أولى مفاجآت الموجة الرابعة لكورونا.. سلالة خطيرة باسم «مو»
-
15/09/2021 05:04:00 م
- |
- ثـقـافــة
الشرق تريبيون - متابعات
قبل أن تفيق دول العالم من أزمة متحور دلتا الذى انتشر بشدة فى الفترة القليلة الماضية ولازال ينتشر بسرعة، ولا يفرق بين الكبير و الصغير، بين البالغين و الأطفال، حتى ظهر متحور "مو" الجديد الذى يؤكد البعض على أنه قد يتمتع بخاصية الهروب المناعى ومن ثم لا تفيد اللقاحات معه، وهو ما دفعنا للبحث عن حقيقة المتحور الجديد لدى المختصين.
يقول الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، إن المتحور "مو" ظهر لأول مرة فى كولومبيا بنسبة إصابات تجاوزت ٣٩% ويقال إن لديه القدرة على مقاومة اللقاحات، وهو ما يحتم إجراء مزيد من الدراسات لفهم هذا المتحور، مؤكدا أن الدولة المصرية تسعى بكل جهدها لتوفير أكبر قدر ممكن من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد ومن دول متعددة، وذلك لتطعيم أكبر عدد ممكن من المواطنين فى مصر، لافتا إلى أن التطعيم يحد من فرص الإصابة والعدوى والمضاعفات الخطيرة والحادة، ومن المتوقع تطعيم 40% من الشعب المصرى بحلول نهاية العام الجاري، ولا يوجد ما يستدعى القلق من الأعراض الجانبية المصاحبة للقاحات كورونا.
وأوضح "الحداد" أن الدولة بنهاية العام الجارى لديها القدرة على تطعيم كل موظفى الدولة من مدرسين وموظفين وأطباء، وكل من له صلة مباشرة بالتعامل مع أكبر قدر من المواطنين، وذلك لتلافى انتشار الفيروس، مؤكدا أن هناك مجموعة من الأعراض الثابتة للموجات الثلاث الأولى لفيروس كورونا تتشابه مع الموجة الرابعة، والتى تتمثل فى ارتفاع درجات الحرارة والتهاب فى الحلق ومشاكل فى التنفس والسعال والصداع الشديد، موضحا أن الموجة الرابعة لفيروس كورونا لديها قدرة على الانتشار السريع وإصابة الأطفال والشباب والبالغين، لذا فإن ما يقينا من متحور "دلتا أو مو" هو اتباع الإجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامة والعزل فى المنزل لتجنب حدوث عدوى لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وغسل وتطهير الأيدى باستمرار، إلى جانب عدم التواجد فى الأماكن المزدحمة والمغلقة، التى من شأنها أن تؤدى إلى عدوى كبيرة بين المتواجدين، وذلك بجانب الحصول على لقاح فيروس كورونا المستجد، خاصة لكبار السن وذوى الأمراض المزمنة، لافتا إلى أن هناك استفسارات كثيرة حول مدى خطورة تلقى اللقاح لكبار السن وذوى الأمراض المزمنة، مؤكدا أن اللقاح صنع خصيصا لهذه الفئات، التى تمثل إصابتهم بالفيروس خطورة شديدة على حياتهم، ودخولهم لغرف العناية المركزة ووضعهم على أجهزة التنفس الصناعي، لذا أناشد كل المواطنين بضرورة الإسراع فى التسجيل والحصول على لقاح كورونا، خاصة أن الدولة المصرية وفرت جرعات كبيرة من اللقاحات للمواطنين مجانا، مشيرا إلى أن اللقاح لن يحمى من الإصابة بمتحور "دلتا أو مو"، لكنه يحمى من الدخول فى أعراض خطيرة، مؤكدا أنه لن يكون هناك جرعات ثالثة لمن تلقى الجرعتين الأولى والثانية، إلا بعد أن يحصل كل المصريين على الجرعتين من اللقاحات المتوافرة.
فيما قال الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، إنه تم إضافة متحور جديد إلى قائمة منظمة الصحة، له بعض سمات الهروب، وهو متحور (مو) Mu B.1.621، حيث تضمنت قائمة منظمة الصحة 4 متحورات مثيرة للقلق (Variants of Concern VOC) وهى متغير ألفا والموجود فى 193 دولة ، بيتا فى 141 ، جاما فى 91 ودلتا فى 170 دولة، وقد تم تحديده لأول مرة فى كولومبيا فى يناير 2021 ، وكان هناك بعض التقارير من أوروبا وأمريكا عن رصده، لكن نسبته حاليا على مستوى العالم أقل من 0.1٪ ، إلا أن الانتشار يزيد كل يوم فى كولومبيا (39٪) والإكوادور (13٪) مما جعل هذا المتحور ذا اهتمام للمنظمة.
وأضاف أستاذ علم انتشار الأوبئة أن مشكلة (مو) تكمن فى أن له خصائص الهروب المناعي، بمعنى أن اللقاح قد يكون تأثيره أضعف أو ذا حماية زمنية أقل، مؤكدا على أنه لم تكن هناك أى دراسة مؤكده على هروبه من اللقاح أو تحديد نسبته.
