فاللسان يمكن ان يحدد مصير اي انسان سلباً او ايجاباً ومثل لمح البصر صحيح انه محكوم بالفعل والارادة ولكنه الارادة المنفذة والمعبرة عن مكنونات القلب والنفسية والتفكير كما انه المسبب في اشعال نار الفتن والمشاكل والحروب وقد قيل قديماً" رب كلمة سببت حرباً" تعبيراً عن دور الكلمة كما ان معظم الازمات تبدا صغيرة يمكن السيطرة عليها ثم تكبر بسبب طول اللسان او مايسمى بالحرب الاعلامية التي تشارك فيها الكلمة على مختلف انواعها من مقروءة ومسموعة و منظورة وتلعب على صعيد الافراد والمجتمع تسبب اللسان في الكثير من الخلافات والاحداث والجرائم وفي خراب الكثير من البيوت عبر النميمة والثرثرة ونقل الكلام بتحريف او بدون تحريف وعن غاية خبيثة من حسد وحقد او لمجرد التسلية.
كما ان اللسان اسهم في كشف حقائق عن اناس كانوا يختفون وراء اقنعة زائفة فوقعوا ضحايا تسرع او زلة لسان في كشف نواياهم ومقاصدهم وهذا مايحدث في كثير من الاحيان على الصعيد الشخصي او على مستوى القيادات المسؤولة.
وفي تراث العربية مئات النصائح والحكم والامثال وهي تحث على التروي وعدم التسرع بالكلام والابتعاد عن النميمة
"من نم اليك نم عليك" والثرثرة " لسانه قتله" "ولسانك حصانك ان صنته صانك" وقول الكلمة في مكانها الصحيح ووقتها المناسب الكلام في وقته حلو "وخير الكلام ماقل ودل "
واول نصيحة يتلقاها احدنا من حكيم هو ان نعد للعشرة قبل ان نبدي اي راي او نرد على سؤال وفي ظروفنا الحالية علينا ان نعد للمئة حتى نتجنب التسرع في الرد على استفزاز او تصرفات وممارسات خاطئة .
وقرات في احد كتب الحكمة النصيحة التالية : اياك والعجلة فان العرب كانت تكنيها ام الندامة لان صاحبها يقول قبل ان يعلم ويجيب قبل ان يفهم ويعزم قبل ان يفكر ويقطع قبل ان يقدر ويحن قبل ان يجرب ويندم قبل ان يخبر .ولن يصحب هذه الصفة احد الا صحب الندامة واعتزال السلامة. وقرات لحكيم اخر قوله ان من الكلام ماهو أقسى من الحجر وانفذ من الابر وامر من الصبر واحر من الجمر وان من القلوب مزراع فازرع فيها الكلمة الطيبة فان لم تنبت كلها نبت بعضها
اما عن النميمة وتناول اعراض الناس وسمعتهم بالاذى فقد حفل الشعر العربي بالكثير من الاشعار الناهية عنها مثل :
اذا شئت ان تحيا سليما من الاذى
وحظك موفور وعرضك محصن
لسانك لاتذكر به عورة امرئ
فكلك عورات وللناس السن
وعينك ان ابدت اليه معايبا
فصنها وقل ياعين للناس اعين
واختتم بحديث سيد الخلق المصطفى عليه الصلاة والسلام "اترك فضول الكلام وحسبك من الكلام ماتبلغ به حاجتك"