الخميس, أبريل 25, 2024 21:23:07 لندن

حقوق الأنسان بين الحقيقة والتصنع

  • 16/03/2021 08:16:00 ص
  • |
  • رئيس التحرير


بقلم : محمد العطيفى 

كلمة " حقوق الانسان " اصبحت كلمة مطاطة عديمة  للجدوى لأنها تفهم منقوصة ومجردة من أعماقها لدى المتشدقين بها .

من الملاحظ انها يتم فهمها من نظرة ضيقة افقدتها أجمل المعانى التى نصت عليها القوانين الدولية التى نعترف بها .

فمن قام بتجريد  الكلمة من معانيها الحقيقية ،  لتتحول للمنظور الضيق الذى تبناه ( رعاة عدم الفهم ) فى ظل نظام دولى ينتقى المفردات ، ويتحلل من معانيها الحقيقية ويضعف من حدتها ليبلورها فى منظور ضيق يستطيع من خلاله أقناع عقول سطحية فى الأيمان التام بما يتلقاه من معانى،  خصوصا ان هذه المعانى اتت بل فرضت عليه من تيارات غربية لاتؤمن حتى فيما روجت له من افكار،  تعلقت بها العقول التى لم تتمعن فى الفهم الصحيح لكل ما سيق اليها من افكار ، بل ترددها كثيرا .

حقوق الانسان ليست " حرية التعبير " كما يروجون لها .. لان الكلمة أعمق من جزء واحد من الحرية هذه الكلمة الواسعة المعانى .

وحقوق الانسان تبدأ من مسكن مناسب وصحة جيدة وتعليم جيد وحياة كريمة لكل مواطن ،  حتى يتثنى له الدخول للحرية من أوسع ابوابها . هذه هى ابجديات حقوق الأنسان ..

 والسؤال ! ما فائدة " حرية التعبير " اذا كان هناك حرمان للمواطن من البيت الآمن والصحة والتعليم والحياة الكريمة التى تؤمنه اقتصاديا ؟

وهنا اصبح واجبا علينا أن نتفهم أن جمعيات حقوق الأنسان التى صدعت عقولنا يجب أن يتم حلها فورا وعدم الأعتراف بها نظرا لعدم جدواها،  لأفتقارها لعدم الفهم الصحيح لحق الانسان الأساسى وليس الثانوى  وهذا مانصت عليه حقوق الأنسان

لان الحقيقة التى يجب ان تضعها هذه الجمعيات نصب اعينها ( متى يكون الانسان حرا )؟

سنجد ان الحرية كامنة فيما سبق ذكره من مسكن وعمل وصحة وتعليم .

وأتمنى أن تسأل هذه الجمعيات العديد من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية !! هل يكفى المال فى ازهاق روح " جورج فلويد" من قبل الشرطة الامريكية ؟

وسؤالا آخر ! اين حقوق الأنسان من جوليان اسانج ؟ وماهى الجريمة التى اقترفها ؟ والعديد نشهده فى العالم الغربى الذى يتشدق بكلمات هو بعيدا كل البعد عنها وستظل بلا أجابه .. فهو يصدر لمن يرددون دون فهم .

" جوانتانمو " مازالت ابوابها مفتوحة ولاتستطيع جمعية أو حتى مؤسسة دولية تنبث بنبت شفة عنها . لماذا ؟ لأن تمويل هذه المؤسسات تنفق عليه الولايات المتحدة الامريكية واذا فقدت الدعم فقدت الوجود .

أذن هل نحن بحاجة لها ؟ لا والف لا

وهذا يأخذنى الى توضيح حقوق الانسان فى مصر التى لاينكرها الا جاحد أو أعمى

منذ ثورة 30 يونيو ومصر وضعت استراتيجيات للنهوض والتنمية ،  ووضع نفسها فى مسار الدول الكبرى والعودة بريادة جديدة وروح تتناسب مع متطلبات المرحلة  فى ظل تغيرات دولية معقدة ومركبة  فى العالم وفى منطقة الشرق الأوسط .

فبدأت بمراحل البناء للعديد من المدن الجديدة التى تستوعب الزيادة السكانية لهذا الشعب ، بما يناسب متطلبات هذه المرحلة وهى تستشرق آفاق للمستقبل البعيد .. لم تتوقف عند هذا الحد ، بل تسارع وتسابق الزمن فى رسم صورة جديدة للمواطن المصرى والنهوض به ، فى دولة حديثة ركزت على معالجة القصور فى السابق  ليرتد على الشعب آثار هذه الفترة الجديدة من أزدهار على حياة كل مواطن .

