الجمعة, أبريل 19, 2024 01:27:58 لندن

ليبيا بين الواقع وعدم رؤية للمستقبل

  • 04/05/2019 09:04:00 ص
  • |
  • رئيس التحرير


 

بقلم : محمد العطيفى

قررت كتابة هذا المقال ونحن نستعد لنستقبل شهر كريم هو شهر رمضان المعظم  شهر التسامح شهر الله  وتلبية لرغبة العديد من الليبيين والليبيات ممن اتصل بهم من مدن شتى على الاراضى الليبية .

-  طال أمد الصراع فى ليبيا منذ عام 2011 ، والعالم يتمنى لها الاستقرار والعودة ليكون لها دورا فعالا على الساحة الاقليمية والدولية . لكن من الواضح انها غرقت فى آتون الحرب الاهلية منذ عام 2011 وربما يجرها الى أعوام أخرى قادمة لأن المشكلة اصبحت مركبة وتحتاج ايضا الى حلول مركبة .

فى هذه اللحظات يحاول الجيش بقيادة خليفة حفتر فى بسط هيبة الدولة واحكام السيطرة على الحدود لبسط نفوذ دولة ربما ستكون رخوة بعض الشىء بعد السيطرة على حدودها . وحدود ليبيا ليست كأى دولة داخل رقعة مربعة محدودة باربع جهات لكنها غير ذلك فهى يحدها دولا عديدة ز مصر – السودان – الجزائر – تونس وهذه الدول يهمها الاستقرار الليبى كما يحدها من الداخل الافريقى كلا من تشاد والنيجر ، بالاضافة الى أطول ساحل على البحر المتوسط ومساحة جغرافية واسعة لاتتناسب مع عدد السكان القليل العدد .

يلعب البحر المتوسط دورا كبيرا فى عدم السيطرة على البلاد بالاضافة الى الحدود المتعددة . ويعتبر الساحل الليبى من الاسباب الرئيسية التى ساعدت فى سقوط نظام معمر القذافى ليس هذا فحسب بل ايضا العديد من العوامل التى نشرتها فى كتاب علمى سيرى النور قريبا .

هذه التجربه رغم ما بها من مآسى وانهار من الدماء ، ما أن تجف حتى نرى عودة الصراع مرة أخرى .

وللحقيقة الصراع فى ليبيا كما ذكرت هو مركب ، والعديد يحلم بالدولة المدنية دون أن يكون هناك أمن وقوة عسكرية تحافظ على اى اتفاق بين طوائف هذا البلد الواحد المنقسمين على انفسهم لأكثر من فريق . فهناك اولا : الاسلاميين بكافة صورهم وأشكالهم وماخرجت داعش الا من عبائتهم ، ربما من يؤمن بنظرية المؤامرة هم من يظنون ان داعش ولدت من رحم اجهزة المخابرات الغربية !! كيف والدواعش الآن ممنوعين من العودة الى بلاد الغرب

هذه المجموعات سيطرت على مفاصل الدولة الغير موجودة ( ليبيا ) تحت مسمى ( الانقاذ ) أو ( الوفاق ) وهى فى الواقع ليست انقاذا بل ( أبادة ) او اهلاك .ولدت فى الصخيرات بالمغرب برغبة من ( مارتن كوبلر ) فى 2015 تمثيلا لبعثة الامم المتحدة حسب قرار مجلس الامن 2009 لعام 2011

فلم يشهد الشعب الليبى فى عهد هذه الحكومة سوى المعاناة والهلاك على يد مجموعات متطرفة وارتكتب افظع الجرائم الانسانية ، وكانت مصراتة هى المكان الذى نفذت عليه هذه الجرائم التى يندى لها الجبين الما لقتل وذبح الابرياء بعد تعذيبهم وصلت الى سلقهم فى الماء المغلى . رحم الله الابرياء الذين دفعوا ثمنا باهظا لا لشىء اقترفوه سوى رفضهم لهذا الجماعات الارهابية .

