بقلم: ليندا منوحين عبدالعزيز
قد يكون اعتداء حماس غير المسبوق
على الإسرائيليين في السابع من أكتوبر ادخل الفرح والبهجة على نفوس المناصرين من داعمي محور الشر المتمثل في إيران، غير أنه وحّد الشعب الإسرائيلي حول الحاجة لمنع حماس من قتل أطفاله مجدداً.
واضح أن قدرة حماس لا تضاهي قدرة إسرائيل العسكرية. في الوقت الراهن، تقتصر حظوظهم للنجاة على تحريك ضغوط دولية هائلة على إسرائيل، للدفع من أجل إيقاف العملية العسكرية في غزة.
خطة حماس لتحقيق ذلك بسيطة وتقتضي أمرين: أولاً، التسبب في أكبر عدد ممكن من الضحايا بين الفلسطينيين واكبر كم من الدمار. ثانياً، مشاركة المشاهد المروعة حول العالم للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار قبل بلوغ الهدف.
تكرس ماكنة حماس جهدا بالغا لتطوير مسرحيات درامية ومشاهد الدمار عن طريق استخدام دروعهاً البشرية. فدواعشها الحمساويون متواجدون تحت منازل المدنيين، بالمكاتب، بالمجمعات التجارية، بالمدارس، بالجوامع، بالكنائس وبالمشافي. يتم وضع منصات إطلاق الصواريخ عمداً على مقربة من المدنيين على أمل استقطاب ردّ معاد. كونوا على يقين أن هذه خطوات مدروسة. ولا تكتفي بهذا القدر بل تطلق العنان للمخيلة الابتكارية فتنشر صورا لأطفال "مقتولين" واذا بهم دمى موشاة بملاءة بيضاء. كما شاهدنا كيف ان موكب جنائزي توقف مع دوي صاروخ هرع على اثره الميت راكضا الى منطقة أمان مثلما شاهدنا فيديو يظهر فيه انعاش قلب فلسطيني في الجهة اليمنى بيد ان ذلك يتم في الجهة اليسرى!
في الوقت عينه، عندما تقتل قذيفة فلسطينية طائشة الفلسطينيين في غزة، في مشفى أو مدرسة، حماس تلقي اللوم تدليساً على إسرائيل. موت الفلسطينيين، حتى عندما يتسبب به فلسطينيون، يتم استغلاله للتحريض على العنف ضد إسرائيل حول العالم.
أمران تستفاد منهما حماس من خلال تعريض شعبها للخطر المحدق:
الأول هو الاستفادة المعتادة من استخدام المدنيين دروعا بشرية في الأماكن التي يتواجد فيها مدبرو الإرهاب حيث يتمتعون بحصانة باعتبار ان إسرائيل ستمتنع عن قصف المواقع المحصنة بالمدنيين الأبرياء.
الثاني هو أمر استثنائي لحماس: الضغط الدولي على إسرائيل وهذا لأن أي جيش على رغم من اتخذه كل التدابير الوقائية فإن وقوع إصابات في صفوف المدنيين هو امر لا مفر منه وللأسف وهكذا تستغل حماس المدنيين دروعاً بشرية أثناء القصف. ولا نفغل ان الأرقام عن الضحيا التي تستعرضها وزارة الصحة الغزية هي مؤسسة حمساوية تلبي متطلبات القتال ولا يمكن ان تؤخذ محمل الجد.
تضخيم حجم الخسائر في الأرواح يخدم هذه المنظمة الإرهابية التي لا تدخر جهدا لاستدرار مشاعر الناس وفي نفس الوقت لا تتوانى عن التصريح بان المطلوب مزيد من الدماء والتضحيات مثل ما قال إسماعيل هنية مؤخرا على الهواء! هكذا تعمل حماس على إلهاء العالم عما اقترفه أعضاؤها، عن المجزرة التي كان ضحيتها ١٤٠٠ من الأبرياء وأكثر من مئتي رهينة. فقط من خلال تقديم نفسها كضحية، تستعيد حماس دعم بعض المجتمعات العالمية.
قد تبدو فكرة تشجيع أي قيادة على موت شعبها مستغربة ولكن ليس لمن يعرفون أسلوب حماس.
منظمة حماس الإرهابية هي جزء من الحركة الجهادية والفكر الإخواني الداعشي. من أهم مهامها استبدال إسرائيل بخلافة إسلامية. هذا الفكر الإرهابي لا يولي أهمية للقيم الإنسانية والحياة التي وهبها الله للإنسان سواء كان في غزة او في إسرائيل.فما هم سوى حطب لمنهج حماس المتطرف، الذي يخدم ايران ووكلائها في المنطقة.وهذ الفكر يتمشى مع انعدام الملاجئ في غزة على الرغم من شق 500 كم من الخنادق المسلحة لوقاية ارهابيي حماس والتخلي عن اكثر من مليوني غزي من المدنيين.
حماس تشكل خطراً مباشراً لكلا الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. إلا أن خطر حماس لا يقتصر عليهما فحسب. فمثل هذه الأفكار تنتقل عدواها بسرعة في الدول المجاورة وعبر البحار. لاشك ان معاناة اهل غزة مؤلمة لكن آن الأوان لوضع حد للمعاناة في كلا الطرفين عن طريق القضاء على دواعش حماس مثلما تم القضاء على داعش بمساع دولية. القضاء على إرهاب حماس قد يستغرق اكثر مما كنا نريده لكن ما باليد حيلة ، ولا من حلول سحرية لتحقيق هذا الهدف.