الخميس, أبريل 18, 2024 09:26:30 لندن

خطاب بايدن تهنئة لطالبان بأمارة اسلامية فى آسيا

  • 18/08/2021 02:06:00 ص
  • |
  • رئيس التحرير


بقلم : محمد العطيفى 

مثيرا للجدل الخطاب الذى القاه الرئيس الأمريكى معلنا انسحابه من أفغانستان بعد سيطرة طالبان عليها بالكامل فى ساعات .

وللحقيقة وهذه هى مسئولية الشعب الأمريكى أن يسأل ( بايدن ) عن خطورة هذا القرار وما نتج عنه وأمريكا كانت القوة التدميرية لها بعد الحادى عشر من سبتمبر وفى حربها على أفغانستان أى حربها على ( طالبان ) كانت بكل المقاييس من أقوى الحروب وتكلفة مالية لم يسبق لها مثيل .

وبالنظر الى تاريخ الصراع فى أفغانستان فهو أكثر جدلا وأكبر بكثير من الكلمات الركيكة التى خرج على العالم بها الرئيس الأمريكى ( بايدن )

فحركة طالبان التى أدعى الامريكيون والغرب محاربتها  لها باع طويل فى الحروب منذ تاسيسها فى عام 1994  ووجودها فى ( قندهار ) وبروز اسم ( الملا عمر )  ورغم هزيمتهم من ( قوات الدولة الأسلامية ) بعد الهزيمة التى المت بالروس فى فترة الحرب الباردة وبمشاركة ( المجاهدين العرب ) بما فيها تنظيم القاعدة الذى باركته امريكا والغرب آنذاك لتخرج ( امريكا ) العقل المدبر منتصرة فى الحرب على الروس فى افغانستان دون أن تطلق رصاصة واحدة.

لكن طالبان كانت تسيطر على العديد من الاراضى الأفغانية ؛ حتى تمت السيطرة على كابول العاصمة معلنة قيام ( الامارة الاسلامية فى أفغانستان ) للفترة من سبتمبر 1996 حتى 2001

منذ عام 2001 وامريكا لم يهدأ لها بال ؛ لعبت ايران دورا هاما فى حماية الجنود الامريكان والقوى الغربية كحماية لهم وتعزيز من حكم الملالى فى طهران .

حاولت امريكا لمرات عديدة فتح الحوار مع ( طالبان ) لكن كان ( الملا عمر ) ضدهم وبالمرصاد رافضا اى تعامل معهم . والحركة تزدهر وتفهم معنى الحروب ..

يرجع فهم طالبان للوضع الامريكى الذى رأى ان الولايات المتحدة الامريكية تتصرف بصبيانة غير مدروسة منذ حكم الرئيس بيل كلينتون ؛ والذى كان يقف له بالمرصاد الملا عمر وأسامة بن لادن ؛ وامارة طالبان فى الحكم . الى ان أتى الرئيس بوش الذى استطاع ان يجمع قوة 40 دولة ليزيل طالبان من الحكم ؛ ليأتى بعدها ( باراك اوباما ) ليحارب داعش ويقلب الاوضاع فى الشرق الاوسط بما سمى ( الربيع العربى ) . وفى ظل كورونا التى المت بالعالم استطاع ( دونالد ترامب ) ان يبقى السيطرة فى أفغانستان ويحد من تقدم طالبان .

لكن كانت ( الدوحة – قطر ) تحتضن طالبان تحت مسميات التسوية السياسية . وهنا يظهر أهم سؤال ؟؟ هل لعبت قطر دورا بارزا فى عودة ( طالبان ) بمبادرة امريكية ؟؟؟

هذا ما يتضح لنا من ارض الواقع ؛ فدولة الرئيس الهارب أشرف غنى كانت تلقى الدعم والسلاح من الامريكان ؛ تكوين جيش قوامه 300000 ثلاثمائة الف جندى ليس بالشىء الهين ؛ وتسليحه يشرف عليه الامريكان الذين يدعون أن لديهم اقوى الاسلحة ؛ والقوة التدميرية التى تفنى العالم عشرات المرات . لايوجد وجه للمقارنة بقوات طالبان التى لم يصل تعدادها الى 100000 مائة الف مقاتل لتسيطر على افغانستان فى يومين وفى حضور المجتمع الدولى بأكمله ووجود قوات اجنبية مازالت على الارض وسط تبريرات هزيلة من السياسيين بالانسحاب من افغانستان .