ركزت على الاهتمام بالتعليم والصحة .. أهتمت بالمرأة ومكنتها . برامج عديدة تعمل عليها الدولة احداها " تكافل وكرامة " . تعمل على البيئة والحفاظ عليها .. خلقت مساواة وتمكين الشباب من العمل للقضاء على البطالة ..

هذه هى حقوق الانسان التى يتحدثون عنها .

هذا النموذج المصرى الجديد فى ترسيخ مبادىء حقوق الانسان الحقيقية هو مايجب على العالم تشجيعة ودعم مصر حتى تكون نموذجا جديدا يحتذى به للنهوض بالعالم أجمع .

ما يحتاجه العالم هو هذه النماذج القيادية الجديدة التى ستجعل منا عالما يعيش حياة يملؤها الأمل ،  نتكاتف جميعا من أجل الارتقاء والاستقرار والرفاهية ، ونكرس عملنا من أجل حقوق الانسان الحقيقية وليست حقوق الانسان التى يتشدق بها الارهابيون وصغارى العقول الذين لايرون سوى القشور ..







اخر الاخبار

  • خطاب بايدن تهنئة لطالبان بأمارة اسلامية فى آسيا

    • 18/08/2021 02:06:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى مثيرا للجدل الخطاب الذى القاه الرئيس الأمريكى معلنا انسحابه من أفغانستان بعد سيطرة طالبان عليها بالكامل فى ساعات . وللحقيقة وهذه هى مسئولية الشعب الأمريكى أن يسأل ( بايدن ) عن خطورة هذا القرار وما نتج عنه وأمريكا كانت القوة التدميرية لها بعد الحادى عشر من سبتمبر وفى حربها على أفغانستان أى حربها على ( طالبان ) كانت بكل المقاييس من أقوى الحروب وتكلفة مالية لم يسبق لها مثيل ...

  • حقوق الأنسان بين الحقيقة والتصنع

    • 16/03/2021 08:16:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى كلمة " حقوق الانسان " اصبحت كلمة مطاطة عديمة للجدوى لأنها تفهم منقوصة ومجردة من أعماقها لدى المتشدقين بها . من الملاحظ انها يتم فهمها من نظرة ضيقة افقدتها أجمل المعانى التى نصت عليها القوانين الدولية التى نعترف بها . فمن قام بتجريد الكلمة من معانيها الحقيقية ، لتتحول للمنظور الضيق الذى تبناه ( رعاة عدم الفهم ) فى ظل نظام دولى ينتقى المفردات ، ويتحلل من معانيه...

  • مبادرة القاهرة للوضع فى ليبيا بداية للأستقرار فى ليبيا

    • 06/06/2020 08:47:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم محمد العطيفى استطاعت القاهرة اليوم أن تخرج بالمبادرة الهامة لخلق الاستقرار فى ليبيا وبداية الحوار بين الأطراف الليبية لأيجاد المخرج الصحيح من أزمة مدمرة عاشها الليبين تجرعوا فيها العديد من ويلات حروب وعدم استقرار . هذه المبادرة بمثابة خطة طريق للوصول الى الأمن والسلام المفقود فى ليبيا منذ عام 2011 وحتى هذه اللحظة وهى المخرج الوحيد الذى يجب فورا استثمارها كفرصة لن تعرض مرة اخرى بنوايا صاد...

  • الخروج من سجن الكورونا

    • 02/06/2020 06:40:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى يستعد العالم الى العودة الى ماقبل كورونا بعد أن هدد هذا الفيروس اللعين حياة البشر ؛ ليشهد عام 2020 منذ بدايته ولمدة نصف العام حالات هلع ورعب وخوف لم تشهدها البشرية الا منذ سنوات بعيدة لم تشهدها الأجيال الحالية من قبل . فكانت هناك العديد من الاوبئة والامراض التى فتكت بالشعوب سابقا منها على سبيل المثال لا الحصر الكوليرا ؛ الانفلونزا الاسبانية بالاضافة الى ايبولا والعديد من ال...

  • المحنة .. والمنحة

    • 15/04/2020 07:01:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم الاستاذة : الفة السلامى ماذا فعلت أزمة كورونا بالعالم ؟! انظروا من حولكم وتأملوا.. فجأة باريس تفقد عشاقها و رومانسيتها ؛ برج ايفيل والشانزليزيه يذرفان دموع الشوق على ثمانين مليونا من عشاقهما السائحين الذين سيهجرون محبوبتهم فرنسا هذا العام "بجنها وملائكتها"! شاهدوا ديزني لاند بين عشية وضحاها قافرة هجرها السحر والساحر.. ولومبارديا العاشقة الجريحة أضحت بلا قلب يتخاطف فيها الإيط...

  • القدس والاقصى الشريف بين التطبيع والتثقيف

    • 22/07/2019 12:10:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى التطبيع كلمة مخيفة لدى البعض من العرب ، هى كلمة تخويف وتحمل العديد من المفاهيم البالية لدى عالمنا العربى .لان جزء من افكاره أما مستقاه من الاعلام ، أو من أحاديث متداولة نتناقلها كالاساطير . عالمنا العربى كاره للعنصرية ، ويطالب بعدالة أجتماعية ، وديمقراطية وحقوق أنسان ، المدينة الفاضلة ( لافلاطون ) الا على نفسه ، لذا نحن المثاليون من خلال الرؤية الواحدة . سألت مرارا العديد...

  • القدس والاقصى الشريف بين التطبيع والتثقيف

    • 22/07/2019 12:09:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى التطبيع كلمة مخيفة لدى البعض من العرب ، هى كلمة تخويف وتحمل العديد من المفاهيم البالية لدى عالمنا العربى .لان جزء من افكاره أما مستقاه من الاعلام ، أو من أحاديث متداولة نتناقلها كالاساطير . عالمنا العربى كاره للعنصرية ، ويطالب بعدالة أجتماعية ، وديمقراطية وحقوق أنسان ، المدينة الفاضلة ( لافلاطون ) الا على نفسه ، لذا نحن المثاليون من خلال الرؤية الواحدة . سألت مرارا العديد...

  • صفقة القرن فى إجازة حتى ربيع ٢٠٢٠

    • 24/06/2019 02:48:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    تعتبر صفقة القرن هى الشغل الشاغل بين كابوس يراه البعض وآخر يرى أنه الأمل فى نهاية الصراع العربى الفلسطينى الذى تقارب من عمر يتجاوز مائة عام . وبالرغم من مبادرات للحل الا انها تقابل بالرفض أو بالتعنت من الجانب الاسرائيلى ، الذى لايرتدع بل لاتشغله القرارات الدولية فى قضية تحتاج المرونة وتقديم التنازلات من كلا الجانبين اذا كانت هناك رغبة ونية صادقة من أجل السلام الذى يرتضى به الطرفين المتنازعين ...

  • ليبيا بين الواقع وعدم رؤية للمستقبل

    • 04/05/2019 09:04:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى قررت كتابة هذا المقال ونحن نستعد لنستقبل شهر كريم هو شهر رمضان المعظم شهر التسامح شهر الله وتلبية لرغبة العديد من الليبيين والليبيات ممن اتصل بهم من مدن شتى على الاراضى الليبية . - طال أمد الصراع فى ليبيا منذ عام 2011 ، والعالم يتمنى لها الاستقرار والعودة ليكون لها دورا فعالا على الساحة الاقليمية والدولية . لكن من الواضح انها غرقت فى آتون الحرب الاهلية منذ عام 2011 ور...

  • الى ما يسمون الاسلام السياسى ... انتهى الدرس ايها الارهابيون

    • 27/04/2019 04:11:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى رغم الدروس الكثيرة التى عاشها العالم العربى ، والتى جعلت من المواطن العربى اليوم أكثر نضوجا وفهما وقدرة على التمييز بين ماهو بخس وماهو نفيس ، الا أن التيارات الاسلامية وهى تلفظ انفاسها الاخيرة على عتبة الوعى الشعبى العربى ، والذى ينتفض اليوم هم من ينفضون غبار سنوات مرت اليمة ، لم يجد فيها المواطن العربى سوى زيف ودجل اهل هذا التيار الذين كانوا يتمنوا فى يوم ما رضى الدولة...


التعليقات

اضف تعليق