فى يوم وفاة الاعلامى المصرى عمرو عبدالسميع
-
21/04/2020 10:00:00 ص
- |
- آراء و كتاب شباب
كتب : يسرى حسين
غاب الدكتور عمرو عبد السميع ،الذي ارتبطت بالعمل معه خلال ترأسه تحرير مجلة فنية تصدر في لندن ،ورشحني لمنصب سكرتير التحرير الأستاذ عماد الدين أديب ،وعندما أخذت هذه الخطوة ،وخرجت من صحيفة ( العرب) تعرضت لحملة لأتهامي بالعمالة من اجل المال ،والحقيقة كنت مبتهجا بالعمل بجانب عمرو ،الذي عثرت فيه على شخص يحب المهنة ،وعلى علاقة قوية بكل رموزها ،من أول هيكل حتى الكاتب الكبير محمود السعدني ،الذي يعرف عمرو جيدا لعلاقة وثيقة مع ابيه الرسام عبد السميع.
تم إغلاق المجلة الفنية لأن السعودية في وقت صدورها تتحكم فيها وهابية ترى الفن ضلال.
كانت تجربة مثيرة جدا ،لأن المجلة ذاتها بعد صدورها كانت نقلة في صحافة فنية جديدة تماما ،واذكر أن صلاح عيسى امتدحها وقال أنها تجربة متميزة في صحافة فنية.
كان اللقاء الثاني مع الدكتور عمرو ،مع توليه مدير مكتب الأهرام الدولي ،وحضوره للندن ،وكنت اعمل بمحطة تلفزيون الشرق الأوسط ،وطلب تحرير الصفحة اللندنية بالطبعة الدولية .
تجربة الأهرام الدولي ،دالة على طاقة عمرو ،الذي اشترى لمبني من عدة ادوار ،ومنحي ،غرفة ،واهتم جدا بحضوري ،وعملي معه ،وكنا نغطي معًا مؤتمرات الأحزاب البريطانية ونسافر معا ونذهب لتغطية أعمال المؤتمرات ونحضر لقاءات مسائية مع الحكومة والمعارضة ،ولم يترك عمرو، شخصية في التكوين البريطاني دون حوار ،واذكر ذهابنا لمطعم في مدينة بلاك بول ،ورأينا جيرمي كوربن على المائدة المجاورة ،فذهب يطلب موعدا لحوار معه ،هكذا فعل مع توني بدير ،وكلير شورت النائبة العمالية المشاغبة.
اصدر الدكتور عمرو ،هذه الحوارات اللندنية في عدة كتب ،ومنها قصة تصنف ضمن أدب سياسي ساخر.
كانت تغطية مؤتمرات الأحزاب البريطانية فرصة للتعرف على عمرو الفنان ،المغرم برؤية المعارض ،والكتابة عنها ومتابعة المسرح البريطاني ،والأفلام والكتابة عنا ،ولديه كتابه الجميل ( جمهورية الحب).
كنامعافي رحلة لكشف وجه لندن الثقافي والفني ،ولانني أعيش فيها ومغرم بحضارة مفتوحة، فكنت الدليل نحو قاعات واحياء تنتج فنًا وموسيقى ،وعندما ذهبنا ، لمتحف جديد بإسكتلندا خصص قاعاته للتجديد دون رقابة ايمانا بحق الفنانين التعبير عن نفسه وزمنها مبهوا بجرأة الحرية دون التدخل من اجهزة،أو رقابة.
عمرو عبد السميع ،هو الذي فتح لي الأهرام الدولي ،ويدفع ثمن الكتب والصحف التي اشتريها ، كذلك ما ادفعه للذهاب لمعارض أو حضور محاضرات ،وكان أول مافعله عاصم القرش عندما تولى منصبه إلغاء تلك الإمتيازات ،وكان همه القضاء على ما شيده عمرو عبد السميع من مبنى ومكتبة ،وحضور بقاعة محاضرات ،كانت لا تكف عن عقد ندوات وتنظيم معارض.
وداعا التكتور عمرو عبد السميع ،فقد انارت لندن بعمل وافكار وحياة نابضة ،وكأي فنان يقع في عثرات نتيجة القلب ، الذي لا يكف عن النبض واخطاء العقل ،لكن إنجازاته تتخطى تلك الأخطاء ،وتسجل قلم الكاتب والمفكر والفنان
،له الرحمة ،سأظل أتذكره ،لأنه قدم لي الكثير ،وكان محبًا لمحمود السعدني وادرك محبة يكنها لشخصي ولقلمي ، فزاد الأهتمام والأحترام والتقدير
،مع السلام يا عمرو ، سنذكرك دائما بجهدك وحبك الجارف لمصر والدفاع عنها ورفع علمها الكريم.