تم تجويع الشعب الليبى بواسطة مجموعات تحمل السلاح وتروع أمنه وتستبيح كرامته ليستفيد هؤلاء القلة القليلة بالمغانم التى يتم تحويلها للخارج ويعيشون أباطرة فى الداخل . المصارف والطوابير خير دليل لاتراعى شيب رجل كبير أو أمرأة عجوز .

نقص فى الدواء والغذاء . كيلو السمك او كما يقول الليبين ( الحوت ) سعرة ثمانون دينارا ليبيا ( 80 دينار ) هذا فى بلد تتمتع بأطول ساحل على البحر المتوسط . والكثير والكثير

ثانيا : الجيش الوطنى الليبى  والذى يعمل حاليا ليبسط سيطرته على الارض ويعيد الثقة فى الجيش ويلبى طموح ما يقارب من 75% من الشعب المطالبين بالأمن وعودة الاستقرار والحياة الهادئة التى يتمنها الانسان مهما كانت بساطتها دون الم وعناء .

واذا ان نرى الحقيقة التى واضحة كالشمس بل يشكك فيها المرتابين برغبة حفتر فى الاستيلاء على السلطة ، ومما يجهله هؤلاء المشككين ان الحرب الآن بما فيها الحرب الاهلية الضروس الطاحنة التى يدفع ثمنها الابرياء ليست حربا على السلطة . بل هى حرب الثروة والدليل المليشيات التى لايهما ولاترغب فى دولة ، بل ترغب فى بقاء الوضع كما هو عليه ليحافظوا على مغانمهم وسلطة مزيفة على الارض بقوة السلاح ، بنقطة تفتيش كما كان يفعل الدواعش .. اذن هم ليسوا سلطة ولا اعتراف بها حتى من مواطن يقف للتفتيش حتى وان سلبوه ماله فى هذه النقاط .

أذن لابد من جيش قوى يفرض السيطرة ويشيع الأمن فى نفوس المواطنين لذا كل من هو محروم من الأمن وتهدده المليشيات يقف خلف الجيش .

ثالثا : جماعة انصار الجماهيرية – هذه المجموعة لاتحمل سوى الشعارات والهتافات وبعيدة كل البعد عن الواقع فهم من يجب محاسبتهم اذا اردنا معاقبة من خان معمر القذافى . هم من حجب الرؤية الصحيحة للوضع الليبى فى ظل المتغيرات الدولية والاوضاع الحقيقية للشعب عن معمر القذافى . العديد منهم خان الشعب وخان معمر وسرق ما غلا ثمنه وخرج من البلاد ليعيش فى عالمه الخاص بما نهبه ويردد شعارات لاتهم المواطن الذى ذاق الويلات والاذلال والصمت . والاولى بهؤلاء الآن ان يتركوا الشعارات جانبا وعدم التلويح بالماضى فالماضى يحمل الكثير بين الخير والشر ولايمكننا ان نعيد احداث الامس . فالواجب بعقلانية ومنطقية  وحقن الدماء المستمر الوقوف خلف الجيش لأعادة هيبة الدولة . فى النهاية هؤلاء سوف يرقصون للمنتصر والتودد والتقرب اليه  .

ولنصل الى خلاصة للقول لعبت التكنولوجيا فى تغيير المفاهيم لدى البشر لانه ليس اسيرا لقناة تليفزيونية تبث ما شاءت ومن أى مكان أو اى أفكار تؤجج للعنصرية والكراهية وتحض على الخصام . فوسائل التواصل رغم عدم صدق المعلومة هى من يلتصق بها الانسان فى هذه الفترة الزمنية .

انتهاء فكرة القبلية وهذا ما يلعب عليه المشككين والكارهين للجيش اليوم . فالشباب الذى يحمل السلاح حتى من المليشيات هم ابناء القبائل وليس مرتزقة بل هم ابناء الشعب وخارج اى سيطرة ، هم مستفيدون من الفوضى وهذا عصيانا علنيا لم كانت تسمى بالقبلية – انتهت القبيلة – تم غزوها بوسائل التواصل الاجتماعى والالعاب القاتلة التى يحملها حتى الاطفال على أجهزة الموبايل .