فخلاصة القول : لماذا دخلت امريكا هناك ولمدة عشرون عاما ولم تستطع اقامة دولة قوية أو القضاء نهائيا على طالبان ؟

هل كانت امريكا تدعم وتساعد طالبان على الارض أملا فى عمل أمارة اسلامية فى آسيا ؟ وطالبان باكستان فى الجوار ومن الممكن ان تكون هناك رغبة لزعزعة الاستقرار فى باكستان ؟

العديد من الاسئلة التى توضح حجم المؤامرة الامريكية فى العالم ؛ وهى كل يوم تفقد هيبتها ؛ وتزداد خسائرها نتيجة حماقة صانع القرار لديهم !!

وهذا ما يجب عل المواطن الامريكى وأن يسأل حكومته عن سياستها الغير واضحة .

فهل الامارة الاسلامية التى باركها الرئيس بايدن مؤشرا كبيرا عن تراجع الدور الامريكى فاتحا الستار أمام عالم جديد متعدد الاقطاب .

هذا ما ستجيبنا عليه الايام القادمة







اخر الاخبار

  • خطاب بايدن تهنئة لطالبان بأمارة اسلامية فى آسيا

    • 18/08/2021 02:06:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى مثيرا للجدل الخطاب الذى القاه الرئيس الأمريكى معلنا انسحابه من أفغانستان بعد سيطرة طالبان عليها بالكامل فى ساعات . وللحقيقة وهذه هى مسئولية الشعب الأمريكى أن يسأل ( بايدن ) عن خطورة هذا القرار وما نتج عنه وأمريكا كانت القوة التدميرية لها بعد الحادى عشر من سبتمبر وفى حربها على أفغانستان أى حربها على ( طالبان ) كانت بكل المقاييس من أقوى الحروب وتكلفة مالية لم يسبق لها مثيل ...

  • حقوق الأنسان بين الحقيقة والتصنع

    • 16/03/2021 08:16:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى كلمة " حقوق الانسان " اصبحت كلمة مطاطة عديمة للجدوى لأنها تفهم منقوصة ومجردة من أعماقها لدى المتشدقين بها . من الملاحظ انها يتم فهمها من نظرة ضيقة افقدتها أجمل المعانى التى نصت عليها القوانين الدولية التى نعترف بها . فمن قام بتجريد الكلمة من معانيها الحقيقية ، لتتحول للمنظور الضيق الذى تبناه ( رعاة عدم الفهم ) فى ظل نظام دولى ينتقى المفردات ، ويتحلل من معانيه...

  • مبادرة القاهرة للوضع فى ليبيا بداية للأستقرار فى ليبيا

    • 06/06/2020 08:47:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم محمد العطيفى استطاعت القاهرة اليوم أن تخرج بالمبادرة الهامة لخلق الاستقرار فى ليبيا وبداية الحوار بين الأطراف الليبية لأيجاد المخرج الصحيح من أزمة مدمرة عاشها الليبين تجرعوا فيها العديد من ويلات حروب وعدم استقرار . هذه المبادرة بمثابة خطة طريق للوصول الى الأمن والسلام المفقود فى ليبيا منذ عام 2011 وحتى هذه اللحظة وهى المخرج الوحيد الذى يجب فورا استثمارها كفرصة لن تعرض مرة اخرى بنوايا صاد...

  • الخروج من سجن الكورونا

    • 02/06/2020 06:40:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى يستعد العالم الى العودة الى ماقبل كورونا بعد أن هدد هذا الفيروس اللعين حياة البشر ؛ ليشهد عام 2020 منذ بدايته ولمدة نصف العام حالات هلع ورعب وخوف لم تشهدها البشرية الا منذ سنوات بعيدة لم تشهدها الأجيال الحالية من قبل . فكانت هناك العديد من الاوبئة والامراض التى فتكت بالشعوب سابقا منها على سبيل المثال لا الحصر الكوليرا ؛ الانفلونزا الاسبانية بالاضافة الى ايبولا والعديد من ال...

  • المحنة .. والمنحة

    • 15/04/2020 07:01:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم الاستاذة : الفة السلامى ماذا فعلت أزمة كورونا بالعالم ؟! انظروا من حولكم وتأملوا.. فجأة باريس تفقد عشاقها و رومانسيتها ؛ برج ايفيل والشانزليزيه يذرفان دموع الشوق على ثمانين مليونا من عشاقهما السائحين الذين سيهجرون محبوبتهم فرنسا هذا العام "بجنها وملائكتها"! شاهدوا ديزني لاند بين عشية وضحاها قافرة هجرها السحر والساحر.. ولومبارديا العاشقة الجريحة أضحت بلا قلب يتخاطف فيها الإيط...

  • القدس والاقصى الشريف بين التطبيع والتثقيف

    • 22/07/2019 12:10:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى التطبيع كلمة مخيفة لدى البعض من العرب ، هى كلمة تخويف وتحمل العديد من المفاهيم البالية لدى عالمنا العربى .لان جزء من افكاره أما مستقاه من الاعلام ، أو من أحاديث متداولة نتناقلها كالاساطير . عالمنا العربى كاره للعنصرية ، ويطالب بعدالة أجتماعية ، وديمقراطية وحقوق أنسان ، المدينة الفاضلة ( لافلاطون ) الا على نفسه ، لذا نحن المثاليون من خلال الرؤية الواحدة . سألت مرارا العديد...

  • القدس والاقصى الشريف بين التطبيع والتثقيف

    • 22/07/2019 12:09:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى التطبيع كلمة مخيفة لدى البعض من العرب ، هى كلمة تخويف وتحمل العديد من المفاهيم البالية لدى عالمنا العربى .لان جزء من افكاره أما مستقاه من الاعلام ، أو من أحاديث متداولة نتناقلها كالاساطير . عالمنا العربى كاره للعنصرية ، ويطالب بعدالة أجتماعية ، وديمقراطية وحقوق أنسان ، المدينة الفاضلة ( لافلاطون ) الا على نفسه ، لذا نحن المثاليون من خلال الرؤية الواحدة . سألت مرارا العديد...

  • صفقة القرن فى إجازة حتى ربيع ٢٠٢٠

    • 24/06/2019 02:48:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    تعتبر صفقة القرن هى الشغل الشاغل بين كابوس يراه البعض وآخر يرى أنه الأمل فى نهاية الصراع العربى الفلسطينى الذى تقارب من عمر يتجاوز مائة عام . وبالرغم من مبادرات للحل الا انها تقابل بالرفض أو بالتعنت من الجانب الاسرائيلى ، الذى لايرتدع بل لاتشغله القرارات الدولية فى قضية تحتاج المرونة وتقديم التنازلات من كلا الجانبين اذا كانت هناك رغبة ونية صادقة من أجل السلام الذى يرتضى به الطرفين المتنازعين ...

  • ليبيا بين الواقع وعدم رؤية للمستقبل

    • 04/05/2019 09:04:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى قررت كتابة هذا المقال ونحن نستعد لنستقبل شهر كريم هو شهر رمضان المعظم شهر التسامح شهر الله وتلبية لرغبة العديد من الليبيين والليبيات ممن اتصل بهم من مدن شتى على الاراضى الليبية . - طال أمد الصراع فى ليبيا منذ عام 2011 ، والعالم يتمنى لها الاستقرار والعودة ليكون لها دورا فعالا على الساحة الاقليمية والدولية . لكن من الواضح انها غرقت فى آتون الحرب الاهلية منذ عام 2011 ور...

  • الى ما يسمون الاسلام السياسى ... انتهى الدرس ايها الارهابيون

    • 27/04/2019 04:11:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى رغم الدروس الكثيرة التى عاشها العالم العربى ، والتى جعلت من المواطن العربى اليوم أكثر نضوجا وفهما وقدرة على التمييز بين ماهو بخس وماهو نفيس ، الا أن التيارات الاسلامية وهى تلفظ انفاسها الاخيرة على عتبة الوعى الشعبى العربى ، والذى ينتفض اليوم هم من ينفضون غبار سنوات مرت اليمة ، لم يجد فيها المواطن العربى سوى زيف ودجل اهل هذا التيار الذين كانوا يتمنوا فى يوم ما رضى الدولة...


التعليقات

اضف تعليق