الجمعة, أبريل 26, 2024 22:20:12 لندن

تصحيحا للمفاهيم المغلوطة عن اسرائيل

  • 08/10/2020 07:27:00 ص
  • |
  • شباب العرب


كتبت : سمادار العانى 

لماذا الخوف من يهودية الدولة؟؟

قد يتساءل البعض  كيف يتم التوفيق بين مبدأي يهودية الدولة  وديمقراطية الدولة اللذين نصت عليهما وثيقة الاستقلال في عام 1948.  
للإجابة على هذا السؤال علينا أن نوضح أولاً مفهوم يهودية الدولة، لأنّه يُفهم بشكل خاطئ من قبل الكثيرين في العالم العربي.
فماذا يعني إذن مبدأ يهودية الدولة؟

هو يعني ببساطة دولة ذات أغلبية يهودية، يكون فيها الدين اليهودي الدين الرسمي ويتم التعطيل في العطل الدينية اليهودية. هذا طبعًا لا يأتي على حساب الديانات الأخرى، التي لها مطلق الحرية في إقامة شعائرها الدينية والتعطيل في أعيادها الدينية.
هذه هي المعادلة المقدّسة التي تبنتها إسرائيل منذ نشأتها، ورغم كل التوترات التي لا نخفي وجودها، يُمكننا القول إّنّنا نجحنا في الحفاظ على التوازن المقدّس بين يهودية الدولة وديمقراطيتها، إنسجامًا مع روح وثيقة الاستقلال التي تدمج بين الطبيعة اليهودية للدولة، وملامح الدولة العصرية المتسمة  بالحرية والمساواة .


نظرة إلى واقعنا الشرق أوسطي:

لو نظرنا إلى واقعنا الشرق أوسطي نشهد في جميع الدول العربية، ما عدا لبنان، أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة ومصدر من مصادر التشريع.
هذا ناهيك عن وجود مؤسسات سياسية واقتصادية ك- “البنك الإسلامي” و”منظمة المؤتمر الإسلامي”، التي يستشف من أسمائها علاقتها بالإسلام،  ممّا يؤكد على حضور قوي للعامل الديني في الدول والمجتمعات العربية، بما فيها الأكثر تقدّمًا.
كما لا يخفى على أحد ارتباط رموز وألوان الأعلام العربية بالتأريخ الإسلامي، مثلما ترتبط رموز وألوان العلم الإسرائيلي بالتأريخ اليهودي، حيث تجذّر نجم داؤود على مرّ العصور كرمز لليهود ولليهودية، ويمثل الخطين الأزرقين شلّ الصلاة اليهودي، المسمّى بالعبرية "تاليت".
من هذا المنطلق، لا شك أنّ واقعنا الشرق أوسطي هو واقع مميز، كون الأديان السماوية قد نشأت في هذه المنطقة بالذات، خلافًا  للدول الأوروبية التي تبعد جغرافيًا ألاف الكيلومترات عن موقع نشؤء المسيحية.
على ضوء هذه الحقيقة الفطرية، يتعذر تبني النموذج الغربي في منطقتنا في الوقت الحاضر، سيما فيما يتعلق بفصل الدين عن الدولة بشكل مطلق، وهذا الوضع ينطبق على كل دول المنطقة
.


عودة إلى الواقع الإسرائيلي:

لم تقف يهودية الدولة حائلا دون تنامي مستمر بعدد غير اليهود الذين يتم توظيفهم في أعلى المناصب، إذ يكون الوفاء للدولة والكفاءة المعيارين الوحيدين لهذه التعيينات.
كما ترعى  الدولة اليهودية جميع المؤسسات التربوية العربية  وتقوم بصيانة المساجد التي يصل عددها إلى أربعمائة، والكنائس التي يبلغ عددها العشرات. هذا النهج الذي يعتبر من الثوابت الإسرائيلية يختلف عن المشاهد المؤلمة التي نشهدها على الساحة العربية من   اهمالٍ مستمر لمواقع تراثية  يهودية،  ناهيك عن العمليات الإرهابية التي تستهدف أحيانًا الكنائس المسيحية.
في هذه النقطة لا بد من الإشارة إلى الهجرة المستمرة لأبناء الأقليّات من الدول العربية، ممّا حوّل معظمها إلى “مجتمعات المونو”، أيّ مجتمعات ذات المكوّن الإسلامي الواحد. بموازاة ذلك تشهد الأقليات في الدولة اليهودية تناميا مستمرا في أعدادها وهي الأكثر أمانا في الشرق الأوسط.
للأسف، هناك من يعتمد على أحداث فردية لا تمثّل المجتمع الإسرائيلي لتبرير إيديولوجيات باطلة تتهمنا بالعنصرية.
هنا أقول بمنتهى الصراحة، إنّ التطرف والمتطرفين موجودين في أيّ مجتمع كان، وإنّ الدولة تتعامل مع هذه الظاهرة بمنتهى الحزم والشفافية وبدون تردد. 


