أبناء الدول العربية يتوالون لزيارة إسرائيل
-
13/12/2019 05:08:00 ص
- |
- شباب العرب
كتبت : سمدار العانى
حطمت وسائل التواصل الاجتماعي الحاجزين الجغرافي والنفسي بين إسرائيل وكثير من أبناء الدول العربية، حيث أصبح التواصل مع الإسرائيليين أمراً عاديًا يطبع معه عدد ليس بقليل من العرب.
لا شك أنّ الاهتمام العربي المتزايد بيهود الدول العربية يشكل إحدى الأسباب الرئيسية لهذا التواصل البنأ، الذي يتطوّر شئاً قشئًا إلى الرغبة بقيام لقاءات وجولات مشتركة. يبدو في هذا السياق أنّ روايات الأباء والأجداد عن أجواء التعايش والتسامح مع المكوّن اليهودي في الشرق الأوسط لا تزال محفورة في الذاكرة، وهذا الأمر هو المحرك الرئيسي للتواصل الذي نراه.
لقد لاحظنا هذه الظاهرة لدى أبناء الشعب العراقي، ونرى عبر الشبكات الفيسبوكية الاهتمام بيهود العراق من قبل شبان عراقيين لم يعيشوا مع يهود في حياتهم، وذلك بناءً على روايات أجدادهم.
في خضم هذا التواصل نسمع الكثير من الرغبات بزيارة إسرائيل وباللقاء مع يهود العراق المقيمين فيها، ولكنه في ظل الظروف الراهنة هذا الأمر مسموح فقط لعراقيين يحملون جوازات سفر أجنبية. بعض هؤلاء فعلا زار إسرائيل وإستمتع بمعية أبناء أعمامه من يهود العراق.
قصة مماثلة سمعتُها من صديقنا الأردني ع الذي زار إسرائيل مؤخرا. خلال مكالماتنا التي سبقت الزيارة أبدى ع إهتمامه بيهود الدول العربية في أعقاب ما سمعه من المرحوم والده عن علاقات حسن الجوار التي سادت في الأربعينات بين العرب واليهود في البلدة القديمة في أورشليم القدس.
قبل فترة وجيزة قام ع بزيارة إسرائيل وإلتقينا معه في جولة مشتركة لمدينة يافا بصفتها مدينة تحتضن أبناء جميع الديانات.
بعد الجولة المشتركة جاء دور الأمسية المشتركة، التي شارك فيها يهود من العراق ومصر. جلسنا في مطعم في مدينة كيفعتاييم ، التي لا تُعتبر معقلاً ليهود المشرق، لكن هذا الأمر لم يمنعنا عن الإستمتاع المشترك من الأغاني العربية الكلاسيكية التي أكدت من جديد أنّ الموسيقى لا دين لها ولا هوية وأنّها عابرة للحدود، و لغة مشتركة للجميع .
هذه الجولات واللقاءات المشتركة، إن دلّت على شيء، فهي تدلّ على قدرة يهود الدول العربية بممارسة دورهم كجسر مع أبناء الأعمام في العالم العربي.
يقال إنّ أول الغيث قطرة، وفعلاً نتلقى طلبات لزيارة إسرائيل من أبناء الدول العربية ولا سيما من دول الخليج ، ناهيك عن بعض الصحفيين الذين يزورون البلاد إما بشكل علني أم بشكل خفي.
من حيث المبدأ أبوابنا مفتوحة أمام الجميع ، وإنّني على يقين أنّ هذه هي البداية فقط، وأن نشهد جولات ولقاءات أخرى مع المضي قدماً في هذا المشوار، بإذنه تعالى