اجرى الحوار : محمد العطيفى رئيس التحرير
بعد 25 عاما قضاها الحاج اشرف السعد فى لندن ، قرر العودة الى مصر ، ربما للزيارة أو ربما للعمل مرة أخرى اذا كانت هناك فرصة . فهو جمع من الخبرة مايساعدة للبداية مرة أخرى ، لكن بالتأكيد هذه الخبرة تختلف من شاب فى مقتبل العمر وبين شيخا كل مالدية هو خبرة سنوات .قبل ان يتم التحفظ على امواله
لمع اسم أشرف السعد وتصدرت شركاته ونشاطه التجارى فى نهاية الثمانينات صفحات الجرائد والتليفزيون، محققا شهرة واسعة ، وهو يرتدى زيا جديدا تميزت به هذه الفترة من جلباب ابيض وعمامة فوق الرأس ، وذقنا كلما طالت أزداد الشعور بتقوى وورع هذا الرجل ، صورة نمطية جديدة عاشها المجتمع المصرى ، وعاشتها الدول العربية . تعددت فيها وتنوعت اسماء الجماعات الاسلامية .
كان اشرف السعد ابنا من ابناء تلك الحقبة الزمنية . ربما كان اكثر فهما لها . فالصدفة قادته للمتاجرة فى العملة ومن هنا انطلق اشرف السعد وصديقة الريان لتزداد الاموال وتنهمر كغيث من السماء . لكن من الواضح ان الصدفة التى قادتهم لتجارة العملة ، هى ايضا نفس الصدفة التى تكدست فيها الثروة .
العديد من الروايات والقصص قيلت فى هذا الموضوع ، بما فيها حديث الحاج اشرف السعد اثناء تواجده فى لندن الى العديد من الوسائل الأعلامية .
لكن كانت رؤية الشرق تريبيون هو البعد عما تم سرده والحديث السابق عنه حول هذا الموضوع بما فيها فترة السجن وفرض الحراسة على الأموال ، والتركيز على الحالة العاطفية والنفسية لأشرف السعد قبل عودته لمصر بعد 25 عاما ، وربما ايضا مايمكن الخروج به من حوار يفيد الشباب فى تجربته مع المال والثروة .
فلاينكر أحد أن هذا الرجل ( اشرف السعد ) كان يجلس على قمة هرم من المال تجاوز المليارات . كان وقتها عدد المليونيرات فى مصر يتساوى مع عدد المليونيرات فى اميركا . وكان أهم سؤال وقتها يتردد !
هل هذه الاموال ستستمر دون اعاقة ليصبح اصحابها أباطرة مستمرين فى صناعة امبراطوريات مالية دائمة ومستمرة ؟
والتقينا مع الحاج اشرف السعد ليدور هذا الحوار وقبل عودته الى مصر التى بالتأكيد يزداد حنينه ولهفته فى العودة اليها :
- حاج اشرف . لو سمحت أوصف لنا اللحظات الاخيرة فى مصر قبل سفرك واستقرارك فى الخارج ؟
أجاب : كنت وقتها ومنذ 25 عاما مضت ، وهى فترة ليست بالسهلة. وقتها كنت خارج من السجن ، واتصل بى المحامى وقال بالحرف الواحد " هناك حكم صادر من المحكمة بالسجن لمدة عام " بتهمة ان هناك شيك قيمته مائة الف جنيه مصرى وقتها . وهذا كان دون اعلان لى كما قال لى المحامى ، وبالفعل لم يتم اعلامى بهذا الشيك . ووقتها لم يكن عندى اى استعداد بالعودة مرة اخرى للسجن .
وعلى الفور ركبت الطائرة وخرجت من مصر متجها الى فرنسا ، ذهبت الى جدة فى المملكة العربية السعودية وجلست يوما واحد هناك ، ثم اتجهت الى باريس وجلست فى باريس لمدة عام ونصف . بعدها ذهبت الى قطر وجلست لمدة عام هناك . ثم من قطر الى المملكة المتحدة ولندن تحديدا .