بعد كل ما تقدم من المقارنة بين نهج الدولة اليهودية والدول المحيطة بها  نتساءل:
لماذا لا يحق للدولة اليهودية الوحيدة في العالم الحفاظ على هويتها الدينية والوطنية، في أجواء من التسامح مع بقية المكونات، في الوقت الذي يحق  للدول العربية ربط هويتها الوطنية بالهوية الإسلامية؟







اخر الاخبار

  • دلالات ترشيح الجنرال كوريلا للقيادة المركزية

    • 17/02/2022 12:22:00 م
    • |
    • شباب العرب

    بقلم : منذر سليمان بلورت الاستراتيجية الأميركية الكونية عداءها المتأصل للاتحاد السوفياتي، ثم لروسيا، منذ اعتمادها "مبدأ ترومان" وخطة مارشال لـ "إعادة إعمار أوروبا الغربية"، بعد الحرب العالمية الثانية، وما نجم عنها من تطور في هياكل المؤسسة العسكرية، في كل أذرعها، وتشكيلها لهيئة الأركان المشتركة، على ضوء التجارب المستفادة من سلسلة حروب منذ الحرب العالمية الأولى. المنح...

  • د. محمود محيي الدين يكتب.. أرجوك لا تقل إنه ركود تضخمي!

    • 22/10/2021 01:31:00 م
    • |
    • شباب العرب

    بقلم : الدكتور محمود محىى الدين مع متابعة التطورات الاقتصادية العالمية الأخيرة، وصدور التقارير السنوية للمؤسسات الدولية بشأنها، وما يدور من نقاش محتدم عن المسار الذي يأخذه الاقتصاد، تكررت الإشارة إلى ما يسمى بالركود التضخمي. ظهر هذا المصطلح لأول مرة على لسان السياسي البريطاني المفوّه إيان ماكلاود في عام 1965 عندما كان وزير خزانة الظل لحزب المحافظين المعارض وقتها، وكان ذلك في معرض وصفه لتردي ...

  • لماذا قررت البحث عن الأصل التاريخي لقصة التوراة

    • 16/09/2021 11:20:00 ص
    • |
    • شباب العرب

    بقلم : أحمد عثمان عندما أن أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها بتفسيم الأرض الفلسطينية إلى دوليتن – للعرب اليهود – في نوفمير 1947, بدأت مرحلة جديدة من التاريخ في الشرق الأوسط من الصراع بين العرب وإسرائيل. وازدادت حدة هذا الصراع عندما وصل الرئيس جمال عبد الناصر إلى الحكم في 1952, حيث أصبح الهدف الرئيسي للدولة المصرية هو تسخير قدراتها لتحرير الأراضي الفلسطينية, والقضاء على دو...

  • الله يستر غرينادا !

    • 01/09/2021 08:21:00 ص
    • |
    • شباب العرب

    بقلم : حيان سليم حيدر بين المستجدّ السياسي والمتغيّر العسكري خرج الأميركي من أفغانستان... أو كاد. الله يستر غرينادا ! طالما إستمع العالم إلى خطاب الهزيمة يتلوه رؤساء أميركيون يفسّرون من طريقه "للجماهير الغفورة" أسباب إخفاقات إداراتهم المتعاقبة، من غير دروس مستفادة، لِيُبرّرون، كهواة مخضرمين، "تطوّر" الأحداث المفصلية التي إفتعلوها بالبشرية. هذا أقلّه منذ نهاية الحرب العالم...

