الخميس, أبريل 18, 2024 15:38:59
لندن
اعدام منى ذكى
-
24/01/2022 04:26:00 م
- |
- مقالات
بقلم : خالد مصطفى
كاتب مصرى - لندن
إعدام منى ذكى
على الرغم من عدم خبرتى السينمائية وخطورة التحدث عن أمور لست فيها من المتخصصين لكن مايحدث حالياً من ضجة حول مشكلة الفنانة العبقرية منى ذكى بصراحة إستفزتنى التدخلات السافرة فى حياة الفنانة الشخصية ومحاولات التأثير عليها سواء بوسائل الإعلام بمختلف منصاتها أو عبر وسائل السوشيال ميديا حتى أصبحت منى ذكى تريند متداول ومتصدر لأغلب المنصات الإعلامية دعونا لانتحدث كثيراً عن الفيلم المتسبب فى الأزمة التى يكتسيها الجهل وعدم الفهم والإدراك المعنوى والتسارع فى إصدار أحكام الإعدام ضد قطة الشاشة المصرية من بعض العناصر التى جعلت من أنفسها قضاة وجلادون فى آن واحد فالحديث ليس عن ( أصحاب ولا أعز)
حيث لايوجد بالفيلم مناظر خادشة للحياء كما حدث فى عشرات الأفلام قبل ذلك ليس فيه حالة إغتصاب واحدة كالتى تعرضت لها قبل ذلك ممثلات كثيرات ماذلن على قيد الحياة تتمحور القصة حول أحداث قد تحدث بمختلف مجتمعاتنا العربية بل بالعكس فهو يقدم رسالة توعية مهمة للشباب فى مختلف أعمارهم ولو تحدثنا عن الصور السيئة التى تضمنها سيناريو الفيلم سنجد منها الكثير والكثير وتحدث يومياً تصرفات مشابهة أو أكثر منها (تحت سلالم الحقيقة) والخبايا المتعددة فى المجتمع والإنحدار الأخلاقى لدى البعض من المشوهين فكرياً إن مايحدث تحت سلالم المجتمع يومياً أكبر وأفظع وأبشع مما يحدث فى فيلم (أصحاب ولا أعز) لكننا للأسف نفوس مريضة تلهث وراء المعلومات الخاطئة بدون فهم محتواها الحقيقى وما الهدف والمضمون من تلك المعلومات بل ونبادر فى الهجوم على أى شخص وبدون وعى أو إدراك المهم كلنا نركب الموجة وأكرر حديثى ليس عن الفيلم ولا عن مايقدمه من محتوى لكن هفكر السادة أصحاب عقول السمك إن الفنانة منى ذكى التى أكن لها كل تقدير وإحترام واحدة ممن شكلت وجدان السينما الشابة فى عقول الملايين كما أنها ليست هى الأولى فى تاريخ السينما المصرية التى ( قامت بخلع الأندروير) فى سياق العمل الدرامى لكن قبلها فعلتها الفنانة شمس البارودى فى فيلم (حمام الملاطيلى) والفنان الشيخ محمد العربى أخو الإرهابى الإخوانى الهارب وجدى العربى برضه (خلع الأندر) فى نفس الفيلم وكمان الفنان هانى رمزى (خلع الأندر) فى فيلم (محامى خلع) والفنان العظيم احمد مظهر (نزع الأندر) فى فيلم (حتى آخر العمر) يعنى منى ذكى لم تكن الأولى فى تاريخ السينما المصرية بالعكس هناك فنانات كثيرات ظهرن فى الحمام عاريات وفنانات تم إغتصابهن فى الحقيقة أثناء التصوير ولم نسمع ولم نرى هجمة شرسة مثلما تعرضت لها منى ذكى وأسرتها مؤخراً وإذا كان البعض يعيب على بطل الفيلم الفنان إياد نصار لقيامه بدور (شاذ) يجب أن لاتنسوا أن نفس الممثل هو من قام بتجسيد دور البطل (محمد مبروك) فى المسلسل الرائع (الإختيار 2)
ويجب أن لاننسى أيضاً إن الراحل يوسف شعبان أجاد فى أداء دور الشاذ فى فيلم (حمام الملاطيلى) وخالد الصاوى أبدع فى نفس الدور فى فيلم (عمارة يعقوبيان) وساهم الفنان حمدى الوزيرى بأدائه الرائع فى الحد من حالات التحرش التى إجتاحت المجتع لفترات طويلة إذا السينما تشكل وجدان الشعوب وتقدم رسالة سامية وكلنا جميعاً تربينا على القيم والمبادئ التى غرستها فى وجداننا روائع السينما المصرية فيجب على مدعى الفضيلة وأصحاب الشطحات الأخلاقية أن ينظروا للسلبيات التى ستأكل جدران المجتمع بدلاً من سن أسلحتهم لإغتيال براءة فنانة محترمة قدمت مثلاً يحتذى به مع زوجها الفنان الرائع أحمد حلمى الذى لون المجتمع بلون الكوميديا الهادفة التى تتضمنها افلامه السينمائية حيث كونا بيتاً فنياً على مدى سنوات طويله مملوء بالحب والإحترام قبل ان نغتاب منى ذكى يجب أن نفتش فى نفوسنا وضمائرنا ويضع كل منا ضميره فى ميزان العدل قبل إصدار حكم بوفاة فنانة معنوياً وهى على قيد الحياة نعم أنا أعلم مثلى مثل الأخرون فى مجتمعنا والمجتمعات العربية أن (المثلية الجنسية) محرمة شرعاً فى مختلف الأديان وكلنا داخل مجتمعاتنا الشرقية المحافظة ضد من يروج لها لكن يجب أن لاتضع رؤوسنا فى الرمال التوعية مهمة جداً لأولادنا وبناتنا لكننا للأسف نعيش حاليا تحت سموات مفتوحة وناقلة حتى لما قد يحدث فى الغرف المغلقة فليس عيباً أن يناقش فيلم هذه السلبيات ليرسل من خلالها رسالة توعية مهمة لأولادنا ومناقشة أى عمل درامى لهذه الأمور ليس جريمة ولا يعد ترويجاً لها على الإطلاق وفى النهاية أتمنى أن يراجع من تطاولون على منى ذكى موقفهم وأن لانساهم بجهل فى إعدام فنانة كل ماإرتكبته من ذنب أنها أظهرت بصدق حقيقة مايحدث فى أماكن عديدة بمجتمعاتنا الشرقية فى إطار إجادتها لمشهد تمثيلى ليس أكثر من ذلك إن إحترام الفنانة المبدعة منى ذكى وعدم إهانتها أو إهانة أسرتها من أصحاب التريندات المشعللة وأصحاب النفوس المريضة بات واجباً عليهم أن يعيدوا النظر فيما إقترفوه من إثم وعدوان ظالم على فنانة ظُلمت بسبب سوء الفهم والتسرع وعدم التقدير ياسادة إن مشهد واحد فى فيلم قد تكرر مئات المرات بين جدران وكاميرات السينما المصرية والعربية لايدعوا أبدًا أن يكون سبباً فى إعدام الفنانة المحترمة منى ذكى وهى على قيد الحياة
- |
-
-