- استقريت فى لندن . فى هذه الفترة الم يكن يراودك حنين العودة الى مصر ؟
أجاب : انا لم أغيب عن مصر لانى خرجت فقط من مصر جسديا .. فأنا عايش 24 ساعة فى مصر وان هنا فى لندن . انا اعيش مع المصريين فى داخل مصر ، فحتى معلوماتى عن مصر اكثر ممن يعيش فيها ، لاتخرج مصر من عقلى هى جزء منى
- بالتأكيد التقيت هنا بالعديد من رجال الاعمال المصريين ، لكن الم تكن لديك القناعة بأن تركز أكثر فى مجتمع جديد قررت العيش فيه طواعية منك ؟
أجاب : انا احدثك عن أهلى الذين ارتبطت بهم ، أولادى فى مصر عايش معهم طوال الوقت .
ايضا المحامى تحدث معى وقال لى فيه حكم ، قلت له النيابة قامت بتبرئتى من مليارات . كنت متهم بتبديد مليارات وتم التبرئة منها . فكيف يتم الحكم بشيك . هذا كان امر مقلق . حتى عندما خرجت لم أكن هارب من القانون . عندما وصل لعلمى ان هناك حكم ، فى الوقت الذى لم يكن عندى الرغبة للعودة للسجن ، فخرجت من المطار ، ربما لو تأخرت قليلا كانت سلطات المطار منعت سفرى ، لوجود اسمى على قوائم الممنوعين من السفر . انا عرفت أن الحكم لم يصل بعد الى سلطات تنفيذ الأحكام . ومن قدم الشيك لم يكن أحد المودعين ، وبعدها أعترف بأنها كانت مكيدة وتم رفع الحكم ، وفى الواقع لم يكن عندى اوقتها للعودة الى مصر .
- واضح انك لم تستريح فى فرنسا ، لذلك عدت الى قطر ؟
اجاب : لا – كانت لاتوجد لدى اقامة فى فرنسا ، وهذا هو السبب الرئيسى ، لو كانت لدى أقامة كنت عشت فى فرنسا . لانى خرجت من فرنسا متجها نحو بلجيكا كل ما يهمنى أن أحصل على أقامة . وكان لى اصحاب فى قطر ، التقيت أحدهم فى باريس ونصحنى بالذهاب لقطر لعمل أقامة هناك ، وكنت أعرف جيدا وزير داخلية قطر آنذاك ، وتعرفت عليه عندما كنت فى جماعة التبليغ والدعوة ، وكان عام 1985 ، بالأضافة الى شهرتى فى مصر ساعدت من الالتقاء والصداقة التى جمعتنى به . فقام بزيارتى فى بيتى ووقتها كان معى السيد النبوى اسماعيل مستشارا للشركة رحمه الله . فأتذكر يوم زيارته لى وكان معه افراد من الاسرة الحاكمة فى هذه الزيارة . وعلاقتنا قوية بدأت وقويت ولم يكن هناك تعاملات فى الاستثمار أو التجارة بيننا .
وأضاف : فجأة طلبوا منى الرحيل من قطر ، دون ابداء الاسباب . لكن عندما التقيته فى لندن قال " ان هناك ضغوطا من مصر وقت الرئيس مبارك على قطر لخروجى من هناك . واتذكر انى قلت له لماذا تريدنى مصر ؟ الموضوع لايتعدى شيك بمائة الف دولار ، الهدايا بين الناس أحيانا تتجاوز ضعف قيمة الشيك . فليس من المعقول ان مصر تطالب بى مقابل مائة الف جنيه .
- بعد رغبة قطر فى ان تترك اراضيها ، كيف وصلت الى لندن ؟
أجاب : كان لدى تأشيرة لندن ، تأشيرة باريس كانت انتهت ، لكن تأشيرة لندن كانت صالحة للسفر ، ومن قطر توجهت الى لندن بموجب التأشيرة سارية المفعول . واتيت الى هنا ، ولم أكن املك اى شىء فى لندن ، كنت امتلك بيتا فى باريس ، ولتيت لندن وتحصلت على تاشيرة باريس من هنا فى لندن لمدة عامين .
