التعاون بين إسرائيل ودولة الإمارات– لنجعله فاتحة خير!
-
06/07/2020 08:38:00 م
- |
- آراء و كتاب شباب
كتبت : سمادار العانى
تم مؤخرا الإعلان عن التعاون بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة وباء الكورونا. بطبيعة الحال، كل تعاون في هذا المجال هو موضع ترحيب في ظل تزايد عدد الحالات على مستوى المنطقة.
بتأكيد هذا التعاون له دوافع إنسانية أولاً وأخيراً، إذ نحن جميعاً نجذف في القارب نفسه.
أنا شخصياً أعتبر هذا التعاون بشرى خير، لأنّه يجتاز الاختلافات السياسية، والأفكار النمطية والحواجز النفسية من أجل هدف أسمى وهو إنقاذ سكان المنطقة من المرض، العابر للقارات والديانات والشعوب.
وفعلاً يتناول هذا التعاون البحوث العلمية المشتركة في مجالات التكنولوجية والطب والعِلم، التي من شأنها تحسين الأمن الصحي لجميع أبناء المنطقة، ومساعدة دول العالم بمكافحة هذه الجائحة.
هذا التعاون الذي نراه اليوم ناجم عن مشاورات مكثفة بين الطرفين، وأنا على يقين أنّه يجلب البركة على الجميع، ناهيك عن انعكاساته الاقتصادية، التي تأتي بثمارها لاحقاً بإذنه تعالى:
تخيّلوا التقدّم الهائل الذي يمكننا تحقيقه في كل المجالات لصالح الجميع، في حال يتم الدمج بين التكنولوجيات الإسرائيلية وموارد أهل الخليج.... تخيّلوا كيف يزدهر الشرق الأوسط والحياة فيه...تخيّلوا كيف يمكننا تحسين الأوضاع المعيشية لأبناء المنطقة....
نعلم بوجود حواجز نفسية تحول دون تحقيق هذا التعاون مع باقي الدول العربية، لكن الخروج من المربعات يحتاج إلى جرأة وإلى انتهاج خط واقعي وعقلاني.
نتمنى أن يكون تعاوننا مع دولة الإمارات فاتحة خير، وأن تحذو حذوه بعض الدول العربية، لأنّه لا أحد منا يمكن أن يحقق النجاح بأن يعمل لوحده، ومعاً يمكننا أن نفعل الكثير;
ختاماً، أقتبس هنا مقولة للروائي المعروف توفيق الحكيم: " لكل جيل أفكاره كما أن لكل عصر ثيابه" ومقولة للزعيم البريطاني المعروف وينستون تشرشيل: "لا توجد عداوة دائمة بين الدول، بل توجد بينها مصالح دائمة". هتان المقولتان إن دلّتا على شيء، فهي تدلّ على ضرورة مراعاة التوافق والتقاطع في المصالح، الأمر الذي يغيّر حتماً مفهومي العداوة والصداقة بين الدول والشعوب.