الدرس ايها الارهابيون

    • 27/04/2019 04:11:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى رغم الدروس الكثيرة التى عاشها العالم العربى ، والتى جعلت من المواطن العربى اليوم أكثر نضوجا وفهما وقدرة على التمييز بين ماهو بخس وماهو نفيس ، الا أن التيارات الاسلامية وهى تلفظ انفاسها الاخيرة على عتبة الوعى الشعبى العربى ، والذى ينتفض اليوم هم من ينفضون غبار سنوات مرت اليمة ، لم يجد فيها المواطن العربى سوى زيف ودجل اهل هذا التيار الذين كانوا يتمنوا فى يوم ما رضى الدولة...


التعليقات

اضف تعليق