لكن قررت أن أعيش فى لندن ، ومن المصادفات العجيبة اننى تزوجت فى قطر فى نفس اليوم الذى طلبت منى السلطات القطرية مغادرة اراضيها من أم صفية التى تعيش معى الآن . خرجت فى نفس اليوم من عندها الى المطار . وبعدها اتت الى لندن هى الآخرى .
- ماالذى عجبك فى الحياة هنا فى بريطانيا طوال هذه الفترة ؟
أجاب : اولا كنت مضطرا ، لكن لو تحدثنا عن الفارق فى الحياة هو كما اراه ( فرق سرعات ) كما لو تتحدث عن ابنى وابن بيل جيت .. تخيل ان ابنى هو صديق لابن بيل جيت ، ويريدنى ان اوفر له حياة ابن بيل جيث . فانا لا استطيع ان أوفر لابنى ما لدى ابن بيل جيت الا اذا كانت امكانياتى امكانية بيل جيت .ولكى ارضيه اسرق ..لكن ابنى يعيش حسب قدراتى . وهذا يوضح ما قاله الرئيس من يومين ( اعطونى الترليونات دى وانا اخلى مصر عروسة ) هو يقصد ان الاموال التى لديكم تخرج من باطن الارض وليس لكم جهود فيها .
-حاج اشرف بعد 25 سنة غياب عن مصر ، اريد ان تشرح لى شعورك وانت تستعد للعودة رغم ان فى كلامك مايؤكد انك مرتبط بمصر طوال هذه الفترة؟
أجاب : انا موش مستوعب ، موش عارف ، احساس استحالة ان يصفه أحد ، فوق الوصف ، اقوى من الخيال . شخصيا لست مصدق نفسى فى أتخاذ هذا القرار ، لست مستوعبا لما يحدث ، لست أدرى الى اين سأذهب ، بمجرد خروجى من المطار لست ادرى الى الى مكان ستحملنى قدماى ، تخيل انه هو شعور العاشق عندما يفقد الوقت قيمته ، وتخلتط الامور ، ترى الالوان كلها مجتمعة . لو فكرت فى كل هذه الامور كلها مجتمعة لن اتحرك من مكانى .
هناك لدى حالة عدم استيعاب انى اذهب ولا ارى اناسا كنت احبهم ولن اراهم ، ناسوا اخذهم الموت مثلا .. هل ساتمالك نفسى عندى رؤيتى لاشخاص آخرين .. كل هذا يراودنى ولا أعرف كيف سيكون تصرفى وقتها ، لا اريد التفكير كثيرا فى امور كثيرة والا هذا فوق استطاعة تفكيرى خوفا اتزانى العقل ومدى فرحتى ، هذا اصعب سؤال !! لاتتخيل ان الحلم نفسه اريد التحكم فى نفسى حتى لا احلمه . تخيل 25 سنة وهذا عمر ، ليس عام او خمسة .
- هل ديك احساس بالرهبة أم ماذا هذا الاحساس ؟
اجاب : انا خايف اذهب الى مكان رايته قبل سفرى واعود لاجده ليس كما كان . وانا واثق حاليا اننى سأجد والمس التغيير ، انا واثق ان بيتنا ليس موجود ، تغير ، لكن ما افكر فيه هو عند عودتى ولا اجد البيت الذى تركته ماذا سيحدث معى او كيف سيكون واقعه على نفسى .
العديد من الاشياء تراودنى ، واذكرك بأغنية ( دار يادار يادار ...راحوا فين حبيب الدار ) ولن تجد ما كانوا يسكنوها ، فلا قيمة لها .
وكما قال الشاعر " وماحب الديار شغفن قلبى ...ولكن حب من سكن الديار " لن أجدهم ..انا حالة فريدة من نوعها أن أعود بعد ربع قرن اى بعد عقدين من الزمن ونصف . تتحدث عن عالم جديد ، حتى عائلتى واهلى هناك اسمع فقط عنهم بالاسماء ولا اعرف الجديد منهم .
