حياتنا بعد الكورونا
-
02/04/2020 08:49:00 ص
- |
- شباب العرب
كتب : عرفان نظام الدين
اذا قدر الله وانعم علينا بالنجاة من فيروس الكورونا وفضل بوضع حد نهائي لهذه الجائحة فان علينا ان نغير ما بانفسنا ونعود الى الصراط المستقيم حتى يغير الله مابنا و يرحمنا برحمته لأن المرض في النفوس اكثرمنه في الاجساد فرغم الضجة الكبرى والشائعات والدراسات وتكاثر المحللين والخبراء فان لا احد يدرك جوهر ماحدث الا الله عزوجل ولكن علينا ان ندرك ان العالم بعد الكورون لن يعود كما كان قبلها وان حياتنا بكل تفاصيلها ومناحيها لن تعود كما كانت ان لم نستفد من دروس وعبر ماجرى ونفهم المتغيرات الكبرى على مختلف الاصعدة:
الدرس الاول ان الكورونا كشفت المستور وبددت كل المزاعم عن القوى العظمى والدول الكبرى وترسانات الاسلحة القوية والذكية والمتطورة فقد استطاع كأئن مجهري لا يرى بالعين المجردة ان يقلب العالم راسا على عقب و يعطل الحياة في كل ارجاء الكرالارضيةويثير الرعب والحيرة والخوف من المستقبل .
والاكيد ان الضربات القاضية التي اصابت الدول الكبرى لن تعيد توازنها بسرعة بعد الخسائر المعنوية والمادية والعلمية والبشرية وبعد ان دمر الفيروس كل ما رسم من مخططات ونظام عالمي جديد والعولمة.
فعملية إعادة البناء و تعويض الخسائر تحتاج الى سنوات وضخ اموال لاتقدر اذ تم استيعاب الكارثة والعودة عن الاخطاء والخطايا والمطامع والهيمنة.
وحديث القوى الكبرى يطول بعد تقدم الصين وانهيار سياسة دونالد ترامب الذي اوصل الولايات المتحدة الى الهاوية وهو يستعد لانتخابات تجديد ولايته على ركام الاقتصاد والسمعة والاهداف الخبيثة المعادية للانسانية بالترويج لترك العجزة والمسنين يموتوا لانقاذالاقتصاد لان كلفة معالجتهم تفوق بكثير كلفة ايجاد العلاج.
من كل ماجرى يهمنا شكل حياتنا بعد انحسار موجة او غزوة الكورونا وهذا مايدفعنا لاستيعاب الدروس والبدء بحياة نظيفة وحكيمة تعيد بناء القوة في الدول العربية مع العودة الى الايمان ونبذ الموبقات بعيداُ عن التطرف والعنف والارهاب.
ثانيا من العودة الى القيم والاخلاق والروابط العائلية من تضامن ومحبة وتكافل بعد ان نسيناها وتركناها لنلتفت الى الصغائر وزيف المظاهر المادية والانانية والتبذير وترك قيم الصدقة والخير والرحمة والزكاة في زمن ماقبل الكورونا.
ولابد ايضا من استعادة الثقة بين الوطن والمواطن والحاكم والمحكوم ورص الصفوف لمعالجة الاوضاع ودعم الوحدة الوطنية وتامين هالمشاركة بدلا من الهيمنة ثم البدء بدعم المؤسسات الاجتماعية والخيرية والانسانية لتقوم بدورها في رأب الصدع ومعالجة الفقر الذي استشرى في ديار العرب.
قد تبدو هذه الطروحات ثانوية ولكن علينا
ان نبدا بسرعة ثم نكمل بالاعتماد على انفسنا ثم على التضامن بين العرب لان الدول التي كانت تقدم المساعدات والقروض لغايات معنية قد افلست ومعها الصناديق الدولية.
العالم يتغير وحياتنا ستتغير فلنبدأ بخطوة في طريق الالف ميل .