"ريج زون": اتجاه صعودي للنفط .. موجة الجليد الأمريكية تعطل ثلث طاقة التكرير في خليج تكساس
-
25/12/2022 11:13:00 ص
- |
- اقتصاد
الشرق تريبيون - متابعات
عزز سحب المخزونات النفطية الأكبر من المتوقع والعاصفة الشتوية الرئيسة في الولايات المتحدة في ختام الأسبوع الماضي تعاملات قطاع النفط في نهاية الأسبوع، رغم المخاوف من مزيد من التشديد النقدي التي حدت من المكاسب.
وفى هذا الإطار، أكد تقرير "أويل برايس" الدولي، أن الأسعار تلقت دعما قويا من بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن تداعيات موجة الطقس شديد البرودة والتجمد، ما دفع إلى إغلاق كثير من عمليات الإنتاج وبالتالي إلى ارتفاع أسعار النفط الخام.
وأضاف أن ارتفاعات الأسعار يكبحها احتمالية زيادة أسعار الفائدة، بينما زادت المخاوف من التباطؤ الاقتصادي ضغطا هبوطيا جديدا على الأسعار، رغم غلبة المعنويات الصعودية في ختام الأسبوع الماضي.
وحققت أسعار الخام المكاسب الأسبوعية الثانية على التوالي، حيث ارتفع خام برنت بنحو 3.6 في المائة، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.7 في المائة.
وأشار التقرير إلى أن أزمة التسريب في خط أنابيب "كيستون" الكندي - الأمريكي كان لها تأثير واسع في تعزيز المخاوف من شح الإمدادات النفطية، مشيرا إلى أنه في مواجهة مجموعة واسعة من أوجه عدم اليقين في السوق ليس أمام "أوبك +" خيار سوى أن تظل استباقية ووقائية وقد يستمر التحالف في تقييد المعروض في اجتماع السياسة الإنتاجية خلال الاجتماع المقبل.
ولفت إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لشباط (فبراير) في الأسبوع الماضي، حيث كان الارتفاع مدعوما بنقص الإمدادات الأمريكية، بما في ذلك مخزونات النفط الخام وزيت التدفئة ووقود الطائرات.
وأفاد أن المكاسب تقلصت نسبيا وسط مخاوف من أن رفع أسعار الفائدة الأمريكية وقضايا مكافحة جائحة كوفيد في الصين سيقلل الطلب على النفط على نحو متنام، متوقعا ارتفاع أسعار النفط مرة أخرى بعد أنباء عن خفض محتمل للإنتاج الروسي، ولا سيما أن الخام الأمريكي قفز الأسبوع الماضي في أعقاب تقرير حكومي أظهر انخفاض المخزونات أكثر بكثير مما توقعه المحللون، مسجلا انخفاضا قدره 5.89 مليون برميل للأسبوع الماضي.
وأضاف أن مخاوف الركود لن تنال كثيرا من النفط الذي يتسم بقوة عن بقية السلع كما أن هناك بعض العوامل التي تضيف نغمة صعودية مثل استمرار اضطراب العرض الروسي والضغط التضخمي العام، مشيرا إلى أن خطط النفقات الرأسمالية لصناعة النفط شهدت نموا في 2022 مع ارتفاع الأسعار وبالتالي ارتفعت الأرباح وسينتج عن ذلك زيادة العرض، معتبرا أن الخطر العام على النفط يتجه نحو الانخفاض.
من جانبه، ذكر تقرير "ريج زون" النفطي الدولي، أن أسعار الخام ارتفعت إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع وحققت مكسبا أسبوعيا ثانيا على التوالي، بعد أن حذرت روسيا من أنها قد تخفض الإنتاج بما يصل إلى 700 ألف برميل يوميا استجابة للعقوبات المفروضة على النفط الخام في البلاد.
وأشار إلى تضاؤل أحجام التداول بسبب عطلة الأعياد كما تفوق التهديد الروسي بخفض الإنتاج على آثار الشتاء الجليدي القارص الذي يجتاح الولايات المتحدة، حيث أوقف الجليد ثلث طاقة التكرير على ساحل خليج تكساس وما يصل إلى 350 ألف برميل يوميا من إنتاج الخام في نورث داكوتا.
ولفت إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للبنزين إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع بعد توقف مصفاة التكرير على الرغم من أن العرض في حالة جيدة، في وقت بقت فيه مخزونات البنزين في ساحل الخليج عند مستوى قياسي لهذا الوقت من العام مع تسجيل مخزونات الديزل أعلى من المعدل الطبيعي.
وأوضح التقرير أنه لا يزال النفط الخام في طريقه لتحقيق مكاسب سنوية متواضعة بعد عام متقلب أدت فيه الحرب الروسية على أوكرانيا إلى قلب أسواق النفط مع قيام مجموعة الدول السبع بفرض سقف سعر قدره 60 دولارا للبرميل على الخام الروسي في محاولة لخفض العائدات المالية الروسية مع إبقاء الصادرات في السوق.
وأشار إلى ارتفاع أسعار النفط على مدار الأسبوع مدعومة بانخفاض المخزونات الأمريكية واحتمال دخول الولايات المتحدة إلى السوق كمشتر لتجديد احتياطي البترول الاستراتيجي، منوها إلى أن إحصائيات العمل القوية وتقرير الناتج المحلي الإجمالي الإيجابي جعلت أسواق الأسهم متوترة بشأن رفع أسعار الفائدة في المستقبل من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وذلك في إطار جهود يحاول فيها ترويض التضخم.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، قفز خام برنت بأكثر من 3.5 في المائة، عند تسوية تعاملات الجمعة، مسجلا المكاسب الأسبوعية الثانية على التوالي، وعند التسوية، ارتفع خام برنت بنحو 3.6 في المائة، عند 83.92 دولار للبرميل.
كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.7 في المائة، إلى 79.56 دولار للبرميل.
وصرح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك بأن موسكو قد تقلص إنتاجها من النفط بما يراوح بين 5 و7 في المائة، في أوائل 2023 ردا على فرض حدود قصوى لأسعار خامها ومنتجاتها النفطية.
ووفقا لما ذكرته "رويترز"، فإنه من المحتمل أن تتراجع صادرات روسيا من نفط البلطيق 20 في المائة، في الشهر الجاري تزامنا مع فرض الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع عقوبات وسقفا لأسعار الخام الروسي.
وكان بنك "جولدمان ساكس" قد توقع ارتفاع أسعار النفط بنحو 15 دولارا من مستوياته الأخيرة بدعم من الطلب الصيني، ويأتي ذلك بعد إعلان الصين تخفيف قيود الإغلاق والإجراءات الاحترازية في محاولة لاستعادة النشاط الاقتصادي مما يدعم بدوره الطلب. من ناحية أخرى، انخفض مؤشر الدولار بحلول الساعة 19:17 بتوقيت جرينتش بنسبة 0.1 في المائة، إلى 104.3 نقطة، وسجل أعلى مستوى 104.5 نقطة وأقل مستوى عند 104.1 نقطة. وعلى صعيد التداولات، ارتفعت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم فبراير بنسبة 2.6 في المائة، إلى 79.5 دولار للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم فبراير بنسبة 3.4 في المائة، إلى 83.7 دولار للبرميل.