سأحكى لك موقف حدث معى على التليفون ، وانا كنت أحدث أختى ، فردت حفيدتها ، سألتها عن اختى صفاء ، فسألتنى مين حضرتك ؟ قلت : انا اشرف أخوها . فنادت عليها لتقول لها خذى التليفون هناك رجل يقول انه اخوكى .
- ما الذى تتوقعه هل ستنتظرك العائلة فى المطار أم عند زيارتك لهم ؟
أجاب : أنا حكيت لك موقف ، يوضح ان العائلة الكثير منهم لايعرفنى اجيال جديدة ولدت وانا هنا . اولادى بلال وابراهيم رأيتهم من عشرون عاما التقيتهم فى قطر .
- هل هناك ما يقلقك من العودة حاليا بعد كل هذه الفترة ؟
أجاب : حاليا لو هناك اى حكم سقط ، لكن من الممكن ان تكون هناك بعض الاجراءات ، وهذا امر طبيعى وليس مقلق ، لازم اؤوكد اذا كان هناك اى شىء انها امور سقطت . انا ارى ان الامور فى عداد الماضى حتى لو ظلمت فيها . الشىء الوحيد الذى كسبناه هو مصر خصوصا فيما بعد يناير التى عرفتنا قيمة بلدنا . جميعا عرفنا قيمة مصر بعد يناير 2011 .
- انا على ثقة عندما ترى مصر اليوم ستعجبك كثيرا ، فهى تغيرت بكل المعانى التى تجعلنا نفتخر بها خصوصا فى هذه الفترة ، والتى تختلف عن فترة وجودك بها ما قولك ؟
اجاب : انا شخصيا احببت بلدى مصر بكل مافيها من مزايا وعيوب ، احببت البساطة ، احببت البيوت الريفية القديمة ، وهذا هو الانتماء الحقيقى ، نحن من اجمل الشعوب بما لدينا من بساطة .. حاليا طفرة الطرق ستسعدنى المشروعات العملاقة والتحول فى مصر فى فترة الرئيس السيسى هى الانجازات التى يتحدث عنها الجميع ومجال للفخر والتنمية والنهوض الذى تعيشه مصر . انا عشت فى مصر وانا انسان تحت الصفر وعشت كأحد أكبر خمس اسماء فى عالم الاقتصاد المصرى .
- اريد ان اصل معك الى سؤال حيث كنت احد أكبر رجال الاعمال فى مصر كيف تقدم خلاصة تجربتك للشباب الآن كنصيحة كيف يصنع المال ويستمر؟
اجاب : اولا عليه التخطيط ليكفى نفسه فى البداية ، وهذا تخطيط وبالتخطيط الصحيح سيمكنه من الانتقال من حالة الى حالة أخرى ، والمثال هناك تخطيط للمتزوج وتخطيط اخر عندما يكون لديه طفل فى كل هذه المراحل بدايتها الاكتفاء الذاتى ، ويترك الفرصة تأتى اليه . وذلك لان محاولاته بان يتسرع الامور ، ربما ومحتمل ان يقع فى اخطاء مثلى .
انا شخصيا كنت اريد ان اكون غنى ، وحاليا ارى ان تجربتى فاشلة لانها كانت توظيف اموال . لو سألتنى عن سويرس اقول لك تجربة ناجحة ، محمد ابوالعينين تجربة ناجحة . لانهم لم يتعاملوا مع العقل الجماعى ، وانا دخلت تجربة خاطئة لانها اموال مودعين .
الدين اضرنى جدا ، لانى لا استطيع ان اقترض اموال من البنوك ، والعديد من رجال الاعمال استدان من البنوك . تخيل انك لو تقترض من البنك فانت تتعامل مع شخص واحد وهو البنك ، لكن عندما تكون اموال مودعين فجأة ستجد 200000 مائتى الف شخص امامك ليس لدى شك 1% ان تجربتنا فاشلة . والخلاصة أن اقتراض من البنك لمشروع تجارى هو افضل مئات المرات من اموال مودعين . وياحبذا لو العمل دون اقتراض نهائى سيحقق النجاح المطلوب دون أى ضغوط .
