يود الحزب الديمقراطي أن يتوجه بتقديم جزيل شكره للغرفة العربية الألمانية للتجارة و للجمهورية الألمانية الفيدرالية على تنظيم مؤتمر برلين الاقتصادي في ٤/١٠/٢٠٢١ ، و أن يغتنم هذه الفرصة للتأكيد على أن الشعب الليبي مصمم على تحقيق الإنتقال بليبيا إلى دولة ديمقراطية عصرية تسهم بقوة في خير الإنسانية جمعاء
فالشعب الليبي يريد تحقيق الديمقراطية في بلاده, فهي حق طبيعي لا يمكن التنازل عنه، بعد أن عانت ليبيا الأمرين من ديكتاتورية القذافي, و ما صاحبها من التدمير الحضاري. ليبيا دفعت فتورة عالية في الارواح و الممتلكات ، إلا أن لليبيا لن يكون في وسعها تحقيق حلم الديموقراطية دون أن تمد لها الأسرة الدولية يد العون و المساعدة
لهذا يقترح الحزب الديمقراطي بأن تقدم الولايات المتحدة الأمريكية خطة مارشال لليبيا, أسوة بتلك التي قدمتها لأمانيا بعد الحرب العالمية الثانية . على أن يتم تمويل هذه الخطة من أرصدت الدولة الليبية المجمدة حاليا. فبلادنا لا تعاني من النقص في المال, ولكنها تعاني من تكدسه و ذهابه إلى الأيادي الخطأ.
إلا أن ليبيا الآن في حاجة إلى دستور عصري يشبه ما حصلت عليه ألمانيا بعد الحرب, مع مراعات الخصوصية الليبية. وحتى يمكننا تحقيق هذا الهدف, فنحن في حاجة إلى الخبرات الألمانية لمساعدتنا في الوصول إلى غايتنا.
وفي عصرنا الحديث حولت الهواتف الذكية معظم الليبيين – خاصة الشباب – إلى مواطنين عالميين, يرغبون في الحرية وممارسة الديموقراطية, مثل باقي شعوب العالم. ومن الجدير هنا أن نذكر أن حوالي 70% من شعب ليبيا, ينتمون إلى فئات عمرية تقل عن الثلاثن عاما. وهذه فئات بطبيعتها ديناميكية, نعتبرها رصيدا بشريا يجب إدماجه في عملية تطوير الإقتصاد القومي للبلاد.
إن بداية النجاح تكمن في التخطيط الجيد ، لهذا فإن ليبيا ستحتاج إلى الخبرات الألمانية لوضع خطة قائدة للبلاد تحتوي على بناء المدن الذكية ذات الطاقة النظيفة .
لهذا يطالب حزبنا الديموقراطي بأن تقوم ليبيا بالتصديق على مهاهدة نيويورك, الخاصة بالتعاقدات التجارية, حتى تعود الثقة لإقتصاد البلاد. ليبيا دولة لا تقبل بوجود الفساد في أجهزتها, وليس كما أشار إليه البعض خلال هذا المؤتمر, من ضرورة "بناء الفساد" حتى يتم أبرام العقود.
والحزب الديموقراطي يستنكر ما تم قوله, بوصف ليبيا بأنها "دولة غنية حتى القذارة", على لسان المسئول الألماني الذي ترأس الجلسة الختامية. هذا الوصف غير مقبول دبلوماسيًا ولكنه قدم الاعتذار في ما بعد. فقد كان الأجدر به أن يقول: إن ليبيا دولة ثرية جدا, عليها أن تسخر ثروتها في خدمة شعبها
.
إننا نهيب بالحكومة الألمانية أن تتزعم المجتمع الدولي في تغيير الصورة النمطية الإستعمارية السائدة التي ترى العالم العربي على أنه مصدر للمواد الخام و سوق للمنتجات المصنعة لا أكثر و لا أقل . لقد آن الأوان بعد إندلاع ثورات الربيع العربي لأن ينظر إلى العالم العربي على أنه شريك و ليس غنيمة .
إن ليبيا سوق واعدة يصل دخلها إلى حوالي 100 مليون دولار يوميا و ليس عليها أية ديون . و الحزب الديمقراطي يعمل على أن يكون للشركات الألمانية دورا رائدا في إعمار ليبيا . و هو يناشد الحكومة الليبية أن تعطي أولوية الإستيراد للمنتجات الألمانية و مقاطعة المنتجات الصينية لمناصرة الصين للأنظمة الديكتاتورية حول العالم .
أحمد الشيباني
رئيس الحزب الديموقراطي