المقالة الاولى - فى حب لبنان
-
21/07/2021 03:23:00 م
- |
- صفحة المرأة
كتبت : جينا عيسى
أمسكت القلم......فخانتني الكلمات.....تركت حبره يسيل على صفحات الأوراق البيض. كانت الكلمات تتبعثر والحبر يسيل والقلم كريم معطاء منصف ومن دون حدود، ظلَّت الجمل والأفكار مشتت مبعثرة ولم تتوحد الاّ عندما كتبت 'لبنان' فجأة حشدت الأفكار جيوشها وتسلّحت بالكلمات وإبتدأت الجمل تأخذ مكانها.
كان القلم يبوح يوشوش للورقة بهموم شعب ينوء تحت عبء غلاء المعيشة وإرتفاع أسعار السلع والدولار، يدُقُّ طبول الفقر والعوز نقراً على طاولة مكتبي مصحوبة بأنّات شعب هلكته إرتفاع الأسعار والبطالة.
لبنان حبَة الدُر في تاج الشرق والغرب، لبنان نسمة ربيع حلوة وليالي صيفية غنّاء،يزهو بكرم الضيافة ووجهت السياحة على مرّ العصور حتى لقِّب بسويسرا الشرق لجمال طبيعته وسحره، بترحاب أهله بما لديهم من ثقافة في التعايش عن رغم إختلاف السُنن و المذاهب وكم كانت بيروت و لبنان بجغرافيته وأدبه وثقافته ألحصن المفتوح لكل من اتجه اليه ليخرج منه عاشقاً ومحباً لهذه الدولة من سلام وأمن ومحبة، ضارباً نموذجاً لم تراه البشرية الاّ في عدة مدن في العالم.
منذ الاستقلال ونحن جزء من هذا المشرق جمعتنا علاقات قوية بمصر أم الدنيا، بالعراق، سوريا، السعودية ،الأردن .......
وكم أتوا إلينا وذهبنا اليهم لتتوّج أسمى علاقة في التواصل والإنصهار والمحبة.
فكم روى لي والدي عن إنجازات الإنكليز في وطني لبنان فلقد حفروا عند مداخل بلدتي حامات نفقاً يربط المدن ببعضها وكم عبَرتُ منه مرات مرات للوصول الى شواطئ لبنان الذهبية ، كما لا أنسى رحلاتنا الى الثلج ففي لبنان يمكنك التمتع بالسباحة وتمشي على رمال الشاطئ خطوات لتمحى وفي نصف ساعة يمكنك التذلج وأشعت الشمس تلمع وكأنها تنير لحيةً بيضاء لعجوز حفر الزمن على وجهه فوز بطولات وجولات.
نعم هو عريس الشرق فكم دُقَّت طبول الفرح وكم رقص الناس على أنغام الموسيقى وأصوات فنانيه تصدح على أدراج بعلبك صباح ....وديع الصافي .....نصري شمس الدين...أيقونة لبنان وصوت الملآكة المنشد في صوت فيروز .... الرحابنة وفنانين أجانب كثر.
لبنان أعطى من شواطئ بيبلوس جبيل صدَّر الحرف للعالم. لبنان أول من صبغ الأرجواني لباساً للملوك وأول بلد عرف صناعة الحرير.
هو إكليل ورود يزين العالم، نفحة عطر تفوح قداسة من بلد القديسين.
اليوم وبكل أسف لبنان يحتضر وشعبه ينتخبه يشيعه لمثوله الأخير باصوات عالية تصرخ بوجه الظلم بوجه الفقر وبما أن طائر الفنيق يبعث حياً بعد الموت فها هو ينتفض
في الشوارع يقول لا لن تنطفئ منارة الشرق ، يرفعوا الصوت عالياً ويقمعوا في الشوارع يُزَجوا تحت عبئ الغلاء الفاحش والدولار الجبار.