التعاون بين إسرائيل والعالم العربي – إتجاهات كثيرة وفوائد كبيرة
-
26/07/2019 03:23:00 ص
- |
- شباب العرب
بقلم : سمدار العانى
حين نتابع مسيرة نهضة الدول والشعوب عبر التأريخ، نُدرك بسهولة أنّ قدرة التماشي مع متغيرات الواقع وعدم البقاء في نفس الدائرة هما عامل أساسي للوصول إلى التقدّم والإزدهار. لقد أثبت التأريخ أنّ الشعارات الرنانة، مهما كان مصدرها، لم ولن توفر الحلول للمشاكل الاقتصادية والإجتماعية، ولن توفر للإنسان البسيط مقوّمات الحياة الكريمة.
الحمد الله لقد ولّى عصر الشعارات، وها نحن اليوم منسجمين مع الواقع ونرى الأمور من منظار منطقي وعقلاني.
اليوم العالم المحيط بنا يعيش في عصر التكتلات الاقتصادية والإقليمية الكبرى، سواء كانت هذه التكتلات ثنائية أو إقليمية أو حتى شبه إقليمية، أو بين دول يجمع بينها أفكار وتوجهات مشتركة. من هذا المنطلق، هناك حاجة ملحة للتعاون بين إسرائيل والدول العربية بهذا الإتجاه، وذلك بهدف إقامة علاقات متكافئة لتحقيق مصالح إقتصادية متبادلة وإستغلال ناجح للموارد المتوفرة في المنطقة، خصوصاً أنّ اليوم أصبح واضحاً للجميع أنّ الدولة بحد ذاتها لا يمكنها تحقيق المتطلبات التنموية بجهد منفرد.
يأتي أيضا البحث العلمي كمجال يمكننا التعاون فيه لإبتكار الحلول للمشاكل التي تعاني منها منطقتنا (الحاجة هي أم الإختراع)، ولخلق منتجات جديدة تحسن جودة حياتنا جميعاً. حين كُنّا صغار علموننا أنّ العِلم نور، وهو فعلاً البوصلة التي تقود المنطقة في الإتجاه الصحيح نحو تحويل التقدّم والإزدهار من شعار فضفاض إلى واقع عملي تنهض من خلاله الشعوب وتعمر الأوطان.
وفي هذا السياق نتكلم أيضاً عن التعاون الثقافي والموسيقي، الذي بإمكانه إرساء الجسور بين أبناء المنطقة.
ممّا لا شك فيه أنّ برنامج التبادل الثقافي يمكنه أن يكون فرصة جيّدة للتعارف على ثقافة الاخر، إلى جانب تطوير المهارات اللغوية في العربية والعبرية، بصفة اللغة عامل مركزي في التواصل بين الناس، وتقليص الفجوات بينهم.
أمّا في المجال الموسيقي، فظهرت في بالي فكرة بعد أن شاهدت قبل نحو 3 أشهر مسابقة اليوروفيجن الأوروبية التي إستضافتها إسرائيل . مرّت في ذهني أنذاك فكرة إقامة مسابقة ال"شرق-فيجن" تشارك فيها بعض دول الشرق الأوسط وحوض المتوسط، خصوصاً أنّ الأسلوب الشرقي أصبح حاضراً بقوة في إسرائيل، وفي ظل وجود فنانين إسرائيليين يحظون بالإعجاب في العالم العربي، ناهيك عن الإعجاب الذي تحظى فيها الموسيقى العربية لدى شرائح واسعة في المجتمع الإسرائيلي.
لقد قالوا من قبلي إنّ الموسيقى هي عابرة للحدود ورافعة التعايش بين البشر، ويمكننا البدء بها كنقطة إنطلاقة أوّلية.
هناك مساحة واسعة للتعاون بين إسرائيل والعالم العربي، وحان الوقت لكسر الحواجز لتأمين مستقبل أفضل لجميع سكان المنطقة، وأوّل الغيث قطرة.