فاوجه نداء لكل الليبيين بمناصرة الجيش والوقوف خلفه وأذا سيطر على الارض ستجدوا ولن تختلفوا على حل سياسى . غير ذلك ستحصد الحروب الاهلية التى كرهها البشر كثيرا . وحقن الدماء لايتم الا بالتسامح وكظم الغيظ والعفو عند المقدرة  الا قد بلغت اللهم فأشهد  







اخر الاخبار

  • خطاب بايدن تهنئة لطالبان بأمارة اسلامية فى آسيا

    • 18/08/2021 02:06:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى مثيرا للجدل الخطاب الذى القاه الرئيس الأمريكى معلنا انسحابه من أفغانستان بعد سيطرة طالبان عليها بالكامل فى ساعات . وللحقيقة وهذه هى مسئولية الشعب الأمريكى أن يسأل ( بايدن ) عن خطورة هذا القرار وما نتج عنه وأمريكا كانت القوة التدميرية لها بعد الحادى عشر من سبتمبر وفى حربها على أفغانستان أى حربها على ( طالبان ) كانت بكل المقاييس من أقوى الحروب وتكلفة مالية لم يسبق لها مثيل ...

  • حقوق الأنسان بين الحقيقة والتصنع

    • 16/03/2021 08:16:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى كلمة " حقوق الانسان " اصبحت كلمة مطاطة عديمة للجدوى لأنها تفهم منقوصة ومجردة من أعماقها لدى المتشدقين بها . من الملاحظ انها يتم فهمها من نظرة ضيقة افقدتها أجمل المعانى التى نصت عليها القوانين الدولية التى نعترف بها . فمن قام بتجريد الكلمة من معانيها الحقيقية ، لتتحول للمنظور الضيق الذى تبناه ( رعاة عدم الفهم ) فى ظل نظام دولى ينتقى المفردات ، ويتحلل من معانيه...

  • مبادرة القاهرة للوضع فى ليبيا بداية للأستقرار فى ليبيا

    • 06/06/2020 08:47:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم محمد العطيفى استطاعت القاهرة اليوم أن تخرج بالمبادرة الهامة لخلق الاستقرار فى ليبيا وبداية الحوار بين الأطراف الليبية لأيجاد المخرج الصحيح من أزمة مدمرة عاشها الليبين تجرعوا فيها العديد من ويلات حروب وعدم استقرار . هذه المبادرة بمثابة خطة طريق للوصول الى الأمن والسلام المفقود فى ليبيا منذ عام 2011 وحتى هذه اللحظة وهى المخرج الوحيد الذى يجب فورا استثمارها كفرصة لن تعرض مرة اخرى بنوايا صاد...

  • الخروج من سجن الكورونا

    • 02/06/2020 06:40:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى يستعد العالم الى العودة الى ماقبل كورونا بعد أن هدد هذا الفيروس اللعين حياة البشر ؛ ليشهد عام 2020 منذ بدايته ولمدة نصف العام حالات هلع ورعب وخوف لم تشهدها البشرية الا منذ سنوات بعيدة لم تشهدها الأجيال الحالية من قبل . فكانت هناك العديد من الاوبئة والامراض التى فتكت بالشعوب سابقا منها على سبيل المثال لا الحصر الكوليرا ؛ الانفلونزا الاسبانية بالاضافة الى ايبولا والعديد من ال...

  • المحنة .. والمنحة

    • 15/04/2020 07:01:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم الاستاذة : الفة السلامى ماذا فعلت أزمة كورونا بالعالم ؟! انظروا من حولكم وتأملوا.. فجأة باريس تفقد عشاقها و رومانسيتها ؛ برج ايفيل والشانزليزيه يذرفان دموع الشوق على ثمانين مليونا من عشاقهما السائحين الذين سيهجرون محبوبتهم فرنسا هذا العام "بجنها وملائكتها"! شاهدوا ديزني لاند بين عشية وضحاها قافرة هجرها السحر والساحر.. ولومبارديا العاشقة الجريحة أضحت بلا قلب يتخاطف فيها الإيط...