  • فى ذكرى 23 يوليو

    • 24/07/2021 05:12:00 ص
    • |
    • شباب العرب

    بقلم : يسرى حسين مجتمع جمال علبد الناصر ،وقف مع تشجيع العلم وتحرير المرأة ،ورفض مطلب الإخوان بفرض الحجاب ،لأنه ( جمال عبد الناصر) يشجع اختلاط المرأة في بناء المجتمع ،وقد شاهدت بنفسي انضمام نساء فقيرات العمل بالمصانع والألتحاق بالدراسة ،وترك خدمة الإثرياء في منازلهم. مجتمع عبد الناصر ،استهدف التحديث ،ومنح الفقراء ،ضحايا كل العصور ،فرصة للحياة والعمل والتعليم ،ومشكلة الفقر قديمة في مصر...

  • محرقة اليهود الليبيين

    • 20/04/2021 02:40:00 م
    • |
    • شباب العرب

    ليبيا - للشرق تريبيون - احمد الشيبانى لا يعرف الكثير من الشعب الليبي في هذه المرحلة من تاريخ ليبيا أنه توجد أقلية يهودية ليبية في المهجر تنتسب إلى ليبيا و تريد العودة إليها أسوة بغيرهم من الليبين و الليبيات الذين يقيمون في ديار الهجرة و يعتزمون العودة إلى وطنهم عندما تسمح الظروف السياسية . إن التواجد اليهودي في ليبيا يمتد تاريخيا إلى ثلاثمئة...

  • اسرة الشرق تريبيون تتمنى الفوز ل حاتم صيام

    • 02/12/2020 06:43:00 ص
    • |
    • شباب العرب

    حاتم صيام حديث الساعة فى بلبيس والعاشر تربع المحترم حاتم صيام على قلوب مواطنى الدائرة بإكتساح فهو صاحب السيرة العطرة إسمه بيرن فى كل مكان سمعته النظيفة سبقاه أطلقوا عليه رجل الأفعال والإنجازات صانع البسمة صاحب المهمات الصعبة والمنفذ الفورى لأحلام مواطنى الدائرة لكننى أطلقت عليه الرجل الإستثنائى لأنه يمتلك عبارة واحدة دائما يرددها حينما تُطلب منه خدمة من الخدمات الغير موجودة بالعديد من البلدا...

  • تصحيحا للمفاهيم المغلوطة عن اسرائيل

    • 08/10/2020 07:27:00 ص
    • |
    • شباب العرب

    كتبت : سمادار العانى لماذا الخوف من يهودية الدولة؟؟ قد يتساءل البعض كيف يتم التوفيق بين مبدأي يهودية الدولة وديمقراطية الدولة اللذين نصت عليهما وثيقة الاستقلال في عام 1948. للإجابة على هذا السؤال علينا أن نوضح أولاً مفهوم يهودية الدولة، لأنّه يُفهم بشكل خاطئ من قبل الكثيرين في العالم العربي. فماذا يعني إذن مبدأ يهودية الدولة؟ هو يعني ببساطة دولة ذات أغلبية يهودية، يكون فيها الدين اليهو...

  • من بعد الامارات فى التقارب العربى الاسرائيلى ؟؟

    • 10/09/2020 07:26:00 ص
    • |
    • شباب العرب

    كتبت : سمادار العانى نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في كسر حاجز الكراهية والمبادئ التي عفا عليها الزمن، وقامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل. خلافاً لمصر والأردن، نرى اليوم أنّ التقارب والتطبيع يبدآن من المستوى الشعبي، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي فتحت قنوات الحوار البناء، وسرعان ما ينتشران إلى المستوى الرسمي. وبالفعل نشهد اليوم تطابق بين المسارين الشعبي والرسمي فيما يتعلق بالتطبيع بيننا...

  • احقاد دفينة ونفوس مريضة؟

    • 01/09/2020 07:54:00 ص
    • |
    • شباب العرب

    كتب : عرفان نظام الدين قبل أي حديث عن الاعمار والنهضة في اي بلد لابد من سبر اغوار المجتمعات من العمق لتحديد اتجاهات الراي العام ونبض الشارع والبحث عن اماكن العلل واسبابها وكيفية معالجتها ومعرفة الدواء الناجع فبعد الذي جرى ويجري في معظم البلاد العربية لم يعد من الجائز انكار وجود علل وامراض وانعكاسات ومضاعفات ومشاكل صعبة ان لم نقل مستعصية ولهذا لابد من التخطيط لاعادة اعمار البشر قبل الحجر لا...


التعليقات

اضف تعليق