وهنا اريد القول ان لو كل شاب اراد ان يكون مليونيرا فهذا ضد سنة الحياة . لو لديه مليارات ومازال يريد المال سيقى طوال حياته فقير . الغنى هو انك لا تريد . اى انسان تعرض عليه ويقول لا اريد هذا هو الغنى .
- من الجائز انت تتحدث عن جيل يختلف فى الاخلاق وعادات وقيم مختلفة عن العالم اليوم الذى تسيطر عليه المادة ؟
أجاب : العالم الذى عشناه كان اكثر ماديا من اليوم والدليل واقع ان عشته وانا طفل كنت اجلس مع اقاربى ويتحدثون عن اشياء مثل الثلاجة والتليفزيون الملون الذى اشتراه احد ما او أتى به بعد سفره وعمله فى احدى الدول الخليجية مثلا . كذلك عند شراء سيارة او فرش البيت بالموكيت الخ الخ . حتى فى الزواج لم يتحدثوا عن أن العريس مهذب ومؤدب ، بل ما يملكه . فربما قلت التطلعات لما كانت عليه فى الفترات السابقة
- بعد 25 عاما من الابتعاد عن مصر هل تفكر بالبقاء والعمل فى مصر مرة أخرى او مازلت لم تتخذ قرار البقاء هناك ؟
اجاب : والله العظيم لست ادرى ، انا لو فكرت وخططت كل شىء سيفشل . أنا أكثر انسان خططه تفشل . انا فى جوابى لأحد الاسئلة قلت : ننصح الشباب بأن لا يتعجل ويدع الفرصة تأتى اليه . ، وانا حاليا عمرى 66 عاما الآن ، متطلباتى محدودة ولا اريد ان اعتمد على أحد ، لا اريد ان اعيش عند أحد من اولادى اشياء من هذا القبيل ، لكن لو اتت الفرصة واجبرتنى ، امرى لله حأعملها ايه .
- كيف تأتى الفرصة ، وماهى علامات الحاح الفرصة عليك ؟
أجاب : ممكن تأتى ، متعرفش ، ممكن أحدى كبريات الشركات تعرض عليك توكيل ولاتريد اى شى منك مالى ، وتأخذها وتعمل بها وتنجح اكثر من التوقعات وتقلب معك الموازين .
انا عندى اشياء فى مصر تساوى مئات الملايين لو جاءت لى بدون خناق او صراع سآخذها . بصراع لا اريدها ، ممكن ارفع قضية على حق من حقوقى لكن بدون صراع ، لو القاضى حكم له لن استأنف الحكم ، لى اموال عند المدعى الاشتراكى سأسل عنها لكن بدون تصميم ورغبة فى عودتها ، فى الماضى كنت اخانق وارفع قضايا ، حاليا تغيرت الامور .
- هل يمكن القول ان اشرف السعد اتته الثروة بعد صبر تعب فى فرنسا وحياة شاب مكافح فى مصر ؟
اجاب : لا . اتت قدرا . لم يكن فى بالى على الأطلاق . انا ذهبت الى أحد اصدقائى اسمه محمد رضوان يملك كافتيريا ، بعد ان تركت العمل فى معرض سيارات فى شارع معروف ، كنت اقوم بكل الاعمال فى المعرض . ذهبت لجارنا وقريبنا والدموع فى عينى لخسارتى العمل فى معرض السيارات . فقال لى مالك زعلان ليه ؟ قلت له : صاحب معرض السيارات فصلنى من العمل .
قال لى : اشتغل معى . قلت له اشتغل معاك ااقدم اكل ؟ قال لا : اشتغل معى فى تجارة العملة ومشيت الامور . تخيل فى معرض السيارات كنت اتقاضى اربعون جنيها آنذاك ، لو محمد رضوان قالى 45 جنيه واشتغل فى الكافتريا كنت وافقت ، لكن قالى العملة ، وفقط فى شهرين كنت اتعامل مع نصف مليار . لم احلم بهذا بالمرة . وكانت غيرة ايضا خصوصا أن الريان كان صاحبى ولا اريد أن افترق عنه ، ومن هنا اى شىء يعمله الريان اعمل مثله ، احبه لكن لا اريده ان يكون افضل أو أحسن منى .