وأشار "عنان" إلى أن الاستمرار فى عدم عدالة التوزيع وبطء عملية التلقيح هو ما يؤدى إلى انتشار الفيروس وحصد الكثير من الأرواح، متسائلا هل سيكون لقاح سينوفاك فعالا ضد فيروس كورونا ومتغير دلتا، موضحا أن مأمونية سينوفاك عالية ولم يتم رصد آثار جانبية مختلفة عن المألوف، حيث ظهرت نتائج فعالية اللقاح.. أن اللقاح منع الأعراض فى 51٪ ممن تم تطعيمهم ومنع الأعراض الحادة والوفاة فى 100٪ منهم، ووجدوا أن جرعة واحدة من اللقاح المعطل سينوفاك أسفرت عن فعالية لقاح تبلغ 13.8 فى المائة فقط ، ولم تكن كافية للحماية من عدوى سلالة دلتا. وبعد جرعتين، ارتفعت الفعالية إلى 59٪ ضد أعراض كورونا بشكل عام و 70.2٪ ضد الأعراض المتوسطة، وضد الأعراض الحادة بنسبة 100 فى المائة، اما ضد دلتا ففاعلية سينوفاك 50/ ضد الأعراض، موضحا أن اللقاحات بالقياس قد تكون أقل فى الفاعلية ضد دلتا من الفيروس الأصلى فى الحماية من الأعراض الخفيفة، ولكن تحمى من الأعراض الحادة والوفاة، مشيرا إلى أن السبيل الوحيد هو اللقاح للحماية سواء من دلتا او أى متحور آخر سواء مو أو غيره .
وأكد "عنان" أن الاحتياج لجرعة ثالثة سيكون بعد التطعيم الأساسى بجرعتين لكل البالغين أولا، وذلك نظرا لقلة اللقاحات وعدم حرمان شخص من جرعة أولى لإعطاء شخص آخر جرعة ثالثة، وعن الموجة الرابعة يقول "عنان": بدأنا فعليا الموجة الرابعة ومن المتوقع أن تكون إصابات الموجة الرابعة أعلى من الموجة الثالثة والثانية، نظرا لقوة انتشار متحور دلتا وتوقع وجود متحورات جديدة مثل متحور مو، وستبدأ مرحلة الذروة فى شهر أكتوبر وتعتمد نسبة الوفيات بشكل كبير فى مصر على نسبة التطعيم والتى تعدت حاليا الـ ٧٪ وأتمنى أن تكسر الـ ١٠٪ فى أسرع وقت، موضحا أن أكبر مشكلات الموجة الرابعة ارتفاع الاصابات من دلتا ومن ثم الضغط على المستشفيات وقد حدث ذلك ببعض الدول، مشيرا إلى أن وفيات هذه الموجة ستنحصر فى الفئات غير المتطعمة بنسبة ١٠٠%، بينما فى الفئات الملقحة ستقارب الصفر.
وأوضح "عنان" أننا بحاجة لسرعة التسجيل لتناول اللقاح، علما بأن هناك ما يقرب من ٤٠ مليون شخص سيتم تلقيحهم خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى التعامل مع أى أعراض برد باعتبارها كورونا، لا سيما وأن أعراض الموجة الرابعة شبيهة بأعراض البرد، والالتزام بالكمامة والاجراءات الاحترازية، والالتزام بالتباعد الاجتماعى وعدم التجمعات، وزيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات وخصوصا العناية المركزة مع فرض غرامات على الاماكن غير الملتزمة، مشيرا إلى أن الأعراض الجديدة تتمثل فى ال GIT وال eye، وبالتالى حال وجود أى افرازات أو التهابات ولو فى عين واحده قد يكون بنسبة كبيرة فيروسيا وايجابى كورونا، مرحبا بوضع عقوبات على أصحاب الاعمال والمصانع فى حالة عدم اتباع الاجراءات الاحترازية، ومنع دخول الموظفين لمقار عملهم حال رفضهم للتلقيح.
فيما قال الدكتور محيى الدين سليمان وكيل مستشفى حميات العباسية، إن متحور "مو" من الممكن بالفعل أن يكون لديه طفرات يمكن أن تنطوى على خطر الهروب المناعي، مما يجعلها أكثر مقاومة للقاحات وقد تكون مدمرة لخلايا الجسم، لذا يجب مراقبته ودراسته جيدا لمعرفة خصائصه ومدى تأثيره وإمكانية التعامل معه، مشيرا إلى أن أعراض متحور "مو" لم تختلف عن أعراض فيروس كورونا الأصلى أو أى من سلالاته، إذ تشابهت أعراض الإصابة بالمتحور مع أغلب الأعراض الأخرى للفيروس، كالتهاب الحلق، صداع شديد جدا، وارتفاع شديد فى درجات الحرارة، وسعال جاف، وإسهال وقيء، وآلام فى البطن، وضيق فى التنفس، وآلام فى الصدر، والرغبة الشديدة فى النوم وعدم القدرة على الاستيقاظ، وآلام فى الجسم والعضلات والشعور بالتعب والإرهاق.