  • القدس والاقصى الشريف بين التطبيع والتثقيف

    • 22/07/2019 12:10:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى التطبيع كلمة مخيفة لدى البعض من العرب ، هى كلمة تخويف وتحمل العديد من المفاهيم البالية لدى عالمنا العربى .لان جزء من افكاره أما مستقاه من الاعلام ، أو من أحاديث متداولة نتناقلها كالاساطير . عالمنا العربى كاره للعنصرية ، ويطالب بعدالة أجتماعية ، وديمقراطية وحقوق أنسان ، المدينة الفاضلة ( لافلاطون ) الا على نفسه ، لذا نحن المثاليون من خلال الرؤية الواحدة . سألت مرارا العديد...

  • القدس والاقصى الشريف بين التطبيع والتثقيف

    • 22/07/2019 12:09:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى التطبيع كلمة مخيفة لدى البعض من العرب ، هى كلمة تخويف وتحمل العديد من المفاهيم البالية لدى عالمنا العربى .لان جزء من افكاره أما مستقاه من الاعلام ، أو من أحاديث متداولة نتناقلها كالاساطير . عالمنا العربى كاره للعنصرية ، ويطالب بعدالة أجتماعية ، وديمقراطية وحقوق أنسان ، المدينة الفاضلة ( لافلاطون ) الا على نفسه ، لذا نحن المثاليون من خلال الرؤية الواحدة . سألت مرارا العديد...

  • صفقة القرن فى إجازة حتى ربيع ٢٠٢٠

    • 24/06/2019 02:48:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    تعتبر صفقة القرن هى الشغل الشاغل بين كابوس يراه البعض وآخر يرى أنه الأمل فى نهاية الصراع العربى الفلسطينى الذى تقارب من عمر يتجاوز مائة عام . وبالرغم من مبادرات للحل الا انها تقابل بالرفض أو بالتعنت من الجانب الاسرائيلى ، الذى لايرتدع بل لاتشغله القرارات الدولية فى قضية تحتاج المرونة وتقديم التنازلات من كلا الجانبين اذا كانت هناك رغبة ونية صادقة من أجل السلام الذى يرتضى به الطرفين المتنازعين ...

  • ليبيا بين الواقع وعدم رؤية للمستقبل

    • 04/05/2019 09:04:00 ص
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى قررت كتابة هذا المقال ونحن نستعد لنستقبل شهر كريم هو شهر رمضان المعظم شهر التسامح شهر الله وتلبية لرغبة العديد من الليبيين والليبيات ممن اتصل بهم من مدن شتى على الاراضى الليبية . - طال أمد الصراع فى ليبيا منذ عام 2011 ، والعالم يتمنى لها الاستقرار والعودة ليكون لها دورا فعالا على الساحة الاقليمية والدولية . لكن من الواضح انها غرقت فى آتون الحرب الاهلية منذ عام 2011 ور...

  • الى ما يسمون الاسلام السياسى ... انتهى الدرس ايها الارهابيون

    • 27/04/2019 04:11:00 م
    • |
    • رئيس التحرير

    بقلم : محمد العطيفى رغم الدروس الكثيرة التى عاشها العالم العربى ، والتى جعلت من المواطن العربى اليوم أكثر نضوجا وفهما وقدرة على التمييز بين ماهو بخس وماهو نفيس ، الا أن التيارات الاسلامية وهى تلفظ انفاسها الاخيرة على عتبة الوعى الشعبى العربى ، والذى ينتفض اليوم هم من ينفضون غبار سنوات مرت اليمة ، لم يجد فيها المواطن العربى سوى زيف ودجل اهل هذا التيار الذين كانوا يتمنوا فى يوم ما رضى الدولة...


التعليقات

اضف تعليق