انا والريان كنا مع محمد رضوان فى تجارة العملة ، وأتذكر حينما قال لى الريان فى أحد الايام : " تعرف يا أشرف سيكون دخلنا من تجارة العملة شهريا فى حدود ثلاثة الاف جنيه مصرى "
بعد ثلاثة شهور كان هناك قضية اسمها بنك مصر ايران ليتم سؤالنا عن مصادر هذه الاموال التى وصل فيها دورة رأس المال الى نصف مليار جنيه كنا شركاء وقتذاك . وعند سؤالى عن عملى قلت : تاجر عملة ، وقلت له لو انا كان لدى علم مسبق بهذا السؤال لجهزت نفسى بأن اقنعك انى طبيب جراح .. انا استاذ كذب ..الريان فى الخارج ، لم يكن اسمه احمد الريان وقتها بل ( احمد توفيق ) لم تكن الريان موجودة بعد . ارجو ان تحقق مع أحمد واعطنى فرصة اجهز لك الاجابة وساقنعك انى طبيب جراح . قلت له ان من خمس شهور فى باريس اتناول الطعام من القمامة .
لذلك انا لا ادرى كيف تحولت الامور بهذا الشكل . الحقيقة الذقن كان لها دور كبير ، انا مربى الذقن كذلك احمد الريان ، الذقن لعبت دور فى تدفق الشغل ، الناس بترمى عليك الاموال . من يخطر بباله ان شيخ بذقن ينصب . هذا قبل توظيف الاموال ادخل البيت اجد 10 مليون على الارض .
- انت التقيت الرئيس مبارك تقريبا فى أحد المعارض . ما الذى دار بينكما من حديث ؟
اجاب : لم أكن احلم ان اقابله فى حياتى ، واتى لى فى المعرض ووجدت انه يعرفنى جيدا ، لكن انا بكيت عندما رأيته فى القفص ، مع العلم انى انتقدت النظام الذى حوله ، لكن انا وجدت نفسى احضنه وقال لى : لماذا لاتزرع قمح ، قلت له : اعطنى الارض ، فقال مبارك للوزير يوسف والى : اعطه ارض ليزرع قمحا . لكن لم ينفذوا
- السؤال الاخير .. كلمة لشعب مصر العظيم والذى ربما لايعرف الكثير منه اشرف السعد بعد فترة غياب وايضا الفئات العمرية ؟
اجاب : اقول لهم بلدكم لاتفرطوا بها ولا تشغلكم الشعارات الكاذبة التى يرددها أعداء مصر ، انظروا وتعالوا لتروا بأم عينكم الشباب اليمنين والسوريين والعراقيين والليبيين ، ليس لهم وطن ، لا تفرطوا فى جيشكم فالدولة القوية هى الجيش القوى ، لا تتركوا احدا يتحدث عن جيشكم الباسل وتتركوه . جيش مصر هو عظمتها وهو شرفها هو العرض الذى لايمكن التفريط فيه ، ممكن يكون لك بعض الاعتراضات البسيطة فى الصحة فى المحليات لكن الا الجيش فهو الحامى لك وهو وجودك . انجلترا لا قيمة لها الا بجيشها ، امريكا كذلك . نحنا عشنا مرحلة التبرع بالذهب لهذا الجيش العظيم . اليوم جيشنا فخرنا بما لديه من امكانياته الخاص .
وفى النهاية اشكر الحاج اشرف السعد ابن مصر ، وللحقيقة اشرف السعد عندما تجلس معه تنسى هموم الدنيا لانك مع مصرى ابن بلد حقيقى فخور بوطنيته ..
واتمنى له بعد هذه الفترةالطويلة بزيارة سعيدة لوطنه وبلده مصر ويعود مرة اخرى ليصدح كالكروان فى محاربة أعداء مصر فى الخارج بما لمسه من تنمية وتقدم ونشاط اقتصادى يكيد الاعداء فى ظل رجال تعمل ليل نهار لرفعة هذا الوطن الغالى فى ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى